الأقباط متحدون - من السادات إلى السيسي.. الدعوة للسلام مع إسرائيل ما بين جنون الماضي وواقعية الحاضر
أخر تحديث ٠٠:٣٩ | الثلاثاء ٦ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٦ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من السادات إلى السيسي.. الدعوة للسلام مع إسرائيل ما بين جنون الماضي وواقعية الحاضر


دعوة السادات قوبلت بمعارضة شديدة في الداخل والخارج.. وترحيب كبير بتصريحات السيسي
البابا شنودة رفض الذهاب مع السادات وعودة الحجاج الأقباط للقدس.. ووزير الخارجية استقال
إسرائيل وفصائل فلسطينية وأحزاب مصرية رحبت بتصريحات السيسي.. وأحزاب رفضت
كتب - نعيم يوسف
تصريحات مدهشة للداخل والخارج
قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، في خطابه أثناء افتتاح دورة مجلس الشعب عام 1977، "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم".. ولكن الدهشة الحقيقية لم تصب فقط إسرائيل، ولكن مصر والعرب والعالم بأكمله، وحتى الآن مازالت عملية السلام مع إسرائيل تصيب الوطن العربي والعالم بأكمله بارتباك كبير، وهذا ما أحدثته تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة. 
 
فور إعلان السادات استعداده الذهاب إلى إسرائيل -وهو ما تم بالفعل بعدها بشهور- وافق البعض ورآها فرصة للسلام مع إسرائيل، إلا أن عملية السلام مع الدولة العبرية تلقاها الكثيرون بالغضب والرفض، على المستوى المحلي والعالمي. 
 
إسرائيل ترحب.. والعرب ينتفضون ضد مصر
ردود الفعل الدولية على دعوة السادات كانت إيجابية جدا، حيث أعرب "مناحيم بيجين"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن ترحيبه بالزيارة وتم على الفور تحديد موعدا لها، وهو السبت الموافق 19 نوفمبر عام 1977، مؤكدا أن إسرائيل لن تتراجع إلى حدود عام 1967، ولن تعترف بالدولة الفلسطينية، ولكن "السادات" استكمل مسيرته. 
 
"جيمي كارتر"، الرئيس الأمريكي وقتها وصف موقف السادات بأنه "يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر"، كما قال الرئيس النمساوي وقتها: "السادات يعرف قيمة سلاح الحرب وفاعليته، كما يدرك في الوقت نفسه معنى السلم وحسناته".
 
عربيا.. رفضت الدول العربية ما فعله السادات، وعقدت مؤتمرا رفضت فيه ما حدث قاطعت الدول العربية مصر، معلقة عضويتها في الجامعة العربية التي نقل مقرها الدائم من القاهرة إلى تونس العاصمة، بناء على قرار اتخذ في القمة العربية التي عقدت في بغداد، بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر. 
 
رفض محلي شديد للسادات
أما على الصعيد المحلي، فإن الشعب وبعض النخبة يوافقون على اتفاقية السلام، ولكنهم يرفضون التطيبع، وعارضت -وقتها- النخبة وانتشرت المقالات والقصائد الرافضة لها، كما قدم وزير الخارجية المصري محمد إبراهيم استقالته ووصف الاتفاق بأنه "م تشر بصراحة إلى انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".
 
كما رفض مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث الذهاب بصحبة السادات إلى إسرائيل، ليس هذا فحسب بل رفض طلبا من وفد السادات بعودة الحجاج الأقباط إلى زيارة القدس مرة أخرى، وذلك كما وعد الرئيس المصري، رئيس الوزراء الإسرائيلي بعودتهم، وقال البابا لوفد السادات: "أرجوكم إبلاغ الرئيس أننى لا أرى الوقت مناسباً لتنفيذ اقتراحه". 
 
السيسي يُعيد السيناريو
بعد 38 عاما من تصريحات وزيارة السادات، طرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مبادرة توسيع دائرة السلام مع إسرائيل، لتدخل فيها بعض الدول العربية إذا ما التزمت إسرائيل بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وحدود عام 1967، إلا أن هذه الدعوة قوبلت بترحيب كبير من كل الأطراف، على عكس تصريحات السادات. 
 
ردود الفعل الفلسطيني والإسرائيلي
من جانبه أشاد بنيامين نتنياهو، في تصريحات لصحيفة "ذا تايم أوف إسرائيل"، بدعوة الرئيس المصري، داعيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجددا العودة فورا إلى مائدة المفاوضات، كما وصفت بعض الفصائل الفلسطينية الدعوة المصرية بأنها "إيجابية"، محذرة من اقتطاعها من سياقها. 
 
ما بين المعارضة والتأييد في مصر
محليا.. أثارت دعوة الرئيس جدلًا واسعًا، حيث رفضتها بعض الأحزاب، وأيدتها أحزاب أخرى، فبينما رحب بها حزب المصريين الأحرار، والكرامة، رفضها التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب التجمع، فيمال أيدتها العديد من الشخصيات العامة المصرية.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter