الأقباط متحدون - العبث بأحلام البسطاء
أخر تحديث ١٤:١٧ | الثلاثاء ٦ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٦ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

العبث بأحلام البسطاء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم - أشرف دوس
"إيميلات" تهنئ الملايين وبسطاء يحلمون بملايين، "النصب الإلكتروني" ظاهرة متكررة وجريمة إنسانية لا تعاقب عليها القوانين الحالية، على الرغم من جسامتها، والمعضلة أن هذا العبث لا يقف عند حدود مرحلة معينة، بل هو متطور مع البشرية ذاتها، بأدواتها التكنولوجية الحديثة، كما أنه قد يتجاوز حدود العبث المجرد إلى آفاق السطو والاحتيال عبر وسائل التكنولوجيا.. ومنها "الإنترنت".

إنها "آلية نصب"، وإنه لو لم يقف وراءها مستغلون لما تزايد عددها إلى هذا الحد، والحقيقة أنه لا فرق بين المحتال والمحتال عليه، نظرا لأن المحتال عليه صدق أنه سيمتلك تلك الثروة بسهولة، من دون أدنى معرفة بالشخص المرسل، لذا فـ"على المجتمع أن يعي أن مثل تلك الأمور هي استخفاف بالعقول، واستغلال باحتراف، وبطريقة يجهلها الكثير منا".

السيدة حنان مصرية (45 عاما) وصلها "إيميل" يخبرها بأنها ربحت سيارة من طراز "بي إم" موديل السنة الحالية، وتم وضع رقم هاتف للاتصال والاستعلام عن كيفية حصولها على الجائزة التي ربحتها في "يانصيب خيري" عبر "الإيميلات".

استقبلت الرسالة بفرح عارم، وراحت، على مدى أسبوع كامل، تتصل بالرقم الذي لا يرد منه أحد، أملا فى حصولها على السيارة، ثم لتكتشف، في نهاية المطاف، أن الأمر لم يكن أكثر من خدعة لامتصاص المال عن طريق الرصيد الهاتفي؛ إذ بلغ ما استنزفته من رصيد الهاتف 100 جنيه ثمنا للبطاقات المدفوعة مسبقا.

وحين اتصلت بشركة الاتصال لتبلغهم بالقضية، أخبروها أن ذلك لا يندرج تحت نطاق مسئوليتهم، فالرقم وردها على "الإنترنت" وكان عليها أن تتوخى الحذر من شركات النصب والاحتيال النشطة عبر "الإيميلات" وغيرها وغيرها من القصص مع اختلاف أسلوب النصب واتفاقها جميعا أن اهتمام بعض المتلقين، يندرج تحت بند شغفهم وحبهم الشديد للمال، والحقيقة الواضحة أمام الجميع أنه لا يوجد أي إيميل يحقق الربح، سواء باليانصيب أو غيره، وأنها عمليات نصب منظمة يقوم بها أكثر من شخص وعلينا جميعا أن نتعايش مع وضعنا الاقتصادي والاجتماعي، ونحقق طموحنا بالطرق الشرعية والضوابط الاجتماعية.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع