الأقباط متحدون - الصليب وانحناء النفس
أخر تحديث ٠١:١٩ | الخميس ٨ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٨ توت ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٠٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصليب وانحناء النفس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
ما أحلى التأمل فى الصليب والترنم ببركاته ، به يكون لنا مكان فى الأبدية ، نحمله كل يوم بانحناء النفس كى نتقدم بحياتنا الروحية خطوة الى الأمام ...
نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس فى مقاله "فوضعت كالأرض ظهرك" وضح لنا العلاقة الوثيقة بين الصليب و انحناء النفس ، السيد المسيح وضح هذا الترابط الوثيق بينهما عندما قال "إن أراد أحد أن يأتى ورائى فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعنى" فالصليب هو الاتضاع الذى يهبه لنا الروح القدس و قد كان السيد المسيح ذاته مثالا للاتضاع بل اجتازه بنجاح وتفوق "على ظهرى حرث الحراث" ، و كما نقول فى القداس الغريغوريوسى "بذلت ظهرك للسياط" ، انحناء النفس هو غاية الصليب و هو الذى اختبره القديسون على مر العصور حيث يقول المزمور "لماذا أنت منحنية يا نفسى ؟ و لماذا تئنين فى ؟" .. و فى مقطع آخر يقول المزمور "يا إلهى ، نفسى منحنية فى" .

والاتضاع نوعان ، اتضاع نسكى ، و اتضاع إلهى ، الاتضاع النسكى هو جهاد الإنسان فى الدخول من باب النسك الضيق ، و حمل الصليب بكل أشكاله ، و يبقى اتضاع الإنسان ناقصا مهما جاهد حتى الدم ، ما لم يشرق عليه وجه الرب و يتراءى له النور الإلهى وهذا هو الاتضاع الإلهى ، الذى يعنى أن يرى الإنسان حقيقته و يدركها عندما يعاين النور الإلهى ، و من خلال الاتضاع النسكى نصل الى الاتضاع الإلهى .

جاهد أيها الإنسان فى حمل الصليب ، اجعل نفسك منحنية أمامه متحملا الضيقات و المتاعب باتضاع بازلا ظهرك للسياط متشبها بسيدك يسوع المسيح ، إذ سيكون لك فرح عظيم ، "فوضعت كالأرض ظهرك وكالزقاق للعابرين" ...
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter