الأقباط متحدون - رابعة ماسبيرو
أخر تحديث ٠٩:٠٠ | الاثنين ١٢ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رابعة ماسبيرو

بقلم - مينا ملاك عازر

في حلقة أمس الأول من برنامج لسعات استضفت ببالغ الاعتزاز ضيفين كريمين، هما المستشار عاطف نظمي مستشار التحكيم الدولي ومحامي شهداء ماسبيرو والصديق إسحاق إبراهيم الناشط الحقوقي ومسؤول ملف الحريات في المبادرة المصرية. وفي أثناء الحوار، قارنت من دون قصد مني بين اهتمام المنظمات العالمية بقتلى رابعة والنهضة، وكيف قامت الدنيا لهم ولم تجلس إلا بعد مدة، وتخاذلها وقت سقوط شهداء ماسبير.

ومع إيماني الكامل بأن الإنسان هو إنسان ما لم يتجرد من إنسانيته، والمصري هو وطني ما لم يتجرد من وطنيته، أجد نفسي مطالب بالاعتذار عن مقارنة بين من سقطوا ضحايا في الحالتين، فمن المؤسف أن أساوي بين من خرجوا يطالبون بسلمية مفرطة بالعيش في بلادهم، وبحرية ومساواة مع الآخر الذي هو في الحقيقة ليس آخر، وإنما مواطن مثله مثلهم، وينتمي لنفس البلد مثله مثلهم، وبين من سقطوا نتيجة خروجهم خروج استباقي لفيضان متوقع من شعب هادر غاضب لتفريط قيادات قطيع الإخوان في أرض الوطن وكرامته، وقيادة سيئة سياسياً، خرجوا مسلحين مستبقين الأحداث وكأنهم على ثقة برفض الشعب لهم، فسلحوا وحصنوا أنفسهم ومكانهم، وكأنه احتلال وليس اعتصام وتمت مناشدتهم من قبل القوات القائمة على الفض لإخلاء المكان بعد أن سقط حلمهم بهدم الوطن لكنهم لم يستجيبوا لتجردهم من وطنيتهم.

تلك التهمة التي ثبتت عليهم بسلوكهم الفاضح في الحكم وأثناء وجودهم في الاحتلال لمنطقة المستشار هشام بركات - رابعة سابقاً- بل وضحت عدم وطنيتهم في سلسلة التفجيرات وأعمال العنف التي اندلعت في كل المحافظات، فباتوا في نظري أعداء يجب مقاتلتهم ومجابهتهم بكل حزم، فهم لم يتجردوا من الوطنية فحسب بل أيضاً من الإنسانية حينما قتلوا وعذبوا مواطنين مصريين لا ذنب لهم إلا أنهم تواجدوا بالقرب من الاعتصام فشكوا فيهم وفي انتمائهم لجهاز الأمن فنكلوا بهم وقتلوا بعض منهم ووضعوهم في عرض الجثث لتزيد حصيلة أرادوها من القتلى ليتاجروا بها أمام العالم كله ليلصقوا بالقوات التي تفض الاعتصام تهمة القتل.
 
المقارنة ظالمة، ولذا أعتذر، لكن أمس قرأت مقال للكاتب المحترم أحمد الصاوي بجريدة التحرير يقارن نفس المقارنة، ويقول الاختلاف الوحيد هو اختلاف الدوافع بين من يريد الحرية في وطنه ومن يريد التشبث بسلطة، وهذا قد يكون عامل اختلاف لكنه ليس الوحيد، فقد أسلفت في السطور الماضية عدة فوارق أراها أكثر جوهرية من ذلك الاختلاف الذي ساقه الكاتب المحترم.
 
آخر القول، الله قادر أن يعزينا ويعزي الجميع، ويقتص لمن سقطوا برصاص الطائفية الغريب عن الجيش الوطني المصري الذي له منا كل اعتزاز وتقدير
المختصر المفيد حاكموا حمدي بادين وليرتاح الشهداء في قبورهم.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter