مؤتمر إخواني سلفي لقطع العلاقات

في مؤتمر جماهيري ضخم أعلن الرئيس الأسبق محمد مرسي، عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة السورية، ليس هذا فحسب بل أعلن عن فتح "باب الجهاد" في دمشق، وسط هتافات وتكبير من قيادات جماعة الإخوان وأعوانهم والدعوة السلفية وقواعدها. 
 

على نقيض الموقف المصري

على الرغم من موقف القاهرة –في الوقت الحالي- الداعم لمحاربة المليشيات المسلحة من قبل الطيران الحربي الروسي، وذلك في تصريح واضح من وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلا أن الدعوة السلفية مازالت تصر على فكرة الجهاد في سوريا ضد بشار الأسد، بل وتكفيره وتكفير المؤيدين له. 

 

محمد حسان يدعوا لحمل السلاح 

قال الشيخ محمد حسان، في المؤتمر الذي نظمته جماعة الإخوان لدعم الميلشيات المسلحة في سوريا، "ها هي مصر التي جاءت اليوم لتنصر الشعب السوري المقهور، ومما يحدث لهم من ذبح وحرق، والواقع الأليم حرك مصر رئاسة وحكومة وشعبا ليقولوا للشعب المصري مصر معكم ولن تترككم بإذن الله، مساعدتهم واجبه بالنفس والمال والسلاح، فجهاد الدفع الآن على الأعراض، والجهاد واجب على كل مسلم ونناشد الحكام أن تتحركوا قبل فوات الأوان". 

 

أكد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في عام 2012، أن نظام بشار الأسد "علوي كافر أشد حقدا على المسلمين من اليهود أنفسهم"، مضيفا في مؤتمر جماهيري تم تنظيمه لجمع التبرعات للسوريين الذي يقاتلون ضد بشار بل وأعتبره هو و"أعوانه عن الملة المرتدة التي يعبد أصحابها سيدنا علي" –حسب قوله-. 

 

ليس هذا فحسب.. بل أفتى برهامي، في إجابة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بجواز قتل السوري السني الذي يؤيد بشار، وقال نصا –عام 2013- "إذا كان الذي يرى شرعية بشار مقاتلا أو معينا برأيه على القتال، شرع قتله لأنه على أدنى الأحوال من الطائفة الممتنعة عن الشريعة، ما لم يكن مرتدّا بالفعل لمناصرته المرتدين، وإن لم يكن مقاتلا ولا معينا على القتال وجب تعليمه والبيان له".

 

بكار يصف الحرب بـ"الصليبية"

على نقيض الموقف المصري، قرر نادر بكار عضو المجلس الرئاسي في حزب النور –الذراع السياسية للدعوة السلفية- قرر بكار التغريد خارج سرب الدولة المصرية مهاجما الضربات الروسية للمواقع الإرهابية في سوريا بل وحولها إلى حرب مذهبية وشبهها بأنها "حرب صليبية"، متناسيا أن الولايات المتحدة والتحالف الذي به السعودية ويقاتل بشار هو أيضا به دول مسيحية. 

 

وقال بكار في مقال له بصحيفة "الشروق" إن "الإعلام المصري ومثله العربي ــ بل وحتى العالمي ــ تغافل ببجاحة لم يعد لوصفها معنى فارقا، تغافل عن تصريح الكنيسة الروسية الرسمية دعمها الكامل لما وصفته بحرب بوتين المقدسة في سوريا، لم تكتف ِالمؤسسة الدينية بهذا بل شرعت تتحدث عما تمثله سوريا لموسكو من أهمية جيوبوليتيكية وإستراتيجية قصوى بتفصيل دقيق يتشابه بشكل مدهش مع تنظير باباوات أوروبا للحروب الصليبية قبل مئات السنين من الآن"!