الأقباط متحدون - روسيا تقاتل منْ ولمنْ؟
أخر تحديث ١٠:٢٠ | الثلاثاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ | ٣ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

روسيا تقاتل منْ ولمنْ؟

روسيا تقاتل منْ ولمنْ؟
روسيا تقاتل منْ ولمنْ؟

 بقلم : مينا ملاك عازر

ربما السؤال المعنون به المقال المنقسم بدوره لسؤالين يبدو أمر بديهي، ولم يطرحه أحد على مائدة البحث بل ربما لم يطرحه أحد للنقاش مع نفسه، بيد أن تلك البديهية الملتصقة بالسؤالين رأس المقال بديهية زائفة في قسمي السؤال.

القسم الأول من السؤال، روسيا تقاتل منْ؟ ربما من البديهي أن تقول أن روسيا تقاتل داعشفي سوريا بيد أن الحقيقة إذا تريثت قليللاً تجد أنها لا تقاتل داعش بغض النظر عن ما تقوله روسيا نفسها، وفي نفي لكون روسيا تقاتل داعش لا استند للرواية الأمريكية لكنني أستند على إجابة القسم الأخير من السؤال موضوع المقال وهو لمنْ تقاتل روسيا؟ لمصلحة منْ؟ ولحساب منْ؟ وقد يظن ظان أن روسيا تقاتل لحساب بشار الأسد أو لمصلحته، وفي هذا أيضاً مغالطة فجة فلو لم يكن بقاء الأسد في الحكم وعلى كرسيه أمراً إستراتيجياً ويصب في مصلحتها ولحسابها ما قاتلت روسيا لأجله.

إذن روسيا تقاتل لنفسها ولمصلحتها ومن الباطن لمصلحة رجلها، إذن وببساطة روسيا تقاتل كل منْ هو ضد الأسد، ومنْ هو ضد بقاءه أي منْ هو ضدها، وليس بالضرورة هنا يكون منْ هو ضدها هو تنظيم داعش لأن كثيرين بسوريا ضد الأسد من بينهم داعش، ولكن معه أيضاً جبهة النصرة والجيش الحر ومن وراء الجيش الحر الذي يدربه والذي يمده بالسلاح.

إذن روسيا وببساطة تقاتل ضد السعودية وقطر وتركيا، وقد لا تكون مسألة اختراق الطائرات الروسية المجال الجوي التركي مسألة صدفة وإنما هي مسألة تهديد وإظهار أنياب ومخالب في وجه منْ لا يرتدع لينكفأ على التفجيرات التي بالمناسبة قد يكون هو الذي دبرها أو دُبرت ضده لرفعه غطاء الحماية عن تنظيمات موالية له في سوريا بعد التدخل الروسي بسوريا فينتقم منه داعش مثلاً لعدم مساندته له ضد روسيا.

الأهم من هذا كله أن روسيا تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية وهي أيضاً تقاتلها بمقتضى انجرارها وراء مقاتلة من يقاتلها، وروسيا ببساطة تقاتل أمريكا لأنها هي التي تمول وتدرب مباشرة أفراد من منْ تعتبرهم معتدلين في المعارضة السورية لكن روسيا وليس تصديق مني للرواية الأمريكية ولكن لمقتضيات المنطق فلا جدال في أن الروس سيقاتلون كل من يهدد وجود الأسد وليس لأن المقاتلين الذين دربتهم أمريكا مدوا تنظيمات متشددة بالسلاح الذي مدتهم به،لكن روسيا تفعيلاً لمبدأ أن عدو صديقي عدوي، وعليه فلا مانع من أن أقطع الذنب الأمريكي في سوريا، فلا يوجد أمام سوريا ذلك التصنيف الذي قد تضعه حضرتك بمقتضى اقتناعك بالفكر الأمريكي بأن ثمة معارضة متشددة وأخرى معارضة معتدلة، فكلتهما ضد الأسد إذن هم ضدها وضد مصلحتها فتستمر في  مقاتلتهم.

 

السؤال الذي يبقى شائكاً، هو هل ستبقى أمريكا راضية بأن تقاتلها روسيا دونما أن تُظهر هي الأخرى أنيابها؟ هل ستقبل أمريكا بأن تقتطع روسيا ذنبها أم يتواجها الطرفان على أرض سوريا، هذا ما قد تجيب عنه الأيام القادمة،وسأحاول أن أعرض لكم فرص حدوث هذا ولماذا وكيف في مقالات قادمة إن عشنا وكان لنا نشر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter