الثلاثاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٥ -
٣٥:
١٠ ص +02:00 EET
سياسات الدُب الروسي .. والحُمار الأمريكي بالشرق الأوسط
كتب : د. ميشيل فهمي
( الجزء الثاني )
******************
في شهر أغسطس ٢٠١٤ بموسكو ، وشهر فبراير ٢٠١٥ بالقاهرة ، قام الزعيمان عبد الفتاح السيسي وفيلاديمير بوتين ، بالدراسة السياسية والمخابراتية والعسكرية الجيدة للوضع المفروض علي الشرق الأوسط وبلدانه ، من جانب الولايات المتحدة مع الشيطان وحلفاؤها من قوي الشر ، المُكرسين جهودهم وأموالهم وكافة إمكانيتهم لخدمة أهداف الصهيونية العالمية بالمنطقة والتي من ُأولاها " من النيل للفرات " ، مُستعينين في هذا الشأن بجماعـِــة الإخـــــوان المسلمين
" الذراع الإرهابية للولايات المتحدة الأمريكية " وما تفرع عنها ومنها من تنظيمات إرهابية إستهلكت كافة الأسماء الجهادية الإسلامية مثل ( الجهد الإسلامي ، بيت المقدس ، ) لكن إنتبه الزعيمان بخلفياتهمـــــا المخابرتية إلي أن أخطـــر التنظيمــات هو
تنظيم الدولـــة الإســــلامية بالعراق والشام " داعش " ، والذي وُلِد بِفِكرّ وتخطيط صهيوأمريكي وبتمويل ســـعودي ، ذلك التنظيم الذي أرهب البشرية كلها بفظائع أعماله ووحشية جرائمه باسم الدين الإسلامي ، وقد توصل الزعيمان الي أن أخطر ما في هذا التنظيم أنه هو الآداة الفعلية والتنفيذية لِمُخطط " الربيع العربي " ، ودوره تالي لمرحلة تفكيك الجيش وحٓل الشُرطة وخلخلة الأمن بالبلاد المُستهدفة ، ليقوم هو باستكمال التخريب والتقسيم ونهب ثروات البلاد ومنعها تماماً من التقدم ، بل يعمل بإمكانيات وقدرات رهيبة علي الاستيلاء علي ثـــــروات البلاد وبيعها لدول مشاركة في التخطيط الشيطاني ليضمن مصادر تمويل بملايين الملايين من الدولارات علي حســــاب شعوب الدول المالكة لتلك الثروات ، كمــــا تــــم ( بالكامـــل ) في العراق وليبيا ( وجزئيــــاً ) في وســوريا وتونس ، و ( محاولات ) في مصر
في ضوء دراسة وتحليل كل تلك الأحداث ، وتبـــادل المعلومـات بين الزعيمان وكبار مساعديهما من وزيرا دفاع ومديرا مخابرات وكِبار الخبراء الاستيراتيجيون في البلدين ، خاصة المٓلْهــاة المأســـــاوية التي أطلقتها الولايات المتحدة والتي ضٓمٓتّ عدد من الدول التابعة لها ، في صورة ما عُرفّ ( بالتحالف الــدولي المكون من ٤٠ دولة ) لمحاربة تنظيم ( داعش ) واحتياج ذلك التحالف الي أكثر من ٤٠ عاماً للقضاء علي هذا التنظيم الجهنمي الُمخالِــف لكل الأعراف والقوانين الإنسانية بل وللطبيعة ، البشرية ، وبعد أن توصل الزعيمان الي معلومات أكيدة أن ذلك التحالف الدولي وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية ، يُسانِد ويُسلِحّ ويُدٓرِبّ أفراد هذا التنظيم الداعشي ويدعمه لوجيستياً بإعلامه بمواقع الجيوش وأماكن الثروات ثم إسقاط شحنات السلاح والذخيرة للتنظيم وإدعاء أنها سقطت بطريق الخطأ !
توصل الزعيمـــان الي ضرورة التصدي لهذا المخطط الرهيب الذي خُطط له أن يستمر لعشرات العشرات من الأعوام حتي يتم القضاء علي بلدان المنطقة بالتقسيم والإضعاف لِقواها وإتمام نهب ثرواتها ، خاصة أن لديهم معلومات أكيدة أنه بعد أن ينتهي هذا التنظيم الشيطاني من تنفيذ مُعْظم مخططاته ، سيدور علي بلدان الخليج وفي مقدمتها الملكة السعودية رغم تعاونها الخفيّ معهم ومحاولاتها الفاشلة السير بل اللعب علي الحبلين ( العربي والغربي ) ، ليقوم بذات الأعمال الشيطانية بها لإتمام الإجهاز عليها ، صاحب كل ذلك بدايات حركة نزوح من سوريا وتفريغها من شعبها وتشتيتهم في البلاد الأوروبية ، وهنا إتضح ووضح المُخطط الرهيب لمل فاقد بصر وبصيرة
لِــــــــذا
كان من الحتمي والضروري لإنقاذ كافة بلدان المنطقة وفي مقدمتها مصر ، التصدي العســــكري لهذا التنظيم الأخطبوطي ( والمثال الواقعي والواضح تصدي مصر عسكرياً لهذا التنظيم في ليبيا حين أغتال مصريين أبرياء بالذبح ) ، والبـــــؤرة منه هـي ســـوريا التي يتمركز التنظيم الداعشي بها تحت غطاء المعارضة لحكم بشار الأسد ، الذي وقف صامداً وبقوة نضالية ووطنية غير مسبوقة لمقاومة إنهيار بلده وتفكيكها وتقسيمها رغم صعوبة المعارك واستمرار أستنزاف قوي الجيش السوري الوطني والدولة السورية عامة ، ووقف بشار الأسد صانداً أنام تيار الكره والبغض الجارف والغير مُبررةّ من المملكة العربية السعودية له ، وإغداقها المال والسلاح بلا حساب علي القوي الإرهابية الداعشية التي تحاربه بضراوة ومعها قوي دولية مُشاركة في التخطيط التدميري لبلدان المنطقة
وكانت البدايات التمهيدية للتصـــدي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعينية ...
ملحوظة هامشية : هل سمعنا أو شاهدنا منذ فترة أي جريمة من جرائم داعش أو حتي تصريح من أحد قياداتها ، غير خبر إصابة البغدادي قائدها ومرشدها وآية الله الخاص بها ؟
وللحديث بقية