ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عظة صباح أمس الخميس، عن عناية الله بالإنسان مؤكدا: أن "شعر رؤؤسنا محصى أمام الله". 

 

وتأمل البابا تواضروس في إنجيل الصباح الذي استشهد بأحد الأمثال الشعبية التي كانت موجودة في زمن المسيح و يتحدث عن خمس عصافير و واحدة منها غير منسية أمام الله و يتحدث الإنجيل عن أهمية و عناية الله بالإنسان حتى أن "شعر رؤؤسنا محصى أمام الله". 

 

وأضاف البابا: وفي مثل أن العصفور لا يكون طائرا بدون جناحين و نحن مثل العصفور نحتاج جناحين و هما العهد القديم و العهد الجديد حتى نستطيع أن نرتفع إلى السماء. و على المستوى الروحاني نحتاج إلى جناح التوبة أي البحث عن نقاوة القلب و جناح التناول و في التناول المهم عدم ممارستها كنوع من العادة بل ممارستها بنوع من الاشتياق كما قال الكتاب "فرحت بالقائلين إلى بيت الرب نذهب".

 

وتابع: "أيضا في حياتنا الروحية نحتاج إلى جناح الخلوة أو المخدع و هو وقتك الخاص الذي تختلي فيه بالمسيح و تتدرب على اليوم الذي سوف تقف فيه أمام المسيح و هل في خلوتك تخرج ما في قلبك إلى المسيح و تكشف ذاتك كاملا بدون تجميل للذات لأن الرياء هو عدونا الأول في الخلوة، إذا هل خلوتنا متقطعة متباعدة أم في أوقات ثابتة و الجناح الأخر هو الخدمة فهل أيها الإنسان تخدم خدمة تكليف، تشريف أو خدمة من الله هدفها تمجيد الله الذي أمتلئ قلبك بحبه فصرت تحول هذه المحبة إلى عمل خدمة حقيقي أو هي خدمة شكلية لتمجيد الذات".

 

وأكد البابا أنه في حياة الصلاة هناك جناحين يسندها و الصلاة نبدأ في تعلمها منذ صغرنا من تعلم رشم الصليب حتى ترتيب عبارات و آيات الكتاب المقدس وهي عمل سهل لأننا يمكن أن نصلى في أى وقت سواء كنا جالسين أو واقفين أو على الفراش. و الجناح الأول للصلاة هو الصوم و الصوم هنا ليس الصوم النظامي من أربع و جمعة و الأصوام الكنسية أو تغير في الأكل بل الصوم عن أشياء كثيرة فى العالم من أجل محبة الله و مثال لذلك الشهداء الذين كانوا متعلقين بالله و ليس الأرض فاستطاعوا أن يبذلوا حياتهم دون اهتمام بالأرضيات"، لافتا إلى أن "الصوم هو الحياة التي لا ترتبط بالأرض"، مضيفا، أن "الجناح الأخر و هو الصدقات أي عدم الارتباط بما هو على الأرض و الصدقات هي الشعور بالآخر".