الجمعة ١٦ اكتوبر ٢٠١٥ -
٠٧:
١٢ م +02:00 EET
كيري يطلق تقرير الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية
بقلم - نعيم يوسف
إن التدخل في شؤون مصر الداخلية، أمر لا يمكن أن يقبله أحد، وعلى الرغم من توقيع مصر على المعاهدات الدولية إلا أن المنظمات الدولية في السنوات الأخيرة أثبتت عدم حيادتها وخدمتها للمصالح الأمريكية، وبالتالي فقدت نزاهتها التي أفقدت تقاريرها وتوصياتها قوتها.
بالرغم من ذلك إلا أننا لدينا في مصر حساسية غريبة تجاه أي تقرير خارجي عن مصر خاصة إذا كان أمريكيا حتى وإن كان يشيد بتحسن الأوضاع الداخلية، وكأننا نلعب سياسة بطريقة "احبه.. وأحبوش" -بنغمة صوت الفنانة آيتن عامر-، وقد ظهرت هذه الحساسية المفرطة في التقرير الأخير الذي أصدرته الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية في العالم.
التقرير -الأمريكي- موجه في الأصل لمجلس الشيوخ الأمريكي أيضا وليس المصري.. بالإضافة إلى أن التقرير أكد تحسن أوضاع المسيحيين في مصر وخاصة منذ الإطاحة بحكم الإخوان، وعلى الرغم من ذلك إلا أن التقرير تعرض لهجوم شديد من منظمات المجتمع المدني وشخصيات عامة.. فلماذا؟؟ ولماذا تكون لدينا حساسية تجاه التقارير الخارجية وخاصة الأمريكية؟؟
الأمر في غاية البساطة، وذلك ﻷن الكونجرس الأمريكي هو من يقرر حجم المساعدات لمصر، وبالتالي فهو يأخذ هذه التقارير بعين الاعتبار "يعني من الآخر عايزين يعرفوا فلوسهم بتتصرف على مين وبيعمل بيها إيه" وهذا الأمر هو لب الموضوع حيث يمكن للكونجرس وضع شروط وتوصيات لمصر يجب عليها تنفيذها للحصول على هذه المساعدات.
يجب على مصر والمصريين العمل والاجتهاد لتنمية البلاد وتقوية اقتصادها حتى لا تحتاج لمساعدات من أحد وتكمل طريقها حتى تكون فعلا "أد الدنيا"، بدلا من الصراخ والعويل عند صدور أي تقرير حتى لو كان يشيد بالأوضاع الداخلية و"نبطل بجاحة شوية".