السبت ١٧ اكتوبر ٢٠١٥ -
١٤:
١٠ ص +03:00 EEST
ارشيفيه
بقلم : اشرف دوس
استيقظ من نومه مسرعا على غير عادته، فاليوم تحقق حلمه بعد مرور عدة أشهر وحصل على الوظيفة التى كان يحلم بها نظر فى ساعته وابتسم وارتدى أجمل ملابسه باقى اقل من ساعة ويتحقق حلمه فى العمل، كسائق خاص بمرتب ضخم لدى إحدى سيدات الأعمال وصل فى موعده، ودق جرس الباب فتحت له سيدة المنزل امرأة فى العقد الرابع من عمرها، فيها لمسة جمال وحزن غريب وأشارت بيديها ليدخل وينتظر، ودخلت غرفتها لتغير ملابسها.. بدون وجل ولا خوف ولا ارتباك حنى أنها لم تغلق باب غرفتها خلفها .. وثارت مصريتى فى داخلى .. وسألت نفسى .. اية ده .. هى الست دى مش خايفة لسمح الله
أدخل عليها وهى تغيير ملابسها .. ويحدث ما يحدث … إى ده الكلام ده مش طبيعى.. هيا جابت الكلام دة منين .. أزاى تسيب باب غرفتها بدون ان تغلقه .. دا أنا بس اللى موجود فى بيتها .. وعلى الجانب الآخر من فكرى كرجل أخذتنى كل الأفكار الوردية التى تداعب أفكار الرجال فى لحظات مثل هذه أفكار تطيح بكيان الرجال وبتمسكهم بالفضيلة .. أنقذنى من هذا الفكر التربية التى تعلمتها فى الصغر وفى شرخ الشباب ودخلت فى معركة فكرية بينى وبين يوسف الصديق البار .. عندما جذبته امرأة العزيز.. من ملابسه .. وصار كلام يوسف الصديق كالميكرفون فى سمعى .. وأخذت رأسى تتحرك يمينا ويسارا فى رغبة عارمة للخروج من هذا الصراع المدمر الذى أطاح بسلام قلبى .. ولم يخرجنى من هذا الصراع سوى صوتها الجميل وابتسامتها الرقيقة وهيا تقول.. أية يا أسطى سرحان فى أية .. لابد أن تعلم أنى مريضة بالصرع والقلب والأدوية داخل تلك الحقيبة وده رقم تليفون الطبيب لسرعة الاتصال فى حالة الضرورة، وسرعان ما سمعت كل أبواب فكرى قد أغلقت .. تماما .. ووقفت مكانى .. لقد توقف عقلى وأطاح بكل الكلام وألقاه من نافذة المنزل ، فالظل لا يعكس دائماً الحقيقة.