الاثنين ١٩ اكتوبر ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
تعبيرية
بقلم - مينا ملاك عازر
منذ إضافة درجات لضبط سلوك الطالب في الفصل، يتحكم من خلالها المدرس في مجموع الطالب، ويجبره ببساطة على أخذ دروس لديه إلى إضافة عشر درجات لإجبار الطالب على حضور الفصل، يتجه تعليمنا من سيئ لأسوء، ومن وزير فاشل لوزير أكثر فشلاً، في الحقيقة المسألة أبسط من كل التعقيدات التي تجري من إضافة درجات أو حذفها أو إضافة سنوات دراسية أو حذفها، فالمسألة ليست في ستة ابتدائي التي ألغت فصولاً أو عادت لتعيد فصولاً، فمن الممتع أن يكون في الفصل أكثر من مئة طالب في رقم قياسي لا يمكن للدجاج أن يحققونه في نفس المساحة التي استطاع طلبة مصر أن يفعلونها، ولذا الوزير يبحث عن عدد كبير يضرب به الأرقام القياسية والأعراف الطبية التي يمكن وجودها بالفصل.
وفي نفس الإطار الباحث على العدد، يمكن لوزير التربية والتعليم المصري الاقتضاء بتجربة الرياضة المصرية، حينما كان يحشدون مجندي الشرطة والجيش لدعم المنتخب في المباريات ذات الكثافة الجماهيرية القليلة، هكذا على وزير التربية والتعليم أن يحشد المجندين في الفصول ليضمن كثافة أعلى ويضرب ويحطم الأرقام القياسية ليفلح فيما لم ولن تفلح فيه أقصى الأنظمة القمعية قمعاً وتعذيباً في السجون.
سيادة الوزير لا يعرف أن وقت الإنسان كالسيف إن لم يقطعه قطعه، ووقت طالب الثانوية العامة ثمين وإن لم يستفد منه في تحصيل الدروس والتعليم ليجهز للامتحان فلا يمكن أن يضيعه في الذهاب لعلب السردين غير الآدمية التي يبحث الوزير الفاشل على ملئها وتعبئتها ليرض غرور مجموعة من معدومي الضمير الذين لا يقدمون تعليماً أو مجموعة من الذين سينتفعون من إجبار الطالب على أخذ دروس لديهم ليبصموا بالعشرة أنه حضر وهو في بيته، ليضمنوا له عشر درجات ظالمة فرضها وزير لا يدرك ماذا يجري بالمدارس؟ أو ليرض مجموعة مدرسين ليس ليدهم القدرة أصلاً على التدريس ولا التعليم ليحصلوا أموالاً من باب تحسين الدخل حيث لا أحد يأخذ لديهم دروساً.
الوزير يعمل لأجل وضع مصر في ذيل قائمة من مئة وخمسين دولة، تأتي مصر في المرتبة قبل الأخيرة فيها في مستوى التعليم، فكيف يفعل هذا إلا بإيجاد طلبة في المدارس ولا توجد بها مدرسين يدرسون، ولو وجدوا لن يستطيعوا أن يدرسون في وسط هذا العدد الكبير من الطلبة المحتشدين في مساحة ضيقة أقل من مساحة مكتب الوزير التي يجلس بها بمفرده، الوزير يحلم بأن يشيد سبعة آلاف مدرسة ليخفف الكثافة ولن يفعل هذا إلا بأن تشعر الدولة بضرورة الاحتياج لهذا حينما يفطس له عدة آلاف من الطلبة بوجودهم في فصول غير آدمية لاحتياجهم لعشر درجات تضمن له دخول طب بدلاً من صيدلة أو دخول كلية تجارة وضياع مستقبله.
المختصر المفيد كارثة هذا الوطن أنه بات علينا أن نعمل لنحقق أحلام أشخاص لا يعيشون في الواقع.