في حديث لوكالة "تاس" أعلن مدير ديوان الرئاسة الروسية سيرغي إيفانوف أن اتخاذ قرار إرسال مجموعة الطيران الروسية إلى سوريا "لم يكن عفويا أو متسرعا".
وقال إن كل الأعمال خضعت مسبقا لنقاش وحساب دقيق وجرى تنسيقها مع القائد العام فلاديمير بوتين، وتابع "لم يعد سرا أن الطائرات وبعض الوحدات الخاصة للقوات المسلحة أرسلت مسبقا إلى سوريا".
وقال إيفانوف إن المرحلة النهائية لمناقشة العملية في سوريا بمشاركة العسكريين جرت في اجتماع مجلس الأمن الروسي في وقت متأخر من مساء 29 سبتمبر/أيلول "قدّرنا مرة أخرى الإيجابيات والسلبيات. وبعد ذلك فقط تم توجيه رسالة الرئيس إلى مجلس الفيدرالية، والتي أوصلتها فجر اليوم التالي".
وردا على سؤال "تاس" لماذا الآن بالذات تدخل روسيا المعركة؟ أجاب إيفانوف أن الوضع لم يعد يحتمل، وذكّر بالخطر الذي يشكله آلاف المقاتلين في صفوف "داعش" القادمين من روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، وقال "نسعى أن لا يعود أحد من داعش إلى روسيا، ولكي يدفنوا جميعا في أرض سوريا".
وحول حشود اللاجئين المتجهين من الشرق الأوسط إلى أوروبا، حذر إيفانوف من إمكانية اندساس عناصر نائمة بين اللاجئين للقيام بأعمال إرهابية في الوقت المحدد.
وتعليقا على آفاق التسوية في سوريا، أشار سيرغي إيفانوف إلى إمكانية "محاولة الاتفاق مع المعارضة العقلانية، والتنازلات يجب أن تكون متبادلة".
وتجري منذ 30 سبتمبر/أيلول عملية جوية روسية في سوريا لمساعدة الحكومة السورية في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي المحظور في روسيا، وتضم مجموعة الطيران أكثر من 50 طائرة ومروحية، وذلك بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد.
طهران: العملية العسكرية الروسية تسد فراغا خلفته واشنطن
قال رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن "التحالف الدولي الذي شكلته وتتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، منذ عدة أشهر لمكافحة الإرهاب ليس سوى حركة سياسية استعراضية إعلانية"، معربا عن اعتقاده أن "ظاهرة الإرهاب والتطرف تستهدف كل دول المنطقة والعالم بأسره".
واعتبر أن "الفراغ الذي خلفته واشنطن، في عدم جديتها في مكافحة الإرهاب عوضته روسيا من خلال هذا التدخل المباشر لمكافحته والقضاء عليه".
مقاتلة روسية تلقي بقذائفها على مواقع الإرهابيين في سوريا
مقاتلة روسية تلقي بقذائفها على مواقع الإرهابيين في سوريا
سباق لتشكيل معارضة "معتدلة" بعد بدء العملية
بعد بدء العملية العسكرية الروسية يجري العمل حثيثا لإعادة تشكيل الجيوش المقاتلة في سوريا بحيث يمكن تقديمها كمعارضة "معتدلة"، وأعلن باراك أوباما أن بلاده لن تتدخل عسكريا، لكنها ستساعد المعارضة "المعتدلة"، وفي تصريحات أخرى من واشنطن أعلن عن وقف تدريب المعارضة السورية وعن مساعدتها بالأسلحة، وقبل أن تلقي الطائرات الأمريكية أطنان الذخائر في الحسكة، كان قد أعلن عن ظهور تحالف جديد باسم "قوات سوريا الديمقراطية" يضم وحدات حماية الشعب الكردية وجماعات سورية عربية ووحدات مسيحية أشورية.
وبعد زيارة جس نبض إلى موسكو أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن "بلاده حريصة على دعم المعارضة السورية المعتدلة وأن موقف بلاده ثابت في هذا الشأن".
الجيش السوري يتقدم
لكن أكثر نتائج العملية أهمية هي النتائج الميدانية، وهنا يمكن القول إن دخول الطيران الروسي المعركة أسس لمرحلة جديدة في الأزمة السورية، عنوانها تقدم الجيش السوري ووحدات الدفاع الشعبي على كل الجبهات، واستعادة عشرات القرى والبلدات والمواقع في زمن قصير، في الوقت الذي تتكبد فيه المجموعات الإرهابية خسائر فادحة، وتتراجع ميدانيا في ظل حالة من الذعر تسود عناصرها الذين بات الفرار بينهم ظاهرة معتادة.