الأقباط متحدون - قضية ليبيا في أروقة مجلس الأمن
أخر تحديث ٠٧:٠٠ | الثلاثاء ٢٠ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧١٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

قضية ليبيا في أروقة مجلس الأمن

قضية ليبيا في أروقة مجلس الأمن
قضية ليبيا في أروقة مجلس الأمن

بقلم:مينا ملاك عازر

بوجود قضية ليبيا في أروقة مجلس الأمن بات من الضروري على مصر أن تضطلع بدور فعال وفاعل في تلك القضية، فمصر الآن أصبحت من الدول الفعالة وذات دور، وإن كان دور غير دائم إلا أنه دور لا يستطع أحد تحجيمه أو كبحه، صحيح أن ثمة قضايا أخرى لها السيطرة على المسائل الدولية كقضية اشتراك روسية وأمريكا في تنفيذ  ضربات جوية داخل سورية إما ضد داعش أو ضد كل من يعارض بشار، إلا أن القضية الليبية لا تمثل أهمية كبيرة في جوهرها فحسب لليبيين وهم جيراننا وأشقائنا لكن أيضاً هي تمثل لنا خطورة كبيرة على أمننا القومي، فمن الضروري الاضطلاع بدور قاسم وحاسم بها.

مجلس الأمن يمنع تسليح الجيش الليبي، ومصر من مصلحتها تسليح الجيش الليبي الوطني الجاد في حماية وطنه وأرضه ومال بلاده وجيرانه، فعلى مصر إذن أن تثير القضية وتطرحها للنقاش الجاد باحثة عن تسليح هذا الجيش لتأمين حديقتها الخلفية وللقضاء على داعش الجار  الذي يوشك أن يتماس معنا في حدودنا الغربية ويمثل لنا خطر داهم.

مصر إذن على المحك، ليس فقط انتصاراً لمصلحة شعب جار وشقيق، وإنما لمصلحتها الشخصية، وتستطيع مصر أن تحشد  القوى العالمية في صفها من خلال دفعهم لمنع الهجرات غير الشرعية لبلادهم، وتأمين بلادهم من خطر الإرهاب المتسلل لها من خلال البحر انطلاقاً من ليبيا، ومن ثم فمصر تستطيع أن تفعل الكثير وتقدم الكثير لنفسها، فتؤمن حدودها من خلال حشد قوى دولية قد تتأثر سلباً بتنامي قوى داعش - الإخوان الإرهابيين- في ليبيا.

مصر في مجلس الأمن تحتاج لترتيب أوراقها وترتيب أولوياتها، لتعرف كيف تنفذ ما هو في مصلحتها أولاً وهو هام وعاجل، ثم ما هو في مصلحة جيرانها وسيصب بالضرورة في مصلحتها، وهذه هي السياسة، ولا شيء غيرها وإلا نكون مقصرين في حق أنفسنا.

لنا أن نعرف أن البعد الليبي له عمق أفريقي ويؤثر على السودان، الدولة الجارة لنا والشوكة في ظهرنا، بوجود ذلك النظام الإخواني على رأسها، ومن هنا فمد السودان يده في القضية الليبية عبر الحدود المشتركة ومد بعض الميليشيات هناك بالسلاح يهدد أمننا القومي، ناهيك عما يمثله السودان نفسه من تهديد آخر بتراخيه وتواطؤه مع الجانب الإثيوبي في بناء سد النهضة لتعطيشنا.

فهل نفلح في تحويل القضية الليبية من وسيلة ضغط علينا بيد السودانيون إلى وسيلة لي لذراعهم لتركيعهم، ودفعهم للوقوف لجوارنا في قضية سد النهضة والوقوف ضد إثيوبيا، وفضح المؤامرة التي يتآمرون علينا فيها، يمكننا هذا إن فضحنا ممارسات النظام السوداني في اليبيا وإحراجه، وفضح أفعاله وانتهاكه لحق الأخوة والجيرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter