الاربعاء ٢١ اكتوبر ٢٠١٥ -
٥٥:
٠٩ ص +02:00 EET
ارشيفيه
مجدي جورج
باحث اقتصاد دولي
انتهينا من الجولة الاولي من المرحلة الاولي وننتظر جولة الإعادة بها كما ننتظر بقية المراحل وبذلك تنتهي مصر من الجزء الأخير من خارطة الطريق ويصبح لدينا برلمان وظيفته التشريع وتكوين الحكومة والرقابة عليها . ونستطيع ان نقول عن هذه النتائج :-
اولا مبروك لكل النواب الذين فازوا وأظن انها مسئوليه كبري وقعت عليهم فنتمني ان يكونوا عند حسن الظن ونتمني ان ينسوا انهم نواب خدمات ونواب فقط عن دوائرهم بل هم نواب عن الامة كلها ووظيفتهم الرقابة والتشريع ومسائلة الحكومة ووزرائها .
ثانيا مبروك للعدد الكبير من الاقباط الذين فازوا بفضل الدستور الجديد والذي اشترط وجودهم في مراكز متقدمة في القوائم ونتمني ان يستمر هذا في الانتخابات البرلمانية لمدة اربع او خمس مرات( ٢٠ عاما علي الأقل ) فربما بعد هذه الفترة تنتهي الطائفية من بلادنا ويختار الناس نوابهم بناء علي الكفاءة ونظافة اليد وليس بناء علي دينهم ومعتقدهم ، وبرغم العدد الغير قليل من الاقباط الذين وصلوا للإعادة في النظام الفردي في المرحلة الاولي فأنني لا أتوقع فوز اي منهم حيث انه من المتوقع ان يستخدم منافسيهم ورقة الدين ويلعبوا لعبتهم الطائفية المعتادة .
ثالثا فوز قائمة في حب مصر بنسبة عالية من المقاعد سيجرنا الي نظام الحزب الوطني سابقا حيث ان هذه القائمة معروف ان توجهاتها وأشخاصها وتكوينها كله تم بمعرفة أركان الدولة العميقة ، فإذا كأن الامر كذلك فلماذا لا تتحول هذه القائمة الي حزب سياسي ويكون مؤيدا وظهيرا للرئيس فوجود حزب مؤيد للرئيس ليس عيبا ولا حراماً بشرط الا يرأسه الرئيس طالما هو في سدة الحكم .
رابعا ما قيل عن فشل حزب النور فلا نستطيع ان نجزم حتي الان انه فشل فشلا كاملا فباقي مرحلتين من الانتخابات وهناك عدد كبير من المقاعد سيتم التنافس عليها ولذا فإننا لا نستطيع ان ندعي انه فشل فشلا كاملا ، وان كانت المؤشرات تقول انه لن يستطيع تحقيق ما حققه في اخر انتخابات عندما حاز علي حوالي ٢٠٪ من مقاعد مجلس الشعب السابق ، ومن أسباب إخفاقه حتي الان : اولا إخفاقه هو استمرار لاخفاق التيار الاسلامي عموما والاخوان خصوصا في تجربتهم السابقة في الحكم .
ثانيا يرجع إخفاقه الي الخلاف بينه وبين الاخوان فقد اثر هذا علي صورته عند مناصري الآخوان الذين حجبوا أصواتهم عنه بداعي المقاطعة تارة وبداعي انه حزب انتهازي دائماً ما يرتمي في احضان السلطة .
خامسا النسب المتدنية للمشاركة في هذه الجولة ترجع أساسا الي عدة أمور منها ؛
العدد الكبير جداً من مرشحي الفردي أصاب الناخبين بالحيرة .
نظام القوائم بأحزابها الجديد في معظمها وبعدم معرفة الناخبين بها كان سببا اخر لتقاعس الناخبين .
احباط الاقباط وعدم حل مشاكلهم وتلبية أدني طلباتهم جعلهم يحجمون في احيان كثيرة عن المشاركة .
الاعلام بأفعاله في الفترة الاخيرة كان بمثابة الدبة التي قتلت صاحبها فقد كان من اسباب غضب الناخبين علي النظام .
اخيراً الفتور الذي أصاب المصريين بعد تجربيتين هامتين في الاستفتاء علي الدستور وفي انتخابات الرئاسة .