بقلم : عصام نسيم
توقعت قبل بدء المرحلة الاولى للانتخابات البرلمانية ان لا تزيد نسبة المشاركة عن 30% وبالطبع جاءت النسبة اقل مما توقعت !
ومشهد اللجان الخالية كان المشهد الرئيسي في اللجان الانتخابية ولم تفلح مناشدة الإعلاميين للمصريين بالنزول مرة بالرجاء من اجل انقاذ البلد ومرة أخرى بالتهديد والوعيد بتحول مصر الي سوريا او عراق او بمجيء برلمان قندهار جديد .
كذلك لم يأتي خطاب الرئيس قبل الانتخابات بيوم بمطالبة المصريين بالنزول والمشاركة بالنتيجة المطلوبة ولم يستجيب كثير من المصريين للدعوة وفضلوا الجلوس والفرجة فقط !
بالطبع عدم مشاركة المصريين بالقدر الكافي لم يكن سلبية منهم او عدم اهتمام فالمصريين من بعد 25 يناير اصبح عندهم الوعي السياسي الكافي الذي يجعلهم يدركون جيدا قيمة وفائدة المشاركة في اي انتخابات وبالطبع في كل الانتخابات السابقه كانت المشاركة كبيرة وخصوصا الانتخابات التي جاءت بعد ثورة 30 يونيو وحالة البهجة والفرح التي صاحبت المشاركة ووصلت الي حد رقص السيدات والرجال امام لجان الانتخابات لماذا لانهم كانوا يشعرون انهم يصعنون تاريخ جديد لبلدهم وكان هناك امل كبير في التغيير للافضل وكان هناك حالة من انتظار غد مشرق على يد رئيس وطني محبوب من الشعب المصري بعد مرحلة سوداء في تاريخ مصر وبعد رئيس لم يشعر المصريين يوما انه رئيس لهم !
ولكن ماذا حدث ؟ وما الذي دفع المصريين الي الرجوع مرة اخرى لسلبيتهم وعدم مشاركتهم في انتخابات هامة مثل هذه الانتخابات بالطبع هناك اسباب عديدة ولكن من الممكن ان نلخصها في الاتي :
اولا : حالة الاحباط التي اصابت قطاع كبير من الشعب المصري خصوصا مع الاستمرار في سياسة الا رؤية في اداراة البلاد وبعد فشل زريع في كثير من القضايا التي تخص المواطن المصري البسيط والفقير !
وبعد انتظار نتائج ملموسة للمشاريع الكبيرة التي تم الإعلان عنها وخصوصا مشروع قناة السويس الذي رأى كثير من المصريين فيه مشروع الرخاء والخير على مصر خصوصا مع حالة ترويج اعلامي للمشروع غير معقوله ووعود كثيره بانه سيغير واقع مصر وافتتاح عالمي ولكن ما هي النتيجة التي عادت على المصريين منه ؟ لا شيء لكن ارتفاع سعر الدولار وسياسية اقتصادية فاشلة أدت الي معاناة اكثر على الشعب المصري ,
ثانيا : الغلاء ! الغلاء الذي طال كل شيء في مصر من الطعام والشراب الي الكهرباء والمياه والبنزين وبالطبع ارتفاع أسعار جميع السلع وأصبحت المعانة على المواطن العادي اكثر من قبل ولم يشعر ابدا باي تحسن او أي تحقق من الوعود الكثيرة لتخفيف المعانة عنه هذه الوعود التي لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع !
ثالثا : الفساد ! فلم يشعر المواطن ان هناك رغبة حقيقية في القضاء على الفساد المستشري في كل جوانب مصر بل على العكس وصل الفساد ان يتم اختيار وزير يتهم في قضايا فساد مع اشاعات بتورط مسئولين اخرين معه وتم التعتيم عليهم وفقط تم اقالة الوزارة بما فيها رئيس الوزراء نفسه !
رابعا : عودة كثير من الوجوه القديمة المحسوبة على نظام مبارك على قوائم الانتخابات مع كثير من المرشحين الذين لا يعرفهم الناخبين كذلك شعور المواطن المصري ان الدولة لعبت نفس اللعبة القديمة عندما وضعته بين نارين اما ان يختار قائمة يشعر انها تشبه الحزب الوطني وبين حزب النور المتطرف صاحب الأفكار التكفيرية فكيف تسمح الحكومة لحزب كهذا ضد الدستور والقانون بان يشارك في الانتخابات وان يكون الاختيار بين مرين ولا يوجد فرصه حقيقة للاختيار !
خامسا : عزوف كثير من الاقباط وهم الكتلة الصلبة الكبيرة في أي انتخابات من المشاركة وبالطبع امتناعهم عن المشاركة كانت للأسباب السابقة الي جانب شعورهم بان لا شيء جديد في التعامل مع مشاكلهم وقضاياهم وان السيسي لم يفعل شيء لهم ولا لمشاكلهم فنفس المشاكل تتكرر ونفس الحلول أيضا مازال بناء كنيسة امر مستيحل ومازالت الجلسات العرفيه هي الحل ومازال التهجير لعائلات بلا ذنب موجود ومازالت كل المشاكل كما هي ! أي جانب وجود بعض من تلوثت اياديهم بدماء الاقباط في قائمة في حب مصر الي جانب وجود اشخاص كانوا متعصبين جدا في ما يخص الاقباط فكيف يختار الاقباط قائمة بهذا الشكل !
وهكذا بعد مشاركة قوية للأقباط في 30 يونيو ودفعهم ثمن فادح من امنهم وامانهم وحرق لممتلكاتهم وكنائسهم فلا نتيجة لكل ذلك ومازال الحال على ماه و عليه !
ربما تكون هناك أسباب أخرى لامتناع المصريين عن المشاركة ولكني اعتقد ان هذه الأسباب من أهمها فهل يفهم المسئولين الرسالة وهل وصلت لهم اصلا وهل تسعى الدولة في علاجها ام سيبقى الحال على ما هو عليه ؟؟؟.