الأقباط متحدون - غزوة الملصقات الدينيّة!
أخر تحديث ١٣:١١ | الخميس ٢٢ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٢ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٢٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

غزوة الملصقات الدينيّة!

بقلم: عـادل عطيـة
 
كالطيور المهاجرة، حطت الملصقات الدينيّة رحالها على حوائط المباني، وجدران المنازل، وعلى وسائل النقل والمواصلات!
صاغتها بحروف مُغرضة، فصائل، تحاول من خلالها، أن تبيّض ذاكرتنا، التي تقف شاهداً على تورطهم في عملية شد وجه الخداع، وصنع عمليات تجميلية لجماعات تعاني منها مصر، وتطلقها؛ لتصبح هذه الملصقات، هي ظلهم حيث انتشرت ووُجدت، تعلن عن حضورهم، والقول لنا: "نحن هنا"!
فصائل وجماعات، تعرف قدرة الملصقات الاختراقية، وفنّية تربية الخوف في النفوس: فإما الامتثال الببغائي، وإما العصيان البروميثيوسي!
ملصقات، أريد لها أن تلتصق على فكرك، بلاصق ديني مُحكم؛ فلا تسأل عن مغزى انتشارها المفاجيء، وإلا أصبحت موصوماً بالكفر، أو متهماً بإزدراء الأديان!
 
ومع ذلك، ورغماً عنهم، تجد نفسك مضطراً للإرتطام بأفكارهم، وسؤالهم:
أليست الملصقات التي تعلن عن الهوية؛ تغذية للطائفية؟!..
وأن المؤمن لا يحتاج إلى إشارات أو علامات؛ لكي يعلن إيمانه، بل يحتاج إلى العمل بما وصل إليه من التعاليم السماوية!
لماذا تحثون على الشكليات الفارغة من المضمون، وتصمتون عن مخاطبة الجانب الأخلاقي لدى الناس؟!..
لماذا، مثلاً، لا نجد ملصقاً يندد بالتحرش الجنسي، ويُجرّم الإرهاب، ويؤثم البغضاء والكراهية؟!..
الأمر لا يعنيهم!
 
الذي يعنيهم: أن يثبتوا تواجدهم على الأرض، وأن يحصدوا أكبر عدد من الاتباع، الذين لا يعرفون سوى الطاعة المكفوفة!
وبدلاً من تحرير النفوس المُقيّدة، نجدهم يستعبدون النفوس الحرة؛ فلا نسير إلا إذا وسّعوا لنا الطريق، ورحّبوا لنا السبيل. ولا نتعبّد إلا بما يقترحونه علينا من أدّعية وصلوات!
 
انهم يخرجون من المساجد، التي يعبدون فيها اسمهم، إلى مساحة كل الوطن، غاضين الطرف عن الآخر، محاولين زلزلة الأرض من تحت من ينادون بمدنيّة الدولة؛ ليصبحوا هم السلطة، كل السلطة، باسم الدين!
وكم من جرائم ترتكب باسم الدين!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter