بقلم - نبيل المقدس
يوم 20 – 10 – 2015 هو تاريخ بوادر مسيرة مصر إلي العلمانية المتحضرة .. فهو لا يقل ابدا اهمية عن ثورة 3 – 6 – 2013 .. حيث أنه وليدها .. فقد تم ترجمة ثورة الشعب الحقيقية إلي إسترجاع و ترسيخ مصر , ووضعها فب المكان الطبيعي بين الدول العظيمة .. بعد 5 سنوات من الصراعات الرهيبة بين خفافيش الظلام , وشعبها الأصيل . أرادوا خطفها وتصبح تحت سيطرتهم .. ارادوها الردة والعودة إلي عصور الجهل ووأد البنات .. كانت هذه العصابة تنظر إلي مصر منذ 82 سنة بحقد وبكراهية .. ويسألون أنفسهم : لماذا تبقي مصر علي رأس الدول الإسلامية , وهي الدولة العلمانية ؟؟!! حيث يتواجد فيها الفن الرفيع .. والتماثيل التي نقرأ منها تاريخ مصر العميق , بل تاريخ العالم كله .. فحكموا عليها بالكفر .. فبدأوا يسنون السواطير لذبحها .. وهم في باطن الأرض. فالعمل تحت الأرض هو شيم الجبناء ... ولأنهم غرباء عن مصر في هويتهم وأفكارهم لم يقبلهم الشعب المصري الأصيل. هم بلا دين .. لكن ابناء مصر مسلمون ومسيحيون لهما دينهما . هم من جميع الأجناس .. لكن أيناء مصر من نسل النيل . هم بلا وطن .. لكن ابناء مصر لهم وطن عزيز عليهم , وياويل من يمسها بسوء .
وفي غفلة من الزمان نتيجة تراكم أخطاء جسيمة منذ ثورة 23 يوليو .. ثار الشعب المصري بثورتين كبيرتين .. الأولي هو تغيير الرئيس الذي جثم علي صدر مصر 30 سنة , وجاء من بعده الألعن خبثا وإرهابا .. فخرجت الجماهير في ثورة حقيقية لكي تزيحه من حكم مصر هو وعصابته . وها هم في الحبس يعانون هلوسة الخلافة . وأنتهت هذه الحركة إلي الأبد بعد معارك شرسة بينهم وبين الجيش ورجال الأمن في موقعة شمال سيناء , والتي ما يزال الجيش موجودا حتي الأن حالفين أن يأخذوا حق الشهيد .
كانت هذه الحركة الإرهابية تخفي في عبائتها عصابة تحب كراهية تأخر مصر إلي غصر الجاهلية , حاملين علي اكتافهم كتب التراث القديم لكي يطبقوه علي الشعب الأن .. يستغلون الدين حتي ولو كذبوا في كسب مآربهم .. زاحمت ابناء مصر الطيبين , في الحصول علي اي مكان من الإستحقاقات الثلاثة .. لكنهم كان فشلهم سريعا .. دخلوا بطرق ملتوية بمساعدة شرزمة قذرة من اقباط مصر لكي يعلنوا رسميا عن حزبهم كحزب مدني بخلفية أسلامية , ويكون لهم الحق باب في المشاركة السياسية .. فسيصبح عثر حجر في طريق الإنطلاق إلي السمو وستزداد المشاكل , وتتوقف عجلة التنمية لحين الإنتهاء من تمرير أي قرار تحت مهجر الفتاوي .. ويختلط النائب بالحالب , وتقوم معارك بين ميليشياتهم والجيش المصري الذي يعمل دائما لصالح الشعب .. وما ادراك فكل ما يحدث الأن في سوريا والعراق سوف يكرروه في ارض الكنانة . تعجب الشعب لأن الأحزاب الدينية وطبقا للدستور , ليس لهم مكان مع شرفاء مصر .. لكن ثقة الرئيس في الشعب نفسه بأنهم سيلفظون هذه المجموعات في الوقت المناسب . .. فالشعب اقوي من الدستور ..!!
جاءت الفرصة الأولي .. ودخلنا أخطر معركة في الإستحقاقات الثلاثة وهي انتخابات مجلس النواب المرحلة الأولي .. وكان الشعب الأصيل له الغلبة الساحقة , بعد ما كنا سنفقد الأمل , ولم ينزل تقريبا احد لكي يقوم بالتصويت لإنقاذ مصر من مصير لا نعرفه إلا هو .. إلا قبل غلق الصناديق بساعات , بسبب المرأة المصرية والفرعونية الأصل , تشعر دائما بالخطر قبل رجلها .. فنزلت فورا تملأ اللجان بالزغاريد والحماس .. اتوا ورائهن الرجال , وكأنه فيلم في أخر لحظات نهايتة حيث يلتقي البطلة بالبطلة تحت شجرة الحب الطاهر , بدون تنغيص وتصبح مصر عظيمة بأبنائها .. وتنتهي المرحلة الأولي من الفيلم .
الأن نستعد للمرحلة الثانية لهذا الإستحقاق .. هذه المرة نريد بيد الله أن نقضي علي اعداء مصر بالضربة القاضية .. فقد ارهقونا وأزهقونا من شيء أسمه دين بالفتاوي الطفولية .. نريد ان يكون الدين امر طبيعي شخصي بين الإنسان وربه الذي يعبده .. نريد حياة الحرية والإنطلاق طالما لا أؤذي اخي في الوطن .. نريد مشاركة الشعب في القيام بنهضة مصر الذي تأخرت حوالي 60 سنة . نريد ان نلحق بالعالم فقد توارت مصر وكادت تختفي من العالم.
المعركة القادمة يومي 22, 23 – 11 - 2015هي المعركة الفاصلة .. بين ظلمة الشيطان والنور الإلهي ... لا نتهاون فيها ايها المصريون .. نريد الجميع ان يخرج لكي نحتفل فعلا بإنتصار حقيقي يناسب عظمة ثورة 30 – 6 .. نريد أن نجعل من المرحلة الثانية الخاصة بإنتخابات النواب هي القيام بتنظيف مصر من النجاسات الموجودة في كهوف ارضها ... نريد ان نبدأ في المرحلة الثالثة , فهي اكثر شراسة والتي تتمركز في خوض معركة الفساد , الذي انتشر في كل مكان كالوباء ... ومع هذه المعركة نكون بدأنا في معركة الإنتاج والعمل حتي نصل إلي الحياة الأفضل ... مشوار طويل وليس سهلا.
نريد مصر بثوبها الأخضر ترجع إلي مكانتها الزراعية .. وهذا ليس صعب علي شعبها الأصيل .