اسبوعين في الصعيد تابعت فيهما العملية الانتخابية عن كثب ، بالطبع كان بارونات الاعلام يتحدثون من اروقة الفضايات المكيفة ، ويتحدثون عن شعب لا يعرفونة ، ويصفون حساباتهم مع خصوم وهميين ، ولكن فجأة عبر الشعب عن ذاتة بطريقتين : 
 

الاولي طوال نهار اليوم الاول حيث عزفت قطاعات كبيرة من المثقفين واصحاب المصالح عن المشاركة ، مثلما حدث في اليوم الاول من انتخابات الرئاسة ، ولان مراسلي الفضائيات وضعوا كاميراتهم في لجان المدن الكبري  فبد ت الصورة قاتمة .
 

الثانية : منذ عصر اليوم تدفقت حشود الاقباط والنساء والفقراء لملء الفراغ ، الامر الذي لم يتابعة البارلونات ، واشهد ان بعض لجان القري شهدت ازدحام في الوقت الذي  كان فية من اطلق عليهم "محللين سياسيين" يحللون الصورة التي نقلتها الكاميرا منذ الصباح للجان الحضر شبة الخاوية !!

ثالثا : وحينما فوجئ "البارونات" بنسب الحضور تقترب من 26% بعضهم شكك في النسبة ، والبعض الاخر انكر عن عدم دور الاقباط والنساء والفقراء ؟!!
 

لم يبقي سوي ساعات قليلة تفصلنا عن جولة الاعادة ، انزل وانتخب ، نزولك ـ ولو متأخراـ رفع نسبة التصويت ، واشعل المعركة ، لا استطيع ان اخفي وطنية وغيرة الاقباط والنساء ، والفقراء ، العجائز ، شكلوا القوة الوطنية الضاربة ، مما احدث تغييرات نوعية في الاعادة للاقباط ، (23)قبطيا في الاعادة من نشأت متري صليب بدائرة المنتزة اول بالاسكندرية ، ومحسن جورج في سيدي جابر ،وحتي نجيب نصيف باسوان مرورا بالاقصر اشرف شكير ، والبحر الاحمر وراس غارب سمير حارس ، ونقادة العمدة صبري يوسف ، واللواء تادرس قلدس بندر اسيوط ،والقوصية روبرت سمير، منفلوط ، منتصر مالك العمدة ،الجيزة في امبابة ، اشرف سامي عجيب وروماني خليفة وفي الوراق مفيد ثابت ، وفي العمرانية ايهاب منصور ،اما المفاجأة فأن هناك عشرة مرشحين اقباط يعيدون في المنيا : مركز المنيا الزميل ارمنيوس المنياوي، وبندر المنيا جون بشري ، سمالوط راجي فؤاد راجي ، مطاي وبني مزار ايهاب رمزي ، مغاغة وسيم جاد اللة توفيق ، ابو قرقاص اميل حبيب وفيكتور حنا ميخائيل ، ومركز ملوي هيلاسلاسي غني ميخائيل ، المفارقة ان بندر ملوي يشهد معركة قبطية ـ قبطية بين رامي رفيق وشريف نادي .
 

هكذا نزل الاقباط وقاموا بمهمة وطنية ، ومن 150 قبطيا في المرحلة الاولي يعيد (23) ـ بحسابات الاشخاص هناك قبطيان في دائرة امبابة ومثلهما في دائرة ابوقرقاص ، اي 14% مما يؤكد ان اصوات الاقباط انهمرت ليس علي الاقباط فقظ بل علي اشقائهم المرشحين المسلمين بنسبة تقترب من 80% ، وبالطبع ستعلوا اصوات المتشددين وتتهم الاقباط ب"الطائفية" خاصة بعد ان اشتركوا في اطفاء "النور" بالاسكندرية والصعيد ، ووفق شهادتي من ارض الواقع كان الاقباط يدركون مهمتهم الوطنية كالعادة ، ولكن كما قال لي رجل عجوز :" يعني عايزنا ننزل ننتخب ومننتخبش قبطي؟ يا اخي طباخ السم بيدوقة "، وفي المنيا حصل جون بشري الكفوري علي المركز الاول ب18 الف صوت ويلية العقيد احمد جمال واللواء شادي ابولا العلا ، وللكافة يقود حملة جون المحامي الشاب اسلام الفولي ، في مقدمة حملة شريف نادي احمد عبد المالك ، "الحجر الذي رزلة البنائون صار راس الزاوية"

 

انطلقت المعركة الانتخابية .ومجمل من .يخوضون السباق (2571) مرشحا فرديا في المرحلة الاولي من ضمن أجمالي (5413)مرشح للمرحلتين من بينهم (281) مرشحة للمرحلة الاولي .
 

من الواضح تراجح عدد المرشحين الاقباط في انتخابات 2015 عن المعارك الانتخابية السابقة المرشحين ، وفي انتخابات 2012كان  عدد المرشحين الاقباط الي (173) مرشحا ،اما في انتخابات 2015 ، انخفض عدد المرشحين الاقباط الي (168) مرشحا في المرحلتين الاولي والثانية ، من بينهم (49) مرشحة قبطية ،في المرحلة الاولي (150) مرشح ومرشحة قبطية وفي المرحلة الثانية (18) مرشح ومرشحة . وتجدر الاشكارة ان ال(168) مرشح ومرشحة من الاقباط ينقسمون الي (88) في القوائم و (80) فردي .اي ان المرشحين الاقباط بالنظام الفردي يقلون 50% تقريبا عن انتخابات 2012 .بالطبع هناك اسباب موضوعية لانخفاض اعداد المرشحين بشكل عام والاقباط بشكل خاص ، كثرة القضايا وتعطيل الانتخابات وتضارب الاحكام القضائية من فبراير وحتي اكتوبر ادي الي انخفاض  عدد المرشحين 10% تقريبا عن من تقدموا في فبراير الماضي عند اغلاق باب الترشيح ، الامر الذي قد ادي الي انخفاض نسبي في الاقبال عن الانتخابات السابقة ، كما ان طريقة التصويت بين الفردي والقوائم قد تجعل الاصوات الباطلة مرتفعة ، خاصة وان المرحلة الاولي تضم 55% مناطق ريفية ترتفع فيها نسبة الامية .
 

اول تلك التحديات هي بروز "الطابور الخامس" والفاشلين واستخدامهم سلاح "الطائفية" البغيض وللاسف يحدث ذلك الان في اغلب دوائر الصعيد ومن قبل شخصيات واحزاب لم اكن اتوقع ان تتبع هذا النهج المدمر ، وللاسف احزابهم من التي يطلق عليها احزاب مدنية ، وصفحات الفيس شهادة علي ذلك .

والخوف ان يترتب علي ذلك تخويف الناخبين خاصة الاقباط والنساء من النزول في جولة الاعادة .

ثاني تلك التحديات ، استخدام سلاح المال ، وللعلم استخدم هذا السلاح بقسوة في المرحلة الاولي ، وللاسف شاهدت ذلك بعيني وابلغت بعض الجهات عن ذلك ، وان كان معظم من استخدموا سلاح المال فشلوا .
 

في الاقصر ترتفع فرص مرشح الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي اشرف شقير ،لانة للمرة الاولي منذ 65 عاما يحظي قبطي بهذة الفرصة ، ومدينة الاقصر مدينة "كوزموبوليتان" من جهة وصوفية من جهة اخري ورفضت المحافظ عضو الجماعة الاسلامية ، ولم يحدث فيها مطلقا اي احداث طائفية او حرق ممتلكات او كنائس بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة 2013، كذلك فأن المرشح المنافس احمد ادريس ، مرشح حزب المصريين الاحرار لن يلجأ الي استخدام سلاح الطائفية ، ووفق ما لدي من معلومات ان الصراع بينهما يتم علي استقطاب اصوات الاقباط ، وهكذا يتصارع طرفي "الكتلة المصرية "سابقااي ان الصراع مدني ـ مدني ، علي مقعد الاقصر ، وان رجحت كفة اشرف شقير الحائز علي 9142مقابل 5322 لمنافسة احمد ادريس .
 

نفس الفرصة للعمدة صبري يوسف داود في دائرة نقادة مرشح المصريين الاحرار والحائز علي 8665 صوتا مقابل 5839 للمرشح المستقل احمد عمر ، وتاريخ العلاقات بين المسلمين والاقباط في نقادة ينبأ بعدم استخدام الدين .
 

تزداد الفرصة في بندر اسيوط للواء تادرس قلدس تادرس الحاصل علي 25 ألف صوت مقابل المرشح محمد الصحفي 10 الاف صوت ، وان كانت هناك مؤشرات قد تؤدي الي توتر طائفي .
 

في مركز ومدينة منفلوط يدخل اربعة مرشحين الاعادة يتصدرهم منتصر مالك يعقوب العمدة ب 14446 صوتا ، ويليه عبد الحكيم احمد عثمان 12863، ومحمد حسين عبد الرحيم 11941، وحلمي احمد محمد 10459 ، وهنا تلعب التحالفات والقبلية دورها ، وفرص منتصر مالك افضل اذا احسن اختيار حليفة ..
 

المنيا بلد العجائب :

رغم ان المنيا طوال السنوات من 2012 وحتي 2015 تصدرت المركز الاول في "الفتن الطائفية " والجلسات العرفية ، والاعتداء علي كنائسها ومؤسسات الدولة ، الاانها نالت نصيب الاسد في الاعادة  في للمرشحين الاقباط ، وربما كان رد فعل الاقباط الايجابي في التصويت هو السبب المباشر لدخول الاعادة عشرة اقباط يمكن ان يفوز نصفهم اذا سارت الاعادة علي النهج الذي تم في المرحلة الاولي ، وهناك مقعد للمرشحين الاقباط مضمون لاحدهما ، ولا اريد ان استفيض في التحليل حتي لا أعطي فرصة لبعض المتربصين الذين يريدون ان يشعلوا نار الطائفية .
 

للعلم هذا المقال التحليلي يختص بالاقباط لانهم في هذة الانتخابات تحولوا الي ظاهرة لم تحدث في الوطن منذ انتخابات 1924 ، وفي المنيا علي وجة الخصوص اود ان اوجة التحية لجميع المرشحين الذين استطاعوا ان يدخلوا الاعادة والذين لم يحالفهم الحظ لانهم جميعا لم يستخدموا سلاح الدين ، واتمني ان يستمر هذا المنهج بغض النظر عن من يفوز لان الوطن اهم واكبر.