الوطن | الأحد ٢٥ اكتوبر ٢٠١٥ -
٢٠:
٠٢ م +02:00 EET
انفراد| فيديوهات من «عنبر الإرهابيين» بسجن «قوات الأمن»
تنفرد «الوطن» بنشر فيديوهات من داخل سجن قوات الأمن فى الجيزة، توضح وجود عناصر من ضباط وأفراد الشرطة الصادر بحقهم أحكام أو محبوسين احتياطياً على ذمة بعض القضايا لحين الفصل فيها، وحصلت «الوطن» أيضاً على مستندات مرتبطة بقرار من وزير الداخلية خاصة بمخالفات داخل السجن وأحال بسببها المأمور للتحقيق وأوقفه عن العمل وأجرى فى الواقعة تحقيقاً رسمياً.
السجن أيضاً يستقبل بعض الإرهابيين شديدى الخطورة الذين جرى وضعهم فى هذا السجن لسهولة السيطرة عليهم ونقلهم بعيداً عن السجون العادية، وغالبية هؤلاء الإرهابيين من الجيزة وهم تحديداً خلايا من «العياط» متهمون فى حرق القسم وخليتان أخريان من كرداسة وأوسيم والأخيرة تابعة لعناصر هاجمتها أجهزة الأمن بقوة منذ شهر ونصف وقتلت 9 منهم وضبطت آخرين بعضهم متورط فى واحدة من أهم قضايا الاغتيال التى وقعت هذا العام ومحظور النشر فيها.
الفيديوهات المنشورة منذ أمس على الموقع الإلكترونى لـ«الوطن» تؤكد أن هناك بعض الأخطاء التى ترتكب داخل السجن دون رقيب أو حسيب، وهو الأمر الذى وصل إلى وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، وأصدر بموجبه قراراً بوقف مأمور السجن وإحالته إلى التحقيق، لكن قرار وزير الداخلية مرتبط بتركيب تكييف فى السجن دون إخطار الوزارة أو قطاع السجون، خاصة أن هذا التكييف دخل إلى السجن بطريق غير قانونى ويدفع ثمنه شهرياً فى أقساط أعضاء من خلية «العياط» الإرهابية، وتحمل السطور المقبلة تفاصيل «قضية تكييف الإرهابيين» بينما ستمثل الفيديوهات الأخرى جانباً جديداً من الإهمال لم تصل تفاصيله إلى قيادات وزارة الداخلية.
ويوضح الفيديو أن المكان عبارة عن «عنبر واسع» جداً داخل السجن، ذى سقف عالٍ جداً وبه مراوح كثيرة وتكييفين كبيرين، وأشبه بالزنازين أو «البهو» أو الصالة الكبيرة. ويقول أحد من ظهروا فى الفيديو ويلقبه أحدهم بـ«الشيخ»: «التكييف أهو.. عطلان.. واحنا مش هنتحمل الحر».. ويرد عليه آخر: «جدع يا شيخ كلامك صح.. تكييف واحد مش كفاية».
بالمستندات.. «المأمور» اشترى «التكييف» لتركيبه فى عنبر «الإرهابيين» وحرر فاتورة باسمه دون إدراجه بـ«عهدة السجن» أو إخطار «مصلحة السجون»
وتشير مستندات رسمية إلى أن وزير الداخلية أصدر القرار رقم 140 لسنة 2015 بوقف مأمور السجن عن العمل بسبب جريمة ارتكبها ملخصها أن المأمور جلس مع أحد المتهمين فى قضية خلية «العياط» ويدعى «الشيخ خيرى»، الذى طلب منه تركيب تكييف فى المكان المحتجز به على ذمة القضية، وبدلاً من أن يخاطب المأمور قياداته ومصلحة السجون ويطلب منهم تركيب تكييف للمحتجزين، قال للشيخ «خيرى» وحسب أوراق وتحقيقات رسمية بحوزة «الوطن»: «لا أنا هخدمكم، مش هاجيب لك تكييف تبع الوزارة.. أنا هجيب لكم تكييف ماركة (.......) وده تمنه 6900 جنيه وهركبه.. وانت يا شيخ خيرى تلم من الناس جوه القسط بتاعه كل شهر وتسلمهولى». وتم شراء التكييف وتركيبه فى عنبر الشيخ «خيرى» وباقى عناصر الخلية الإرهابية، وتثبت التحقيقات أيضاً أن الشيخ «خيرى» جمع قسطاً من زملائه المتهمين فى نفس القضية أول يوليو الماضى وقيمته 2300 جنيه وسلمه للمأمور.
وتبين أن الكشف عن الواقعة تم بعد حركة الترقيات الأخيرة فى «الداخلية» وقرار بنقل المأمور إلى ترحيلات الجيزة، فسارع بحمل التكييف وإعادة القسط للسجناء، وأثناء خروجه من باب السجن بسيارة عليها التكييف تم إيقافه والكشف عن الواقعة.
وتقول مصادر من داخل السجن إنه جرى إخطار قيادات بوزارة الداخلية بتفاصيل الواقعة كاملة، وأنها أخطرت الوزير وأصدر قراراً فورياً بوقفه عن العمل وإحالته للتحقيق الإدارى ومجلس تأديب لسؤاله حول هذا التصرف، ولماذا أدخل تكييفاً دون إذن؟ ولماذا أدخل أموراً تجارية مع عناصر متهمة بالإرهاب محتجزين لديه، بعضهم متهم بحرق أماكن شرطية وآخرون متهمون فى قضايا اغتيال أفراد من الشرطة والجيش؟
وجاء فى القرار رقم 140 لسنة 2015: «بشأن إحالة المقدم (تحتفظ «الوطن» باسمه) إلى مجلس التأديب الابتدائى لضباط الشرطة، فإنه بعد الاطلاع على القانون 109 لسنة 1971 بشأن هيئة الشرطة، والتحقيقات التى أجرتها الإدارة العامة للتفتيش والرقابة وبناء على ما عرضته الإدارة بشأن محاكمة الضابط تأديبياً، فإنه تقرر إحالته إلى مجلس التأديب لأنه بوصفه موظفاً عمومياً، ضابط شرطة، ارتكب ما يلى: الخروج الجسيم على مقتضى الواجب الوظيفى ومخالفة التعليمات والسلوك، لقيامه إبان عمله مأموراً للسجن العسكرى بإدارة قوات أمن الجيزة، بشراء جهاز تكييف وتحرير فاتورة باسمه دون إدراجه ضمن عهدة السجن، بناء على الاتفاق مع مسجون سياسى محدد، على شرائه بأقساط شهرية وتركيبه بعنبر المسجونين السياسيين على أن يقوم الأخير بتجميع قيمة تلك الأقساط من باقى النزلاء بالعنبر».
وأضاف القرار: «عقب علمه بصدور قرار تحريكه داخلياً لشرطة الترحيلات، قام بتاريخ 14 يوليو 2015 برفع الجهاز من العنبر وتحميله على سيارة لإخراجه من الإدارة مدعياً ملكيته له، واستدعائه للسجين وإعادة القسط الأول له بعد اتخاذ إقرار كتابى عليه بما يفيد استلامه المبلغ لدى علمه باكتشاف الواقعة، مما أساء إليه ونال من وضعه الوظيفى». وكان القرار قد صدر فى 10 أغسطس الماضى وتبدأ محاكمة الضابط فى 28 نوفمبر المقبل. ويُظهر فيديو آخر شاباً يتحرك وهو يرتدى بنطلون و«تى شيرت» وهو خارج من العنبر وينادى عليه البعض: «أيوه يا مولانا تعالى هنا. خد السكينة دى وادبح الفرخة». ويمسك الشاب بالسكينة ويقول: «الله أكبر» ويذبح الفرخة وهم يهللون قبل أن يمسح السكين فى البلاط وأرضية المكان الذى يقف عليها». ويستعرض الفيديو تحرك الشاب مبتسماً.
وقالت مصادر من داخل السجن إن هذا الشاب من ضمن خلية «أوسيم» الإرهابية التى طاردتها أجهزة الأمن فى مزرعة وقتلت 9 وضبطت 7 من أعضائها، ومتورط فى واحدة من أهم جرائم الاغتيال التى وقعت فى مصر هذا العام ومحظور النشر فيها.
وتواصل «الوطن» غداً نشر فيديوهات ومستندات التحقيق مع «ضابط التكييف».