الأقباط متحدون - مكرم عبيد صاحب الكتاب الأسود.. وأول من طالب بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي
أخر تحديث ٠٤:٠٠ | الأحد ٢٥ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٥ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مكرم عبيد صاحب الكتاب الأسود.. وأول من طالب بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي

مكرم عبيد صاحب الكتاب الأسود.. وأول من طالب بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي
مكرم عبيد صاحب الكتاب الأسود.. وأول من طالب بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي

كتبت – أماني موسى
مكرم عبيد اسمًا لمع في سماء الوطنية المصرية والسياسة أيضًا، شغل عدة مناصب سياسية منها وزير المالية الأسبق، وفى عام 1913 عمل مكرم سكرتيرًا للوقائع المصرية، واختير سكرتيرًا خاصًا لكل مستشار انجليزى طوال مدة الحرب العالمية الأولى، وهو أحد مفكري الأقباط في حقبة الخمسينات، وهو صاحب المقولة الشهير "مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطنًا يعيش فينا".. من هو مكرم عبيد؟

نشأته:
ولد مكرم 25 أكتوبر 1889 بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، درس القانون في اكسفورد، وحصل على ما يعادل الدكتوراه فى عام 1912.
وكان مكرم عبيد باشا وفديًا مقربًا من سعد زغلول باشا وعندما توفي سعد أصبح مكرم عبيد باشا سكرتيرًا لحزب الوفد عام 1935، وكانوا يطلقون عليه الخطيب المفوه.

وفي عام 1936 عُين مكرم عبيد وزيرًا للمالية ومنح لقب الباشوية، وشارك فى الوزارات الثلاثة التى تشكلت برئاسة كل من أحمد ماهر والنقراشى فى عام 1946.
يذكر لمكرم عبيد أنه كرّس حياته المهنية في عمله بالمحاماة للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية، ولازالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر، واختير نقيبًا للمحامين ثلاث مرات وكان هو الذي قام بالدفاع عن عباس العقاد حين اتهم بالسب في الذات الملكية.

انشقاق الوفد ونشأة الكتلة الوفدية عام 1942
وقع في سنة 1942 أكبر خلاف له مع رئيس الوفد مصطفى باشا النحاس وكان السبب الرئيسي في هذا الخلاف هو "زينب هانم" زوجة النحاس التي أرادت إزاحة مكرم حتى يمكن تجهيز "فؤاد باشا سراج الدين" لخلافة "النحاس"، وهو الأمر الذي أدى إلى انشقاق عبيد عن الوفد وتشكيله "الكتلة الوفدية" التي أصدر لها جريدة خاصة حيث شاركت فى الوزارات التي تشكلت برئاسة أحمد ماهر و النقراشى.

النحاس يأمر باعتقال عبيد وسجنه بموجب قانون الطوارئ
تقدم حسن ياسين باقتراح لإسقاط عضوية مكرم باشا من مجلس النواب لأن هذا الرجل كان سكرتيرًا للوفد وصديقًا لمصطفى النحاس، لم يعد جديرًا بشرف النيابة، وعليه تم التصويت الفوري رغم معارضة فكرى أباظة وطلبه لإحالة الموضوع للجنة الشئون الداخلية فى المجلس، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وتم فصل مكرم عبيد من عضوية مجلس النواب ثم بعد ذلك أصدر رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا أمرًا عسكريًا باعتقال مكرم عبيد باشا وبالفعل تم اعتقاله بمقتضى قانون الطوارئ و وضع فى السجن.

صاحب فكرة النقابات العمالية
يُعد مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وهو أول من وضع كادر العمال في مصر وتوفير التأمين الاجتماعي لهم وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل وساهم في دعم حرية الرأى والصحافة.

علاقته بالإخوان.. الوحيد الذي شارك بجنازة حسن البنا
كان مكرم عبيد باشا على علاقة خاصة الشكل مع جماعة الإخوان المسلمين آنذاك، وكان يحظى بمكانة خاصة لدى البنا مؤسس الجماعة، وجدير بالذكر أن عبيد هو السياسي الوحيد الذى شيع جنازة الشيخ حسن البنا بجانب والده بعد أن منع البوليس السياسى في هذا الوقت أن يقترب أي رجل من منزل البنا و إلا تعرض للاعتقال باستثناء مكرم عبيد نظرًا لمنصبه الحكومي.

أول من طالب بإلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي والأحكام العرفية
يعد مكرم عبيد باشا أول من تحدث عن وجوب إلغاء الحبس الاحتياطى فى جرائم الرأى، وحظر إقالة الوزارة إلا إذا سحب البرلمان الثقة منه، وحظر إعلان الأحكام العرفية فلا يجوز إعلانها إلا إذا اشتبكت البلاد فى حرب فعلية داخل حدودها وعدم إعلان الأحكام العرفية لمجرد قيام أسباب خطيرة يخشى معها اختلال الأمن لأن مثل هذه التعبيرات قد تسمح بالعبث فى التفسير.

الكتاب الأسود أشهر مؤلفاته
لعل من أشهر مؤلفات مكرم عبيد باشا هو كتاب "الكتاب الأسود في العهد الأسود" و هو كتاب يتضمن ما يصفه البعض بـ فضائح حزب الوفد الذي رأس الحكومة في سنة 1943، وفساد النحاس باشا وحكومته.

أشهر مقولاته:
"إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه بل وطنًا يعيش فينا".
"اللهم يا رب المسلمين والنصارى اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا، واجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".
"إننى كما أقرأ الإنجيل أقرأ القرآن وأستشهد بآياته بل وأتعظ بعظاته لأننى أؤمن بالواحد الديان سبحانه فى كمال علمه وصفاته".
"إنّ الذي ينتصر على غيره قويٌ، ولكنَّ الذي ينتصر على نفسه أقوى".

وفاته:
توفيّ مكرم عبيد فى 5 يونيو سنة 1961 وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، وشارك في جنازته أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبدالناصر في تأبينه و دفن بالقاهرة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter