الأقباط متحدون - إبراز الهوية القبطية في التعليم الكنسي
أخر تحديث ٠١:١٧ | السبت ٣١ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢١ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إبراز الهوية القبطية في التعليم الكنسي

بقلم/ماجد كامل
لعل أهم ما أشعر اننا مطالبون به في التعليم الكنسي ؛وهو الحرص علي إبراز الهوية القبطية ؛ فالتعليم الكنسي يجب أن يكون به عنصر كتابي ؛ وعنصر آبائي ؛ وعنصر كنسي ؛ وعنصر معاصر ..... ألخ . كذلك أيضا يجب في التعليم الكنسي أن نحرص علي ابراز أهم ما يميزنا كأقباط وهي الهوية القبطية . وهذه الهوية هي التي تنفرد بها كنيستنا عن بقية كنائس وطوائف العالم كله . ولعل أهم ما يميز الهوية القبطية هي افتخارها بخمسة أمور اساسية هي :- 
1- رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر :- 
فمصر هي البلد الوحيد في العالم الذي هرب اليه السيد المسيح هربا من هيرودس ؛ ومن هنا فأن السيد المسيح عندما جاء الي مصر ؛شرب من نيلها ؛ وأكل من قمحها ؛ وتكلم لغتها المصرية القديمة ؛ وأحتك مع شعبها ؛ ونستطيع أن ندرس رحلة العائلة المقدسة من خلال المسار الذي سارت فيه ؛ فلقد أحصي المؤرخون حوالي 17 محطة لرحلة العائلة المقدسة نذكر منها ( الفرما - بلبيس – سخا – سمنود - مسطرد – المطرية – الزيتون- ابو سرجة – المعادي – جبل الطير – دير المحرق – الدرنكة ...... الخ ) ؛والمصادر التي أعتمد عليها المؤرخون في معرفة مسار الرحلة ( ميمر البابا ثاؤفيلس البابا رقم 23 – ميمر الانبا زاخارياس أسقف سخا – ميمر الانبا قرياقص أسقف البهنسا ..... الخ ) . ثم أخيرا أهم الترانيم والمدائح الشعبية التي يترنم بها شعبنا عن الرحلة مثل (يا مصر يا بختك يا هناك ) وغير ذلك الكثير . وهناك طبعا المدائح الشعبية الجميلة الموجودة في العديد من بلاد الصعيد مثل :- "جبل الطير " و" دير المحرق " و" الدرنكة " .... الخ .
2- كرازة القديس مارمرقس الرسول في أرض مصر :- 
فكنيستنا القبطية كنيسة رسولية راسخة أسسها القديس مارمرقس الرسول أحدي رسل السيد المسيح السبعين وكاتب الأنجيل الثاني ؛ وتاريخيا كنيستنا القبطية هي ثالث كرسي رسولي تم تأسيسه بعد كنيسة أورشليم ؛ وكنيسة أنطاكية . وعلي أرضها الطاهرة أستشهد القديس مارمرقس الرسول بعد سحله مرتين ؛ وكان ذلك عام 68 م . وعندما أحصي المؤرخون الكنائس الرسولية التي أثرت في تاريخ المسيحية خلال القرون الخمسة الأولي كانت هذه الكنائس هي : _( كنيسة أورشليم – كنيسة انطاكية – كنيسة الاسكندرية – كنيسة روما – كنيسة القسطنطينية ) .
3- مدرسة الإسكندرية اللاهوتية :- 
فعلي أرضها نشأت أكبر وأهم مدرسة تعليم لاهوتي في التاريخ ؛ هي مدرسة الاسكندرية اللاهوتية ؛ والتي عرفت في كتب التاريخ ب"عقل العالم المسيحي " ؛ ولقد اسسها القديس مارمرقس الرسول نفسه ؛ ثم شهدت قمة مجدها وازدهارها مع علمائها الكبار مثل :- أثيناغوراس ؛ بنتينوس ؛ كليمندس ؛ أوريجانوس ؛ ديديموس الضرير ...... الخ . ومنها تخرج البطاركة العظام مثل :- البابا ديونسيوس البطريرك رقم 14 ؛ البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك رقم 17 ؛ البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 ؛ البابا كيرلس الكبير والملقب بعمود الإيمان البابا رقم 24 ....... الخ . ولقد قاد هؤلاء البطاركة العظام المجامع المسكونية حتي عرف بابا الاسكندرية في كتب التاريخ ب"قاضي المسكونة " . كذلك قدمت هذه المدرسة ما يعرف ب"مدرسة التفسير الرمزي " مما ساهم مساهمة كبيرة وفعالة في تطوير مناهج دراسة الكتاب المقدس في مصر والعالم .
 
4-- أم الشهداء :- 
فلقد قدمت كنيستنا القبطية أكبر عدد من الشهداء في التاريخ ؛حتي أن مدام بوتشر المؤرخة الانجليزية قالت " لو وضعنا شهداء العالم كله في كفة ؛وشهداء الكنيسة القبطية في كفة أخري لرجحت كفة الكنيسة القبطية " .وبصفة عامة يمكن تقسيم عصر الاستشهاد الي أربعة حقب رئيسية هي :- 
أ‌- حقبة العصر الوثني :- وهي تمتد من عصر القديس مارمرقس الرسول وتنتهي بعصر البابا بطرس خاتم الشهداء البطريرك رقم 17 . 
ب‌- حقبة الانقسام المذهبي :- وتبدأ من الانشقاق المسكوني الأول 451م ؛ وتمتد الي الفتح العربي الإسلامي 641م . 
ت‌- حقبة العصور الإسلامية :- وتبدأ من بعد عام 641 م ؛ وتنتهي بعصر محمد علي (1805- 1848 ). 
ث‌- حقبة العصر الحديث :- وتبدأ من بعد عصر محمد علي ؛ ومازالت ممتدة حتي شهداءنا الأطهار في ليبيا في عام 2015 . 
5- أصل الرهبنة :- 
فالثابت تاريخيا أن الرهبنة إبداع قبطي مصري خالص ؛ بدأه القديس العظيم الأنبا أنطونيوس اب جميع الرهبان ؛عندما كان يصلي في كنيسة القرية بقمن العروس محلفظة بني سويف ؛ فسمع الشماس وهو يقرأ الآية التي تقول "إذا أردت أن تكون كاملا ؛فأذهب وبع كل مالك وأعط الفقراء وتعال أتبعني فيكون لك كنزا في السماء " ( مت 19 :21 ) فباع كل أمواله وتوجه الي البحر الأحمر ليؤسس هناك أول دير في العالم ؛ وفي نفس الحقبة وفي نفس المنطقة تقريبا عاش القديس العظيم الأنبا بولا أول السواح ؛ ثم أسس القديس العظيم الانبا باخومويس رهبنة الشركة في جميع أديرة الصعيد ؛ كما أسس القديس العظيم الأنبا مقاريوس رهبنة برية شيهيت ؛ وأسس القديس العظيم الانبا آمون رهبنة القلالي ؛ وزار الأديرة المصرية العديد والعديد من الرحالة الأجانب نذكر منهم يوحنا كاسيان ؛ورفينوس ؛ والقديس جيروم ؛ وبلاديوس ؛ ومن السائحات ميلانيا . ونقلوا نظام الأديرة القبطية ؛ ومن الثابت تاريخيا أن القديس أثناسيوس الرسولي كتب سيرة القديس الانبا انطونيوس في أثناء نفيه الثاني إلي مدينة روما ؛ وكانت هذه السيرة سببا رئيسيا ومباشرا في توبة القديس أغسطينوس . كذلك أيضا من الثابت تاريخيا ان القديس بندكت قد اقتبس نظام القديس الانبا باخومويس في حياة الشركة الذي أسسه القديس العظيم الانبا باخومويس وترجمه القديس جيروم من اليونانية الي اللاتينية . 
ومن صعيد مصر ؛ ومن الدير المحرق تحديدا ؛ خرج سبعة رهبان مصريين وتوجهوا الي ايرلندا ؛ وهناك أسسوا رهبنة علي النظام القبطي كانت سببا رئيسا ومباشرا في إيمان ايرلندا بالديانة المسيحية . 
ولقد ظهرت ثمار الهوية القبطية في اللغة ؛والفن ؛ والموسيقي ؛ والعمارة ؛ والنسيج ؛ والخشب ؛والأحجار ...... الخ . ونستطيع أن نتعرف علي بعض هذه الثمار من خلال زيارتنا للمتحف القبطي ؛ والكنائس والأديرة القديمة . 
نشر بمجلة الكلمة عدد شهر أكتوبر 2015
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع