بدأت تحقيقات، بمشاركة روسية، في مصر بعد تحطم طائرة مدنية روسية في شبه جزيرة سيناء ومقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصا.
وتبدأ الأحد عملية تفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة من قبل لجنة تحليل الحوادث المركزية التي تم تشكيلها من وزارة الطيران المدني المصرية.
وتضم اللجنة ممثلون عن لجنة التحقيق التابعة للاتحاد الروسي وبعض ممثلي هيئة الطيران المدني الروسية.
وقال وزير الطيران المدني المصري حسام كمال إن الشركة المصنعة للطائرة سوف تشترك أيضاً في تفريغ وتحليل البيانات.
ووصلت مساء السبت ثلاث طائرات روسية تقل عدداً من المسؤولين الروس على رأسهم وزراء النقل والطوارئ والطيران المدني، بالإضافة إلى أطقم البحث والتحقيق والإنقاذ، وعدد من المعدات اللازمة لعمل الفريق الروسي.
وقالت الحكومة المصرية إن انتشال جثامين الضحايا من موقع سقوط الطائرة لا يزال مستمرا. وتشارك عناصر من الجيش الثالث الميداني في جهود انتشال الجثامين وحراسة موقع سقوط الطائرة.
وقرر النائب العام المصري حظر وجود أي أشخاص في موقع حطام الطائرة باستثناء فرق التحقيق التي من المقرر أن تبدأ عملها الأحد.
ورجح رئيس الوزراء المصري أن يكون الحادث ناجما عن مشكلة تقنية، رافضا مزاعم من مسلحين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" بأنهم المسؤولون عن إسقاط الطائرة.
صورة وزعتها الحكومة المصرية لرئيس الوزراء شريف اسماعيل خلال زيارته لموقع سقوط الطائرة.
وبالرغم من هذا، قررت شركات اير فرانس ولوفتهانزا وطيران الإمارات عدم تسيير رحلاتها فوق سيناء حتى يتوفر المزيد من المعلومات عن الحادث.
وأعلن مسؤولون أن السلطات عثرت على الصندوقين الأسودين للطائرة وأنهما قيد التحليل.
وتحطمت الطائرة التابعة لشركة "كوغاليم أفيا"، وهي من طراز ايربص A-321، في وقت مبكر أمس، بعد فترة وجيزة من إقلاعها من مدينة شرم الشيخ الساحلية في طريقها إلى مدينة سان بطرسبرغ الروسية.
وقال وزير الطيران المدني المصري حسام كمال إنه لم تحدث مشاكل على متن الطائرة، مناقضا تقارير سابقة أفادت بأن الطيار طلب القيام بهبوط اضطراري.
وفي وقت سابق، قال مسؤول مصري إن الطيار أبلغ عن وجود مشاكل تقنية وأعلن أنه يعتزم الهبوط في أقرب مطار، قبل أن ينقطع الاتصال مع فرق الملاحة الأرضية.
وانضم محققون روس وفرنسيون إلى التحقيق الذي تقوده مصر، بالإضافة إلى خبراء من شركة ايرباص لصناعة الطائرات.
وأُقيمت دعوى قضائية جنائية ضد شركة كوغاليم أفيا بتهمة "انتهاك قواعد الرحلات الجوية والاستعداد لها"، حسبما أفادت وكالة ريا الروسية للأنباء.
وأجرت الشرطة الروسية تفتيشا لمكاتب الشركة.
تجمع أقارب الضحايا في فندق بالقرب من مطار سان بطرسبرغ
ومن جهتها، قالت متحدثة باسم الشركة إن الطائرة، التي دخلت الخدمة منذ 18 عاما، كانت "صالحة للطيران بالكامل وبنسبة مئة في المئة"، مضيفة أن خبرة الطيار كانت 12 ألف ساعة من الطيران.
وفي سيناء نفسها، أعلن مسلحون مرتبطون بتنظيم "الدولة الإسلامية" أنهم أسقطوا الرحلة KGL9268.
لكن رئيس الحكومة المصرية شريف إسماعيل نفى هذه المزاعم، قائلا إن الخبراء أكدوا أنه من غير الممكن إسقاط طائرة وهي في الارتفاع الذي كانت تحلق عليه الطائرة الروسية.
بدوره، قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف لوكالة أنباء انترفاكس إن "مثل هذه التقارير لا يمكن اعتبارها صحيحة". وأضاف أنه لا يوجد شواهد على أن الطائرة جرى استهدافها.
فتاة تضيء الشموع حدادا على أرواح الضحايا أمام سفارة روسيا بالعاصمة الأوكرانية كييف
وبحسب وزارة الطيران المدني المصرية، كانت الطائرة تحلق على ارتفاع 9450 مترا من سطح الأرض عندما اختفت من شاشة الرادار.
ويقول خبراء إن أي طائرة تحلق على هذا الارتفاع ستكون خارج نطاق الصواريخ أرض-جو المحمولة التي يُعرف أن مسلحين في سيناء يمتلكونها.
وكانت الطائرة تقل 217 راكبا، بينهم 25 طفلا، بحسب سلطات النقل الروسية. كما كان على متن الطائرة طاقم مكون من سبعة أفراد.
وقال مسؤولون مصريون إن 213 من الركاب روس وأن الأربعة الآخرين أوكرانيون. لكن مسؤولين في روسيا قالوا إن واحدا على الأقل من الضحايا من بيلاروسيا.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة المصرية انتشال 129 جثة ونقلها إلى القاهرة.