الاثنين ٢ نوفمبر ٢٠١٥ -
٠٢:
١٠ ص +03:00 EEST
بقلم/ماجد كامل
حظيت المعرفة عند المصري القديم بالقدر العظيم من الاهتمام ؛فلقد حرصوا علي الاهتمام بتعليم أبنائهم وحثهم علي طلب المعرفة وعشق الكتب ؛ فلقد كان الإله تحوت هو رب المعرفة والكتابة في مصر القديمة ؛وإليه ينسب أول شهور السنة القبطية ؛والتي عرفت في الطقس القبطي بالسنة التوتية ؛وإلي جواره
توجد سشات Seshat ربة الكتابة عند المصري القديم ؛ ومن كلمة شيسات جاءت الفعل "سخاي " بمعني يكتب في اللغة القبطية ؛ ولقد أعتبرت مهنة الكتابة من أشرف المهن وأهمها في مصر القديمة ؛ ومن أشهر التماثيل الفرعونية تمثال "الكاتب المصري " ويوجد العديد من النماذج منه في المتحف المصري ؛ ولقد عرفت المكتبات في العصر الفرعوني ببيت الحياة (برعنخ ) وكانت ملحقة بالمعابد المصرية ؛ ولقد استمرت هذه العادة في الأديرة القبطية بعد ذلك ؛فلقد أحتلت المكتبة موقعا ومتميزا في الدير ؛حتي لقد صار القول الماثور (أن الدير بدون مكتبة ؛ مثل القلعة التي بدون مخزن أسلحة )
وإذا ما تأملنا في الحكم والنصائح التي ورثناها عن أجدادنا الفراعنة ؛نجد العديد من النصوص الرائعة التي تعظم من قيمة العلم والمعرفة والكتاب ؛وسوف نعرض لبعض منها في هذه المقالة حسب القدر المتاح لنا :-
فمن تعاليم آني نجده يقول ( أقرأ .... فالقراءة أول خطوة في طريق الإيمان بالإله التي تفتح لك أبواب الجنة .وتكشف لك أسرار الوجود ونعمة المعرفة المقدسة وتنير طريق خطواتك في طريق السعادة في الدنيا والخلود في الآخرة ).
ونجد أيضا من نصائح المصري القديم (الكتاب أكثر نفعا من حجر القبر المنحوت ؛ الكتاب أكثر نفعا من البيت المشيد ؛ وأفضل من برج راسخ الأساس ؛ومن لوحة تذكارية في معبد ).
ومن تعاليم خيتي بن داووف لأبنه "بيبي " عن قيمة الكتاب نجده يقول ( عليك ان توجه قلبك للكتب . فلا شيء يعلو علي قيمة الكتب ؛ ليتني أستطيع أن أجعلك تحب الكتب أكثر من أمك ؛وليتني أستطيع أن أريك جمالها ؛أنها أعظم من أي شيء آخر ). ثم قام بعدها باستمراض مشاق ومتاعب ستة عشر مهنة متنوعة ؛حتي يصل الي الكتابة فيقول له عنها (انظر لا توجد مهنة من غير رئيس الا مهنة الكاتب ؛فهو رئيس نفسه ) .
ومن نصائح الكاتب المصري أيضا ( أعد نفسك لتكون كاتبا وحاملا قلم المعرفة ؛ أنها أشرف مهنة وأجدر وظيفة تليق بك وترفع من شأنك ؛ إن ما يخطه قلمك سيعيش أبد الدهر ؛تعلم كيف تحرك أصابعك القلم وكيف يحرك عقلك أصابعك ؛فلا يخط قلمك إلا الحكمة والمعرفة وما ينفع الناس ؛ستزيدك الكتابة بما هو أجمل من ملابس الكتان وعطور اللوتس ؛إن ما يخطه قلمك هو أعظم ميراث ) .
ولقد حفظ لنا التاريخ العديد من الحكم والنصائح التي وجهها الآباء إلي طلبة المدارس ؛نذكر منها :-
(اني أضعك في المدرسة مع أولاد العظماء ؛لكي أربيك وأعلمك هذه المهنة العظيمة ؛تنبه في مكانك ؛فأن الكتب قد وضعت أمام زملائك ؛فأقرأ بهمة من الكتاب ؛لا تكن متوانيا ؛ولا تقض يومك في خمول حتي لا يستولي الحزن والغم عليك )
( ما أسعد الكاتب الذي يبدع في مهنته ويصير أستاذا في التربية ؛ ثابر علي عملك كل يوم ؛ وبهذا تتملك ناصية الكتابة ؛ثابر علي طلب النصيحة ؛ولا تتراخ في ذلك ؛ولا تمل قراءة الكتب ).
ولقد جاء في أحدي البرديات الفرعونية هذه الحكمة ( العلم هو أول أركان الإيمان بالخالق ؛لقنه الإله للإنسان بالخط والقلم ؛وعن طريق معرفة القراءة والكتابة ينفتح قلب الإنسان لتقبل علوم المعرفة المقدسة وينفتح قلبه للإيمان بالإله الخالق ).
ألم أقل لكم (الحضارة تحت جلود المصريين ).