اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الطريق الوحيد لإنهاء الحرب في سوريا يتطلب رحيل الرئيس بشار الأسد، لكنه أكد أن واشنطن تسعى لتوسيع التعاون مع موسكو في سياق التسوية السورية.
وقال كيري في مقابلة مع قناة "مير" التابعة لرابطة الدول المستقلة ردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن تخطط للتنسيق مع روسيا لدى إرسال عسكريين إلى سوريا: "طبعا، إننا نريد تنسيق خطواتنا مع روسيا، لكننا لا نريد أن نكتفي بهذا القدر فقط، بل نريد تعاونا أوسع، لكن هذا الأمر مرتبط بروسيا وبالقرارات التي تتخذها في سياق الإجراءات السياسية لإحلال السلام".
وذكر وزير الخارجية الأمريكي الذي يزور كازاخستان الاثنين 2 نوفمبر/تشرين الثاني في سياق جولته في آسيا الوسطى، أن التعاون بين الدول القوية التي تعمل طائراتها في المجال الجوي السوري أمر ضروري.
وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة تمكنتا خلال اجتماعات فيينا الأسبوع الماضي من إحراز تقدم حول موضوع التسوية السورية، واصفا المحادثات بأنها كانت مثمرة للغاية.
لكنه حذر من أنه "إذا كان الهدف الوحيد لروسيا يكمن في دعم نظام الأسد، فمن المستحيل التوصل إلى حل"، وربط الوزير هذه الاستحالة بموقف تركيا وقطر والسعودية والمعارضة السورية "الذين لن يتوقفوا عن حربهم ضد الأسد".
وشدد على أن "السبيل الوحيد لإنهاء الحرب يكمن في دعوة السيد الأسد إلى عدم المقاومة لتشكيل الحكومة الجديدة، إذ بإمكانه أن يساعد في ذلك لإنقاذ بلاده".
واعتبر أن وجود روسيا من أجل دعم النظام فقط يؤدي إلى ظهور قضايا جديدة في المنطقة".
وفي هذا السياق، أعلن بين رودز مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون السياسة الخارجية أن مهمة القوة العسكرية التي تخطط واشنطن لإرسالها إلى سوريا، ستكمن في "المساهمة في تعزيز قدرات الشركاء" وليس في "المناوبة القتالية".
وأوضح أن العسكريين الأمريكيين سيقدمون لهؤلاء الشركاء الاستشارات، وسيساعدونهم في المسائل التنظيمية.
كيري: لا وجود لمؤامرة سياسية وراء زيارتي لآسيا الوسطى
كما نفى كيري في المقابلة مع قناة "مير" وجود أي "مؤامرة سياسية" وراء جولته في آسيا الوسطى، مشددا على أن الهدف الرئيسي وراء محادثاته في المنطقة يكمن في العمل على حل قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والتسوية في أفغانستان، بالإضافة إلى بحث المصالح المشتركة المتعلقة بإنشاء بنية تحتية فعالة، والتعاون في مجالي التعليم والاستثمار.
وتابع: "أظن أنه لا يحق لأحد أن يربط هذه الزيارة بشؤون أخرى، وعلى سبيل المثال، طرح الخيار بين روسيا والصين".
واعتبر أن تعزيز التعاون بين أمريكا ودول آسيا الوسطى سياهم في مصالح الجميع، بمن فيهم روسيا والصين ودول أخرى، مؤكدا أن واشنطن قادرة على مساعدة المنطقة لكي تتطور اعتمادا على قدراتها الذاتية.
وتابع كيري أن الولايات تأمل في إقامة التعاون مع دائرة أوسع من الدول فيما يخص تسوية الوضع في أفغانستان.
كيري: واشنطن قد تلغي العقوبات المفروضة على روسيا في حال تطبيق اتفاقات مينسك
وفيما يخص العلاقات الروسية-الأمريكية، قال وزير الخارجية الأمريكي إن واشنطن قد ترفع العقوبات المفروضة على روسيا في حال تطبيق اتفاقات مينسك السلمية الخاصة بالتعاون في أوكرانيا.
وأوضح أن تنفيذ تلك الاتفاقات يتطلب اتخاذ إجراءات معينة من جميع الأطراف وهي "الانفصاليون" وروسيا وكييف". وأضاف: "من المهم للغاية أن يتمسك حميع الأطراف بالاتفاقات، بما في ذلك سحب الأسلحة الثقيلة وعدم المساس بالحدود الدولية، والسماح لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي بالرقابة على الوضع".
وردا على سؤال بشأن احتمال توصل موسكو وواشنطن إلى "حل وسط" بشأن الأزمة الأوكرانية، قال كيري إن أوكرانيا "ليست مسألة حل وسط، على الرغم من أن التوصل إلى حلول وسط مع كل الأطراف قد يساعد في حل الأزمة".
وكان كيري قد اجتمع اليوم في كازاخستان مع رئيس البلاد نورسلطان نازاربايف، الذي أكد سعي أستانا إلى مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، بما في ذلك في مجال الاقتصاد.
كما أجرى وزير الخارجية الأمريكي محادثات مع نظيره الكازاخستاني كريم ماسيموف.
وفي وقت سابق، أكد كيري خلال زيارته إلى أوزبكستان أن واشنطن تسعى لتعزيز العلاقات مع آسيا الوسطى، مؤكد أنه لا يجوز أن تفرض "الصداقة بين دولتين قيودا على إمكانيات بناء علاقات الصداقة مع دولة ثالثة"، وذلك في إشارة إلى الصلات المتينة التي تربط بين المنطقة وروسيا.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.