الأقباط متحدون - نهار سعيد
أخر تحديث ٠٩:٢٦ | الثلاثاء ٣ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٤ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نهار سعيد

نهار سعيد
نهار سعيد

كتب : مينا ملاك عازر
بالتأكيد أتمنى لحضراتكم نهارأً سعيداً، وليلاً أكثر سعادة وسط زخم برامج التوك شو تصبح أمنيتي هذه مستحيلة، لكن مافيش مستحيل وبعد أن تخلصت قناة النهار من واحدة من صانعات الخير المدعى، أصبح المستحيل ممكناً أن يتخفف إعلامنا من كثير من هؤلاء المدعين والمدعيات بالعلم والفهم والخلق والكرم والطيبة والحنية المصطنعة، تخلص قناة النهار من الإعلامية صانعة الخير يجعلني أشعر أنه لم تزل الأغاني ممكنة.

إقالة ريهام سعيد أمر يُفرحني لا جدال، ويريح حضرتك لا ريب في هذا، بيد أن ذلك كله لا يمنعني ويجعلك نفكر، هل ريهام سعيد بنفسها مدت يدها على هاتف الفتاة واقتحمت خصوصيتها ونقلت الصور من هاتفها لهاتف آخر يتمكن منه فريق العمل من نشرها وإذاعتها على الهواء، لا بالتأكيد، لم تفعلها، صحيح هي وافقت وشاركت وهي المسئولة والتي يجب محاسبتها على هذه الجريمة الشنعاء لكنها لم تفعلها، فلماذا تقال وحدها؟ لماذا لم يحاسب من فعلها إدارياً وقانونياً باقتحامه خصوصية لا يحق له اقتحامها؟ لماذا نهلل بسقوط كبار الفاسدين وترك السوس الذي ينخر في الخشب ينخر مرة أخرى.

نفرح بموقف الشركات المتخلية عن رعاية البرنامج، ونهلل لنفض القناة يدها عن سعيد لكننا ننسى أنه ثمة احتمالين أولهما أن تكن ريهام فاعلة خير حقاً، وهنا يجب علينا أن نتابع عمل الخير الذي كانت تقوم به لعل هناك من الأطفال من يريد المال الذي كانت تجمعه لتحسين ظروفهم الصحية، وهذا واجب ضروري الانتباه إليه ومتابعته، وعلينا ألا نتخلى عنه لمجرد جريمة فعلتها من كانت تقوم بها حيال هؤلاء الأطفال أو الأشخاص، الاحتمال الآخر أن تكن ريهام مدعية صنع الخير، وهنا نكون أمام حقيقة مفاداها أن ثمة أُناس وقعوا فريسة لتصنعها عمل الخير ويجب محاسبتها على الأموال التي أخذتها وتُساءل فيما صرفتها، وإن لم تصرفها ترد لأصحابها أو يدفعوها لمستحقيها من كانت موجهة لهم الأموال إن كان هناك حقاً من كان توجه لهم الأموال.

سر تشككي ووضع احتمالية عدم وصول الدعم لمستحقيه أنني لا أتخيل أن ثمة شخصية قادرة على عمل الخير ونقيضه في آن واحد، تستر أسر صحيح بطريقة مستفزة وبعيدة عن السلوك القويم وتحارب لإنقاذ حياة طفل وفي نفس الوقت تفضح فتاة لا ذنب لها إلا أنها قاومت تحرش بدني بذيء بها وبأنوثتها، وبحقها في أن تحيى في بلادها بأمان، كيف لريهام تأتي الفعلان ببرود وهدوء، وتدافع عن فعلها هذا المشين وكأنها تصدق أنها بريئة.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter