حوار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الدورة التثقيفية التى تنظمها القوات المسلحة -فى رأيى- من أهم ما قال فى الآونة الأخيرة.
ركز الرئيس على عدة قضايا محلية كلها تدور حول رغبته فى إشعار الجميع بحقيقة حجم التحديات التى تواجهها البلاد والعباد.
وساورنى شعور قوى بأن الرئيس لديه قلق بألا تكون قوى المجتمع الفاعلة والمؤثرة «معه على نفس الخط» و«ألا تكون مستشعرة حجم الإشكاليات التى تواجهها البلاد».
هذه النقطة الجوهرية بالغة الأهمية، لأن الرئيس يتعامل مع الأزمات بمنطق «الشراكة» بين كافة السلطات فى المجتمع وبين الحكم والشعب.
ويبدو أن الرئيس يشعر بنوع من «الجرح الشخصى» من حالة هستيريا الإعلام التى نعايشها منذ سنوات، والتى أصبح الجميع -وأعنى بذلك الجميع- فى حالة استباحة على الهواء مباشرة دون سند أو دليل ودون أى منطق أو موضوع.
خلاصة هموم الرئيس هى قلقه من حالة ضعف الوعى العام بحقيقة التحديات التى نواجهها، لأنه دون ذلك الوعى بما يحدث، تعود البلاد مرة أخرى إلى حالة الجنون والتشرذم التى عشناها منذ عام 2011.
ولا يمكن أن يكون موقفنا من الرئيس فى حربه ضد كل التحديات أن نقف موقف المشاهد السلبى ونقول له: «اذهب أنت وربك فقاتلا».
المعركة يقودها الرئيس ولكن يجب ألا يخوضها وحده.
أزمة عهد الرئيس السيسى أن حركته أسرع بكثير ممن حوله، وأن أفكاره أبعد ممن يحيطون به.
إن المنطق الفرعونى الذى تطورت به علاقة الحاكم بالشعب قائمة على أن الحاكم هو المسئول عن كل شىء بما فيه الفشل إلى الحد الذى يتم فيه طمس صوره من على جدران المعابد لأنه لا ذكر فى التاريخ الفرعونى للقائد المنهزم!
يتعين علينا -ونحن شعب تجاوز التسعين مليوناً- أن نسأل كم مواطناً من هؤلاء الملايين لديه وعى الرئيس أو يتحرك بسرعة الرئيس، أو يحمل هموم الرئيس؟
لا يجب أن يكون قدر الحاكم فى هذا الزمن أن نعلق عليه كل أخطائنا وتقاعسنا عن فعل أى قرار إيجابى لتحسين أحوال البلاد.
إن هذا الوطن ملك للجميع بالتساوى، لذلك يتعين علينا جميعاً أن نحمل -أيضاً- همومه بالتساوى!
نقلا عن الوطن