بقلم : أسامة كمال | الاربعاء ٤ نوفمبر ٢٠١٥ -
٣٩:
٠٩ م +02:00 EET
الرئيس عبد الفتاح السيسي
كلمة الرئيس السيسى يوم الأحد فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة حملت عدة رسائل للشعب عن مشاركة المصريين فى الانتخابات ورفع الروح المعنوية، ووضع حد لارتفاع الأسعار وتحديات المرحلة القادمة.. توقف الكثيرون طويلا أمام عتاب الرئيس للإعلام وقوله: «المرة الجاية هاشتكى للشعب»، رغم أن الرئيس كانت له رسائل أهم، ومنها بث رسالة طمأنة للبسطاء على تدخل الدولة لضبط الأسعار بنهاية الشهر فقال: «أنا واحد منكم، وعارف كويس الظروف الصعبة للناس، وعارف عايشين إزاى».. ومن رسائله أيضا تأكيده أن الدولة لن تقترب من أموال الناس.
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بالتعليق على ضجر الرئيس من الإعلام رغم دعوته المصريين لأن يفخروا بإنجازاتهم خلال 17 شهرا وليس 17 عاما فى إشارة إلى إظهار الإيجابيات التى تحققت، محذراً من انهيار الروح المعنوية وتأكيده أنه لا يبيع الوهم للشعب فقال: «أنا واحد منكم جبتوه وقولتوله خلى بالك وأنا بخلى بالى».. قال المشاكل لو بتتحل بالكلام ماكنش حد غلب.. لماذا علق الجميع على جملة «المرة الجاية هاشتكى للشعب»؟ هل أصبح الإعلام هماً أكبر من الأسعار والاستثمار والأمن فى رأى الناس حتى اهتموا بالتعليق عليه أكثر من أى موضوع آخر.
الإجابة نعم.. ودون استخفاف بالأمر ودون انحياز للإعلام بلاشك، ولكن الرئيس لأول مرة حدد إعلاميا بالإشارة غير المباشرة التى دفعت مواقع إخبارية وشبكات تواصل للبحث عمن أشار له السيسى حتى وجدوه وكالوا له ما كالوه من نقد لاذع وهجوم.. نعلم أننا نقتحم البيوت دون استئذان، واستخدام الريموت كنترول لتغيير القناة ليس حجة لنا لنقول إننا دخلنا من الباب وليس الشباك.
وقف الإعلاميون يفخرون بأنهم كانوا سببا فى التغيير وسيظل الإعلام وسيلة حيوية للتغيير للأفضل، ولكن الناس قبل الرئيس فوجئوا بمن يعتبرونهم مثلا أعلى يدخلون فى صراعات مع بعضهم ومع الآخرين.. وجدوا منا من يخرج لسانه للشعب الذى أصبح عنصرا مؤثرا فى التغيير.. حتى فى خريطة الإعلام وفيمن يظهر على الشاشة ومن يختفى.
ولكننى أتوجه إلى عموم الناس بإعلان حسن نوايا معظم الإعلاميين، وأن لدى كثير منهم رصيدا لدى المصريين- بمن فيهم الرئيس السيسى نفسه- لا يجب أن ينفد بهذه السرعة.. أتفق أن المشاهد من حقه أن يمارس سياسة عقابية ضد أى إعلامى وأى وسيلة إعلامية بزيادة المشاهدة أو الانصراف عنها.. ولكن ليس للجميع هذه الرفاهية.. فقد تعلقت القلوب بالبعض، وإن قل رصيدهم بسبب كلمة هنا أو هفوة هناك.. ولكن كما تغفر جماهير الكرة للاعبيها المحبوبين حين تنفلت أعصابهم أو يتسببون فى هزيمة فرقهم عن غير قصد، فالمشاهد يمكنه إعطاء فرصة أخرى للإعلامى مع تحذيره أن رصيده أوشك على النفاد.
ولأهل المهنة الشريفة فى الصحافة والإعلام، أعلم تماما أن ما يجأر به الناس من شكوى فى رسائل كثيرة يمثل عنصر ضغط بالتعاطف مع أصحاب الشكاوى والمشكلات والظروف التى يمرون بها.. ولكن علينا أن نتعامل بأعصاب الطبيب الذى يتعاطف بالتأكيد مع حالات يعالجها دون أن يؤثر ذلك على أدائه وانفعالاته وإلا ضاع المريض خلال محاولة إنقاذه.
تعالوا يا زملائى الأعزاء نفتح صفحة جديدة فيما بيننا وبين كل منا ومشاهديه ومتابعيه وحتى مع خصومنا.. تعالوا نبعث رسائل أمل دون أن نتوقف عن الإشارة إلى مواقع الخلل وسبل إصلاحها.. ليس المطلوب أن نصمت أو نتوقف عن النقد وإلا كان من الأفضل إلغاء الإعلام، ولكن المطلوب أن نتعامل كجراح ماهر- فى تشبيه كتبته من قبل- يقطع ولا يجرح.
وعفوا يا سيادة الرئيس.. لا تَشْكُنَا إلى الشعب فهذا هو ما لا نحتمله.. فنحن جميعا رهن إشارة الشعب الذى منحنا بفضله كل ما نحن فيه، وأتمنى ألا يكون رصيدنا قد نفد.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع