الأقباط متحدون - فرص ضائعة وبيروقراطية فاشلة (1)
أخر تحديث ٠٦:٤٥ | الأحد ٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٩ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فرص ضائعة وبيروقراطية فاشلة (1)

مدحت بشاي
«لا تنالوا من فرحة الشعب بإنجازاته ».. لعلها عبارة باتت تتكرر عقب كل حالة صعود نسبية في طريق ترميم حالة الانفلات نحو بناء دولة ، فحالة رضا وقبول شعبي ، يليها كل مرة حالة هبوط فجائي رذيل لفرق الإحباط البغيضة من الخارج والداخل على أرض الكنانة لميليشيات أعداء الصعود المصرى لكسرها، لايريدون لشعبنا الانعتاق من تبعات أزمنة الفساد والتخلف الحضارى، ليحدثونا عن ضرورات تدين شكلى، بل نشر فكر تكفيرى، وجماعات أخرى للذهاب إلى دعم تطبيق آليات بيروقراطية عتيقة لا تتماهى أو تصلح لتلبية احتياجات شعب قام بثورة للقفز بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة الأخذة بمعايير تحقيق جودة الحياة ، كما يعرفها ويحدد مواصفاتها علماء الاجتماع والتنمية البشرية.
 
وهنا أسأل: لماذا لم نتعلم من ممارسات سلبية سابقة عشناها نتيجة خيارات نخب الفشل؟ وهى التى ضيعت على شعبنا العديد من الفرص لكى تواصل الإدارة وجماهيرنا الطيبة تحقيق أهداف تتعلق بالإصلاح والتطوير والتنمية  بعد إسقاط رأس النظام ودستوره وحزبه الحاكم وبرلمانه، وبدلاً من الإصرار على استمرار دعم وتفعيل الوهج الشعبي والإنساني فى كل ميادين الحرية ، اكتفينا بحمل مواطن من الميادين على الأعناق تصورناه القادر وحده على صنع معجزة التغيير، فإذا به «رئيس حكومة خجول وبينكسف ويستحى».. نعم عصام شرف كان مكسوف يقول لنا أنه بلا صلاحيات، واستحى حتى الإشارة إلى أن النظام الحاكم أنئذ قد بات قريباً منه جماعة بدأت فى نسج خيوط العنكبوت، لتحجب عنه رؤية الواقع والتعامل مع معطياته بما يُعادل تضحيات ثوار قدموا أرواحهم على مذابح العطاء الوطني .. ووصل حياء ذلك الرجل وخجله حد الفشل فى مواجهة رفض أهل التشدد والتطرف فى واحدة من محافظات الصعيد لقراره تعيين محافظ مسيحى، وأرسل إليهم دعاة في خطوة غريبة ، فلما فشلوا أيضاً وقطع هؤلاء الطريق بشكل إجرامى يستهين بوجود دولة لأول مرة بعد ثورة ، فكان رد فعل المكسوف تجميد قرار تعيين المحافظ المسكين!.
 
وكان السير والأخذ بأمر المستشار لــ«مرشد الجماعة» المستقوى بقوانينه الإخوانية «الشيخ طارق البشرى»، وقرر وحكم الرجل أن «الانتخابات أولاً» ليتم وضع الدستور فى ظل وجود حكم جماعته وأهله وعشيرته، ومشينا مشاوير الهم والنكد والفشل والطائفية بداية من موقعة الصناديق (لا الكافرة ونعم المؤمنة)، ووصولاً للإعلان الدستورى سئ السمعة للمستعفى بأمرالمرشد «مرسى» وجماعته لتنقسم الأمة تصعيداً لصراعات بينية، وفى كل تلك المشاوير، تم شغل الثوار بخناقات ماسبيرو ومجلس الوزراء وغيرها، بينما كان يتم الانتهاء من أعظم دستور فى العالم كما وصفه جماعة المستشار الثانى للمرشد العام للجماعة "الشيخ الغريانى" ، وتتوالى كوارث أيامهم السوداء، وتمكنهم من كل حتة فى البلد.
 
وفى 30 يونيو يستجمع شعبنا العظيم قواه مرة أخرى، بعد أن اخترع شبابه الرابع حدوتة «تمرد»، ويقرر الفارس القائد وزير الدفاع مساندة القوات المسلحة قوى شعبنا الحرة بعد أن خرجت بالملايين لصناديق ميادين التحرير ليصوتوا عبر وجودهم الحى، وتمكينهم لإسقاط نظام الإخوان وحكمهم ودستورهم وأيامهم ولياليهم السودة..
 
ماحدث بعد ذلك ، وما تم إهداره من فرص لتجاوز أزمنة المحن والمؤامرات ساهم في تجلياتها السلبية حكومات توهان ونخب ارتدوا أقنعة الوطنية الزائفة .. للحديث بقية .. 
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter