الأقباط متحدون - سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد2-3
أخر تحديث ١٣:٥٣ | الاثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥ | ٣٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد2-3

ارشيفيه
ارشيفيه
بقلم : مينا ملاك عازر
حدثتكم في المقال الماضي، عن كيف صارت الأمور في بلاد الشام منذ أن اندلعت فكرة القومية العربية بين أحضان جبال الشام؟ ولماذا اندلعت؟ وحتى فشلت الوحدة المصرية السورية، وكيف أنه لم يكن مطروح بشكل قوي أو حتى معلن فكرة الوحدة بين القطرين الشقيقين المتلازمين المتجاورين لبنان وسوريا رغم التداخل والتشابك في السياسات، والتدخل السافر من الأسد في السياسة اللبنانية، ذلك التدخل الذي طال حتى انسحبت القوات السورية من لبنان قبل سنوات قليلة، ورغم هذا لم تحدث محاولة توحد جادة بين البلدين كالتي تمت فعلاً بين مصر وسوريا، وكان من سردي هذا غرض اسمحوا لي أن أرجئ إعلاني عن غرضي هذا، بعد أن أسرد سريعاً أمر هام جرى في مصر.
 
نالت مصر استقلالها عن الدولة العثمانية منذ عام 1811 بفرمان أعطى محمد علي حق حكم مصر له ولأولاده، فلم يكن لدى المصريون ما يدفعهم لمقاومة الدولة العثمانية، فحكمها على مصر شكلي ورمزي، والحكم كله في يد الأسرة العلوية وبدأ محمد علي نهضة مصر الحديثة، وأسس جيشاً، ومد نفوذه لبلاد الحجاز هادماً الدولة السعودية بناء على طلب من السلطان العثماني وقتها، الذي فشل في بسط نفوذه على السعودية بواسطة واليه في العراق، لكنه نجح بأيدي مصرية وأخذ محمد علي في التوسع نحو الشمال، فضم سوريا ولبنان ووصل لحدود تركيا، وكان بينه وبين العرش العثماني مسافة السكة ليسقطه لولا تضافر الجهود الغربية لمنع هذا، ولمنع التمدد المصري الذي رأوه يصب في مصلحة قياصرة روسيا الذين من المؤكد سيمتدون نحو الجنوب، فأعاق الأوربيون محمد علي عن حلم وحدة العرب تحت حكمه، وأبقوا على حياة رجل أوربا المريض لمنع تنامي النفوذ الروسي وهدم الغرب الدولة الحديثة التي أرادها محمد علي، وقيدوا جيشه، وحاولوا هزيمته تجارياً لكن محمد علي وبنيه من بعده اتجهوا جنوباً لمد نفوذهم، ولمحاولة تأمين منابع نهر النيل والتواصل مع السودان، حتى أن ملك مصر المعزول عن حكمه في يوليو من عام 1952 عُزِل ولقبه ملك مصر والسودان في وحدة لم تفلح انجلترا نفسها في فك عراها إلا باتفاقية عام 1954 التي قبل بمقتضاها ناصر صاحب الفكر التحرري في بداية حياته والباحث عن حريات الشعوب واستقلالها عن مستعمريها بأن تقرر السودان وشعبها مصيرهم، فاختاروا الاستقلال عن مصر، فرقص الصاغ صلاح سالم معهم فرحاً محتفلاً باستقلالهم دون النظر لمسألة الوحدة التي بدأت تظهر أمام عيون ناصر ليس بفكر قومي في الحقيقة بقدر حب الزعامة والتسلط، فأخذ يبحث عن الوحدة مع اليمن بعد فشل وحدته مع سوريا ثم أخذ يتجه لمسألة الوحدة الكونفيدرالية بعد تأكده من صعوبة الوحدة الفيدرالية بعد تجربته المريرة بالوحدة مع سوريا لكن كل هذا لم يفلح بشكل نهائي خاصةً مع وقوع النكسة التي جعلته ينكب على إعادة بناء جيش مصر، وبعد وفاته دخل الرئيس السادات في محاولات للوحدة مع ليبيا والسودان وسوريا ولكنها وحدة من النوع الكونفيدرالي لغياب الزعامة الناصرية التي كانت قادرة على جمع الشمل للجميع.
 
وبتوقيع السادات اتفاقية كامب ديفيد بات من الصعب إتمام أي محاولة وحدة مع البلدان العربية التي خالفته الرأي وناصبته العداء للأسف.
وللأسف في هذه المرة أيضاً ضاقت مساحة المقال، وأجد نفسي وللمرة الأخيرة بإذن الله أن أرجئ الإفصاح عما أريده للمقال القادم بإذن الله إن عشنا وكان لنا نشر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter