الأقباط متحدون - القديس مارمرقس الرسول وتأسيس كنيسة الاسكندرية
أخر تحديث ٠٩:٣٣ | الاثنين ٩ نوفمبر ٢٠١٥ | ٣٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

القديس مارمرقس الرسول وتأسيس كنيسة الاسكندرية

بقلم: ماجد كامل 
تفتخر الكنيسة القبطية الآرثوذكسية بأن مؤسسها هو القديس مرقس الرسول نفسه ؛ أحد رسل السيد المسيح المدعوين بالحواريين ؛ ومن هنا فهي تعتبر واحدة من أقدم كنائس العالم بعد كنيسة أورشليم وكنيسة إنطاكية ؛ أما عن مارمرقس "مرقس كلمة يونانية معناها مطرقة" الرسول نفسه فهو أساسا يهودي من سبط لاوي ؛ولد في مدينة القيروان "أحدي الخمس المدن الغربية " من أسرة متدينة ميسورة ؛ تعلم اللغات العبرية واليونانية واللاتينية حتي أتقنها جميعا ؛ وتذكر بعض المراجع أن بعض القبائل البربرية قد هجمت علي الأسرة ونهبت كل ممتلكاتها ؛ فأضطرت إلي الهجرة إلي فلسطين ؛ وهناك تقابل مع السيد المسيح ؛ وصار بيته هو المكان الذي صنع فيه السيد المسيح عشاء الفصح الأخير ( وهو المعروف في المصطلح الكنسي بخميس العهد) .

أما عن قصة تأسيسه كنيسة الإسكندرية ؛ فتذكر كتب التاريخ أن مرقس الرسول جاء إلي مدينة الإسكندرية حوالي عام 61م تقريبا ؛ وبينما كان يتمشي علي البحر ؛ وبينما هو يتأمل ويصلي في ما هو المدخل المناسب لكي يكرز بالمسيحية في تلك المدينة المتعددة الثقافات والحضارات ؛ ففيها مدرسة الإسكندرية بمدارسها الفلسفية العريقة كالإفلاطونية والفيثاغورية والرواقية والأبيقورية ..... ألخ؛ وفيها أكبر وأهم مكتبة في العالم "مكتبة الإسكندرية القديمة " ؛ حدث ان تهرأ حذائه من كثرة المشي ؛ فتوجه إلي أسكافي يدعي "أنيانونس" أو "حنانيا" ؛ وبينما هو يصلح الحذاء حدث أن دخل المخراز في يده ؛ فصرخ تلقائيا من شدة الألم قائلا "يا الإله الواحد " ؛ وهنا أخذ مارمرقس قليلا من طين الأرض وتفل عليه ؛ ثم دهن يده المصابة فشفيت في الحال ؛ وهنا تعجب أنيانوس من أين له هذه القدرة العجيبة علي الشفاء ؛ فدعاه إلي زيارة منزله في الإسكندرية ؛ وهناك عرفه تعاليم المسيحية حتي آمن وأعتمد هو وأهله كلهم ؛ وصار أنيانوس هو البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي المرقسي ؛ ثم أسس مارمرمرقس بعدها مدرسة لاهوتية لتعليم الإيمان المسيحي ؛ وعهد بإدارة المدرسة إلي القديس يسطس( 122-130م ) البابا السادس من بطاركة الكنيسة القبطية ؛ وهذه هي المدرسة التي عرفت في التاريخ المسيحي ب"عقل العالم المسيحي " ؛ و صار كثير من مديري المدرسة بطاركة للكرسي المرقسي أومانيوس (130-142 م) البطريرك السابع ؛ ومركيانوس البطريرك الثامن ( 142-151 م) وياروكلاس البطريرك الثالث عشر (231-247م ) وديونيسيوس البطريرك الرابع عشر ( 247- 264 م) .

وأستمر مارمرقس في كرازته وتبشيره بالمسيحية في مدينة الإسكندرية حتي أستشهد عام 68 م تقريبا ؛ وقصة أستشهاده كما ترويها كتب التاريخ انه بينما كان يصلي قداس العيد الفصح في ليلة 25 ابريل ؛ وتصادف أن كان في نفس الليلة عيد الإله سرابيس ؛فأغتاظ الوثنيين جدا لنشاطه ؛فهجموا علي الكنيسة أثناء صلاة العيد وربطوه بحبل ضخم ؛وجروه في شوارع وطرقات مدينة الإسكندرية ؛ وظلوا يسحبونه بعنف حتي سال دمه علي الأرض ؛ ثم ألقوه في سجن مظلم حتي صباح اليوم التالي ؛ وفي صباح اليوم التالي رجع الوثنيون مرة أخري ؛وكرروا نفس الكرة مرة ثانية ؛وهو في كل ذلك كان يصلي ويطلب لهم المغفرة . وأخيرا أستودع القديس روحه الطاهرة في يد الله ؛ونال أكليل الشهادة ؛وتعيد له الكنيسة يوم 30 برمودة .

ولقد ظل جسد القديس مرقس ورأسه معا في تابوت واحد ؛حتي عام 644م ؛ محفوظين في كنيسة تدعي بوكاليا (دار البقر) ؛وكانت تطل علي الميناء الشرقي في نفس المكان الذي أستشهد فيه مارمرقس

. وبعد الانشقاق المسكوني الذي حدث عقب مجمع خلقدونية عام 451م ؛وقعت كنيسة بوكاليا في يد الروم الملكيين (ما يقابل الروم الآرثوذكس حاليا ) وقصة انفصال الجسد عن الرأس كما ترويها كتب التاريخ ؛أنه حدث في عام 644 ؛دخل أحد اللصوص علي كنيسة مارمرقس ؛ووضع يده في التابوت ؛فأخذ الرأس وخبأها في مركبه ؛ وعندما عزمت المركب علي السير ؛لم تستطع الحركة مطلقا ؛فأمر عمرو بن العاص بتفتيشها ؛فوجد البحارة الرأس مخبأ .

فأستحضر عمرو بن العاص من كان السبب في السرقة ؛فأعترف بعد وقت بالسرقة ؛فضربه وأهانه . وسأل عمرو بن العاص عن بطريرك الأقباط ؛وكان هو البابا بنيامين البطريرك 38 ( 622- 661)وكان هاربا في أحد أديرة الصعيد فأستدعاه بن العاص ؛وسلمه الرأس المقدسة ؛ وأعطاه مبلغ عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة علي أسم مارمرقس تحفظ فيها الرأس المقدسة ؛ وتروي كتب التاريخ أن كل بطريرك جديد كان يتوجه ثاني يوم رسامته إلي الأنبوبة المحفوظ فيها رأس القديس مرقس ؛ ويقبلها ؛ ويغير الكسوة القديمة بكسوة جديدة ؛ وهكذا يتبارك البطريرك الجديد من رأس القديس مرقس ؛ولهذا السبب يدعي خليفة مارمرقس الرسول . 
نشرت بجريدة الشروق يوم الأحد الموافق 25 مارس 2012

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter