الأقباط متحدون - سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد3-3
أخر تحديث ١٢:٤٥ | الجمعة ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ | ٣ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سوريا ليست كما يراها الدكتور سعد3-3

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
سردت في المقالين السابقين مختصر لحال كلاً من مصر وسوريا ولبنان، ولتطور فكرة القومية العربية فيهما، وكيف بدأت؟ وكيف ولدت؟ وكيف خبت؟ لأصل بحضرتك بعد هذه الفرشة التاريخية المختصرة جداً جداً، والتي أتمنى ألا تكن مخلة، بل هي كذلك بإذن الله ومحققة تاريخياً بما لا جدال في أى حدث مما ورد بها لكي أصل لهذه اللحظة المفصلية والنقطة الحاسمة.
 
كتب الدكتور سعد الدين إبراهيم عالم الاجتماع الأشهر في بلادنا، يتحدث عن أن سوريا هي راعية القومية العربية، والتي كان من الممكن لها جمع العرب ولم شملهم،

وها هي تتمزق، وها هو الاستعمار يفعل بها فعلته ويدمرها ويمنعها عن حلم كان بوسع السوريين أن ينفذوه، ويومها اندهشت من رأي الدكتور سعد الدين إبراهيم، وهو الرجل القارئ والدارس لحقائق الأمور، لم أنكر في المقال الأول أن فكرة القومية العربية ترعرعت في الشام لكن احتضنتها مصر بعد أن هرب أهلها من بطش العثمانيين الذين أدركوا أن الفكرة موجهة لهم، ولتحرير بلاد الشام من براثنهم علماً بأن بلاد الشام قامت بها الكثير من حركات التحرر التي أنهت عليها الدولة العثمانية لقربها من بلاد الشام، ولضعف تلك الحركات، بعكس حركة تحرر محمد علي الذي لم يكن قومياً ولا مصرياً لكنه بحث عن رأي التاريخ فيه، وقد يكون أحب مصر لن أبحث في النوايا لكن الحقيقة المؤكدة أن من حرر بلاد الشام من العثمانيين كان محمد علي.
 
لم يقنعني الدكتور سعد بأن السوريون كانوا جادين في رغبتهم في القومية العربية والوحدة بدليل ما سقته في المقال الأول بخصوص أنهم لم يسعوا للوحدة مع لبنان، أما سعيهم الذي أشرت إليه للوحدة مع مصر كان سعي أشك في مدى مصداقيته وجديته، ورغم نجاحهم في الوحدة لكنهم هم من أفشلوها، صحيح أنهم لم يتحملوا سياسات ناصر الغير واعية ولا المدركة لطبيعة الشعب السوري التجاري بطبيعته لكنهم هم الذين قطعوا يد ناصر وكادوا يبطشوا بعامر ممثله في الأقليم الشمالي كما كانت تسمى سوريا إبان الوحدة مع مصر.
 
في الحقيقة يا دكتور إبراهيم، لو نظرت لمقالي السابق ستجد أن أكثر دولة قامت بمحاولات للوحدة والاتحاد مع دول عربية أخرى كانت مصر بل هي التي رعت واحتضنت بين جنباتها جامعة الدول العربية، وهي التي وضعت ميثاقها، وهي التي حاول النحاس أن يجعل منها كيان أقوى لكن سيطرة الاستعمار

على الكثير من الدول المشاركة بالجامعة حينها أخرج الجامعة بالوضع الضعيف الذي هي عليه من وقتها وحتى الآن، ما يعني أن المصريين كان لهم أكبر الفضل والدور في محاولات جمع العرب تحت راية واحدة ولو بشكل كونفيدرالي أو وحدوي من خلال منظمة كجامعة الدول العربية، لكنهم فشلوا لأسباب

كثيرة، فكيف لك يا سيادة العالم الجليل أن تنكر كل هذا وتراهن على حصان خاسر كان ساسته كل همهم السلطة والتسلط على بلادهم، ومتى نظروا للخارج نظروا للبنان بنظرة المحتل، كما نظر لهم الكثير من أهل لبنان، والدليل ما فعلوه بحق اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان، أين ضمائركم يا صفوة مصر أفلا تنصفوا بلدكم لكي ينصفها الآخرون!؟.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter