الأقباط متحدون - إفتكاسات حول الانتخابات
أخر تحديث ١٩:٤٦ | الأحد ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ | ٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إفتكاسات حول الانتخابات

بقلم : فاروق عطية
توفى نائب مجلس النواب عن دائرة مسفط رأسى (مديبة طهطا مديرية جرجا)، فرأيت أن أشارك فى اختيار العضو البديل خاصة بعد امتلاكى بطاقة انتخابية لأول مرة في حياتي, متمنيا تحقيق مجد الحزب الذي أحبه واستمرار وجوده في الحكم ولكن دائما ما يوقف عمل البرلمان بعد حصول حزبي المفضل علي الأغلبية. تقدم للانتخاب ثلاث من زملاء الدراسة وأصدقاء الطفولة، أحدهم عبد الحميد عنبر نجل محمد مرتضى بك عنبر النائب الوفدى الدائم بمجلس النواب للعديد من الدورات وهو يمثل حزب الوفد العظيم، وثانيهم عمر عبد الآخر نجل عبد الرحيم عبد الآخر بك ممثلا حزب الاحرار الدستوريين المنافس التقليدى لحزب الوفد في كل الانتخابات، وثالثهم على العاطون المحامى ممثلا للجماعة المحظورة تحت ستار مستقل. ولاقتناعى وحبى منذ نعومة أظفاري بحزب الوفد، وعشقى لزعماء الوفد الخالدين سعد باشا زعلول "طيب الله ذكره" وحبيبنا مصطفي النحاس باشا، قررت أن أتعاون على انجاح صديق طفولتى عبد الحميد عنبر. يوم التصويت تواجدنا أنصار حزب الوفد في مقر الحزب حتي تجمع العدد الغفير المناصر وانطلقنا حاملين صور سعد زغلول باشا ومصطفى النحاس باشا وعبد الحميد عنبر "مرشح الحزب" نجوب شوارع المدينة هاتفا ويردد خلفي الجموع: يحيا الوفد، لا مرشح إلا مرشح الوفد, الوفد الوفد ولو فيها رفد. احسست بلكزة فى خاصرتى وصوت أم العربى متهكما: وفد إيه وتخريف إيه ونحن فى كندا، ورفد إيه اللي انت بتخطرف بيه هوانت فاكر انك لسه مطلعتش معاش؟ إصحى وفوق وبلاش هلوسة..! 
 
   ربما كانت هذه الهلوسات نتيجة النقاش الذي دار بيني وبين لفيف من الأصدقاء بالأمس علي كافيتيريا تيم هورتون ونحن نحتسي أكواب القهوة دَبل دَبل لذيذ الطعم, وكان نقاشنا يدور حول الآنتخابات البرلمانية في وطننا القدييم مصر المقرر إجراؤها تنفيذا لآخر بند في خارطة الطريق للديموقراطية المصرية, وتقرر أن تكون الانتخابات علي مرحلتين الأولي في بداية شهر نوفمبر وتشمل محافظات القنال الثلاث (بور سعيد والاسماعيبية والسويس) ومحافظات الصعيد يداية من الجيزة حتي اسوان جنويا, والمرحلة الثانية في بداية شهر ديسمبر وتشمل الإسكندرية والقاهرة ومحافظات الوجه البحري.   
   كنت متشائما وخائفا من حصول حزب النور السلفي الوهابي الهوي علي الأغلبية البرلمانية فتقع الكارثة ويحدث كما حدث في الفترة البرلمانية السابقة التي حصل فيها علي الأغلبية حزب الحرية والعدالة الاخواني ومعهم نسبة من السلفيين, والذي لم يدم إلا لعدة شهور رأينا فيها العجب العجاب من تصرفات لا تليق حتي في برلمانات واق الواق وبلاد تركب الحمير والبغال ولا تعرف الديموقراطية ولم تمارسها. أعضاء يرفضون الوقوف احتراما للنشيد الوطني ولا يعظمون للعلم, وأعضاء ينامون ويعلو شخيرهم تحت قبة البرلمان كأنهم في ماخور, وآخرون يثيرون موضوعات لا يقرها عرف ولا دين يريدون تمرير قانونا ينص علي الزواج بالقاصرات وآخر يبيح نكاح الزوجة المتوفاة مناكحة الوداع وغيرها من التفاهات القبيحة وأعضاء يتعاطون المخدرات وآحدهم قام ليؤذن داخل قاعة البرلمان, وآخر أجري جراحة تجميلية في أنفه وادعي أن بلطجيا اعتدي عليه وكسر أنفة وسرق منه عشرة آلاف جنيها كان قد اقترضها من خزينة البرلمان حتي لا يسددها واكتُشف كذبه, وآخر رغم الذقن المحناة التي تتدلي من وجهه والزبيبة التي تملأ جبهته والشيبة التي تملأ شعر رأسه ضُبط يمارس الرزيلة مع فتاة محجبة في سن حفيدته داخل سيارة تقف علي الطريق الزراعي وادعي أنها خطيبته, ولولا تدخل القضاء المصري الشامخ ممثلا في المحكمة الدستورية العليا والحكم بعدم دستوريته هذا البربمان الفاسد وإلغائه لصارت الانتخابات الدستورية الأخيرة في مصر لأن المتأسلمين لا يؤمنون بالديموقراطية لكنهم يستخدمون الصناديق مرة واحدة حتي الوصول للحكم بعدها لا اعتراف بالانتخابات ولا بالديموقراطية لأن الديموقراطية في عرفهم حرام وبدعة من بدع الغرب الكافر وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. 
 
   وكان لصديق وجهة نظر متفائلة يري أن الشعب قد نضج بعد القيام بثورتين عظيمتين, وهو قادر علي الفرز والاختيار الآمثل الذي يحقق التوازن بين الأحزاب وأن حزب النور لن يكون ممثلا بأكثر من 10% من الأعضاء. ولكنني عارضته مدللا بأمية أكثر من 50% من الشعب خاصة في القري والنجوع, الذين يعيشون في فقر مدقع وحزب النور يقتفي طريقة الإخوان بتوزيع السكر والزيت ولكنهم زادوا عليها الصابون والأرز. والأميون متدينون بالفطرة من السهل التأثير عليهم باسم الدين, وهم ولا يفرّقون بين التعبيرات المثارة مثل الديموفراطية والعلمانية والمدنية, وحزب النور يشيع بينهم أن الديموقراطية حرام ورجس من عمل الغرب الكافر, وأن العلمانية تعني الإلحاد والكفر بالله وتهميش الدين الإسلامي وتبيح الشذوذ الجنسي, وأن المدنية تعني السفور والتعري ومنع اطلاق الذقون ومنع الحجاب والنقاب, وللأسف القرويون يصدقون ذلك والفقراء منهم ملأت بطونهم الهبات وسوف يردون الجميل بمنحهم التأييد. 
 
   زميل آخر يدّعي أنه ليس من الإخوان ولكنه يري أنهم ظُلموا واغتُصب الحكم منهم ومن حقهم العودة بالحصول علي الأغلبية البرلمانية بدخولهم الانتخابات كمستقلين أو تحت عباءة حزب النور السلفي, وهو يري أن الشعب معظمه متدين ومنتمي للحركات السلفية والإخوانة والصوفية وسينتفض للحصول علي الأغلبية. والدستور الجديد يُقلِص صلاحيات رئيس الجمهورية ويعطي البرلمان الكثير من الصلاحيات. وعند حصول الجماعات الإسلامية علي الأغلبية البرلمانية سيتمكنون من التخلص نهائبا من حكم العسكر ويبدأون فورا في تطبيق الشرسعة الإسلامية. الكاملة. قلت له لو حدث ذلك لا قدر الله ولا كان ستتحول مصر إلي ليبيا أو  سوريا جديدة و تتمكن  داعش من البلاد ويعم قطع الرقاب والأيدي وسفك الدماء, يا صديقي مصر محمية من الله في جميع الكتب السماوية ولن يسمح من قال مبارك شعبي مصر أن يعم مصر الخراب.
 
   وحتي لا يحتدم النقاش بيننا أكثر من ذلك أشار صديق آخر قائلا أن ما يهمنا الآن كمواطنين كنديين هو الانتخابات الفيدرالية الـ 42 حتي نختار الأعضاء الصالحين للبرلمان الفيدرالي والحزب الذي يحوز الأغلبية يشكل الحكومة الفيدرالية القادمة. قال صديق آخر أنا لم أمارس السياسة هنا في كندا ولا علم لي بالأحزاب الكندية. قلت له أن أهم الأحزاب الكندية هنا ثلاث, حزب المحافظين   (كونسيرفاتفز) وهوحزب الأغلبية ومشكل الحكومة الحالية ويرأسه السيد ستيفن هاربر. والحزب الديموقراطي الجديد وهو حزب المعارضة ويرأسه السيد توم مولكير, والحزب اللبرال وهو يلي الحزب اليموقراطي الجديد في عدد أعضاء البرلمان ويرأسه السيد جوستين ترودو, وهناك حزبان آخران أقل أهمية هما حزب الكتلة الكيبيكية ويرأسه السيد جيل ديسيب وحزب الخضر وترأسه السيدة اليزابيث ماي. وأنا شخصيا أفضل حزب المحافظين لسببين رئيسيين, أولهما أن حزب اللبرال مصر علي تعليم الأطفال بدء من المرحلة الابتدائبة دروس عن الجنس وحزب المحافظين لا يؤيد ذلك, وأنا لا أريد لحفيدتي أن تتعلم هذه الوقاحات وهي صغيرة, والسبب الثاني أن حزبيّ اللبرال والديموقراطي الجديد يؤيدان ان يكون القسم للحصول علي الجنسية للمنقبات وحزب المحافظون يرفض ذلك بشدة لآنه مخالف لعلمانية الدولة ولا بد من كشف الوجه حتي يمكن التعرف علي صاحبته.
 
   وتفرع الحديث للانتخابات الأمريكية وأجمع الكل علي أن أسوأ رئيس تبوأ رياسة أمريكا كان هوالبومة أوباما, وتمني معطمنا نجاح المرشح الجمهوري دونالد ترامب رغم بعض شطحاته الانفعالية. واكتفينا بهذا النقاش وانفض الجمع.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter