الأقباط متحدون - شارم بيروت باريس
أخر تحديث ١٦:٣٦ | الاثنين ١٦ نوفمبر ٢٠١٥ | ٦ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

شارم بيروت باريس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
باريس إسقاط الطائرة الروسية أو سقوطها لا يهم كثيراً، فالنتائج المترتبة على هذا الحدث تساوت بين السقوط والإسقاط، ولأني لست من هؤلاء الذين يعرفون التايهة ولا ينجمون الغيب ولا يرجمون الخاطئ أو الخاطئة إلا إذا كانوا خطأه في حق الوطن، فلن أعقب كثيراً على مسألة الطائرة الآن، فنحن بصدد أمرين آخرين أكثر خطورة وهو إصابة قلب بيروت إصابة مباشرة مست أمنها وأمانها ثم إصابة باريس إصابة نجلاء تترنح على إثرها بين نظرة الشامتين أو المترقبين لتعليق لندن رحلاتها لباريس مثلاً أو منع روسيا الرحلات القادمة من إير فرانس أو أن تعلن إنجلترا عن أن المسبب في تفجيرات باريس قنبلة وضعت في بطن باريس.
 
أعرف أنه لا سخرية في الموت، لكن السخرية من ساسة ربوا الإرهاب فالتف على رقاب شعوبهم وكاد أن يقتلهم حتى أنهم أُجلوا من الاستاد خوفاً عليهم، ألمانيا توقف سيارة متجهة لفرنسا على متنها ترسانة سلاح قبل الحادث بأسبوع، يعني الكل ملطوط في الجريمة المخطط لها على أعلى مستوى، أنتظر كاميرون الذي خشى على مواطنيه من السفر لشارم وكاد يجليهم من شارم بالطائرات العسكرية وهو يتوجه لباريس مشاركاً في مسيرة أخرى لمناهضة الإرهاب كالتي تم السير بها على إثر حادث شارل إبدو، واشترك فيها الكثير من زعماء العالم، أنتظر بوتين يكفكف الدمع الفرنسي الساخن بقرار من عينة قراراته حيال مصر بأن يجلي سياحه الروس من باريس.
 
كل ما تقدم المختص بباريس يمكن خلعه بالضرورة على بيروت فهي الأخرى مدينة سياحية من طراز فريد لم يمنع أحد رحالات طيران شركات بلاده الوطنية لها لم يحاول أحد الزعماء الروسي أو الإنجليزي إجلاء رعاياه لم تعلن إنجلترا عن أنها لديها معلومات استخباراتية عن أي شيء يتعلق بالأحداث كله صامت يدمع على باريس وبيروت لكنهم يطعنوا شارم ويطعنوا أهل مصر.
 
ببساطة يا سادة، شارم وبيروت وباريس ثلاث مدن سياحية، الثلاثة تعرضوا لأعمال إرهابية، على فرض أن الطائرة تم إسقاطها لكن التعامل مختلف بين الأولى من ناحية والثانية والثالثة من ناحية أخرى، مع أن الأعمال الإرهابية في الثانية والثالثة أكثر وضوحاً، ولا تحتاج انتظار التحقيقات، قولوا لي لماذا هذا الاختلاف والكيل بمكاييل كثيرة، قولوا لي لماذا الاستنفار لضرب السياحة في أكثر ثلاث مدن سياحية من جانب الإرهابيين؟ والاستنفار لضرب السياحة في أهم بلد سياحي من جانب زعماء العالم الذين يتوقع مساندتهم لباريس ولبيروت بعكس موقفهم من شارم والمصريين.
المختصر المفيد من يربي حية تلدغه.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter