تشهد مدينة هايدلبيرج الألمانية على مداري الأيام المقبلة تشغيل أول جهاز من نوعه لعلاج السرطان .
ويعتمد هذا الجهاز على أيونات الكربون، ومن المنتظر أن يمنح العلاج أملا جديدا لمرضى السرطان، وخاصة من يعانون من أورام عميقة في الدماغ أو العمود الفقري.
ونشر المركز الألماني للإعلام التابع للسفارة الألمانية بالقاهرة، أنه نقلا عن صحيفة «أوجسبورج ألجماينه» الألمانية، فلقد أصبح من الممكن استخدام هذا التقنية في ألمانيا، وتحديدا في مشفى هايدلبيرج الجامعي، ما يعطي أملا لكثير من المصابين بهذا المرض الخبيث في الشفاء، وخاصة لمرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الشعاعي التقليدي ولم تتحسن حالتهم، على حد قول وزير العلوم في ولاية هيسن هيس بوريس راين.
وتابع :«توصل باحثون ألمان، إلى ابتكار تقنية حديثة لعلاج بعض أنواع السرطان، وتعرف بتقنية (ماربورج للعلاج بالجزيئات المشعة)، وتعتمد هذه الطريقة على استخدام أيونات الكربون على شكل أشعة دقيقة ومحددة، لكن التكاليف العالية للجهاز الإشعاعي حالت دون إمكانية البدء بالعلاج وفق هذه التقنية».
وأوضح المركز أن «مرض السرطان يعد من الأمراض التي لازالت دون دواء ناجع، وهذا المرض، الذي يوصف بـ(الخبيث)، له أشكال وأنواع مختلفة، ما يجعل طرق علاجه مختلفة، وترتبط بنوع الورم».
وتتميز هذه الطريقة في العلاج، في تسديد الجزيئات بدقة متناهية وبسرعة عالية جدا إلى الخلايا المصابة دون أن تلحق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة بالورم. وتنطلق أيونات الكربون من «معجل الجزيئات» بسرعة عالية مع القدرة على التحكم في سرعة الانطلاق وعدد الأيونات لعلاج الأورام حسب عمقها وحجمها.
وقال الدكتور يورجن ديبوس، مدير مركز ماربورج للعلاج باستخدام الأيونات إن هذه الطريقة مثالية لعلاج الأورام العميقة والتي تكون الأنسجة المحيطة بها حساسة جدا، كأورام المخ والعمود الفقري. ويترك العلاج بأيونات الكربون علامات في الأجزاء التي تعرضت للإشعاع، بحيث يمكن للطبيب المعالج تمييز الأجزاء التي عولجت من قبل وتفريقها عن الأنسجة السليمة.
ويأمل ديبوس، أن يعالج هذا الجهاز 700 مريض سنويا، علما أن تشغيل هذا الجهاز يتم تحت إشراف فريق مكون من 50 شخصا، من بينهم أطباء وفيزيائيون ومهندسون
وتابع :«التدخين هو عدو الإنسان الأول، إذ يعد سببا رئيسيا للإصابة بأمراض السرطان. نحو 22 بالمائة من حالات الوفاة بسبب السرطان في العالم هي بسبب التدخين. وتكمن خطورة التدخين في أن الشخص المدخن يستنشق أكثر من 500 مادة كيميائية تزيد نسب الإصابة بالسرطان.
ولا يقتصر الخطر على استنشاق التبغ فحسب، بل حتى الأنواع التي تُمضغ تسبب أضرارا جمّة. كما أن غير المدخنين من المستنشقين للدخان يتعرضون لخطر الإصابة بالسرطان.