الأقباط متحدون - تمويل «شركة داعش»
أخر تحديث ٠٣:٠٣ | الاربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ٨هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تمويل «شركة داعش»

د.محمود خليل
د.محمود خليل

داعش شركة أكثر منها تنظيماً، والشركة تتأسس على مفهوم التمويل حتى تستطيع توفير المرتبات اللازمة للعاملين بها، نظير أداء المهام المطلوبة منهم، بالإضافة إلى الإنفاق على الأنشطة والعمليات التى تقوم بها، يضاف إلى ذلك بالطبع جنى الأرباح. وداعش شركة عولمية، تنتمى إلى ذلك النوع من الشركات الذى يعرف بـ«الشركات متعددة الجنسية»، ولا أجدنى بحاجة إلى تذكيرك بأن «داعش» يضم فى بعض التقديرات عناصر تتوزع على 80 جنسية، وقد صرح رئيس الوزراء الفرنسى، فى إطار سعى حكومته لاكتشاف الكيفية التى تمت بها مذبحة «باريس»، والعناصر المشاركة فيها، أن المذبحة تم التخطيط لها فى سوريا، وانطلقت من بلجيكا، وتم تنفيذها فى فرنسا!.

نحن نتحدث عن شركة عابرة للقوميات، لا نستطيع أن نقول إن العاملين بها تجمعهم فكرة واحدة، تتمثل فى إقامة الخلافة الإسلامية، أو التحرش بقوى وأنظمة استبدت بهم، أو إيجاع دول بينهم وبينها خصومة تاريخية، إننا أمام شركة يعمل فيها الشرقى والغربى، والشامى والمغربى، بهدف واحد هو الحصول على مقابل مالى نظير القيام بالأعمال التى توكل إليهم، وقد لا يكون من المبالغة أن نقول إن من يعمل فى صفوف «داعش» هو ببساطة «قاتل أجير»، ينفذ عمليات قتل مقابل الحصول على أجر. ووفق بيانات بثها المرصد السورى لحقوق الإنسان، يتقاضى المقاتل السورى الأعزب فى «داعش» راتباً شهرياً مقداره 400 دولار شهرياً، وإذا كان متزوجاً، فإنه يتقاضى مبلغاً إضافيا قدره 50 دولاراً عن كل طفل، و100 دولار عن كل زوجة، كما يتم تأمين مسكن له، بالإضافة لتأمين وقود لسيارته من محطات الوقود التى يديرها التنظيم. ويحصل المقاتل غير السورى، بالإضافة إلى البنود السابقة على بدل هجرة قيمته 400 دولار.

ومصادر دخل «الشركة الداعشية» متعددة ومتنوعة، أولها ما تغنمه من مغانم مالية وأسلحة نتيجة انقضاضها على المدن والبلدان والاستيلاء على ما فيها ومن فيها. وأخطر مصدر للدخل فى الأراضى التى سيطرت عليها «داعش» يتمثل فى البترول الذى تمد العديد من الدول يد المساعدة إلى «الشركة الداعشية» لتصريفه، من بينها تركيا، بل ونظام بشار الأسد نفسه، كما أشارت بعض التقارير، يضاف إلى ذلك ما تحصل عليه الشركة ممن يرون أنها تقوم بأدوار فى قتل أعدائهم، سواء كانت دولاً أو أجهزة تابعة لدول تقدم لها الشركة بعض الخدمات، أضف إلى ذلك ما يتم نهبه من البنوك فى المناطق التى يستولى عليها الدواعش، وجمع أموال الزكاة والصدقات. ومن الطبيعى بعد كل ذلك أن تتمكن الشركة من تحقيق فوائض تدخل بالطبع فى حساب الأرباح.

إنها شركة بالمعنى الكامل لهذه الكلمة، شركة لها مدخولات ومصروفات وأرباح ومكاسب، ولها أيضاً العديد من الرعاة، وهى تحاول باستمرار التعظيم من مصادر دخلها، وتحرص على فتح أفرع لها فى مناطق متعددة، وتجتهد فى فتح أسواق جديدة لتوزيع خدماتها، وعندما تجد أن بضاعتها كسدت فى مكان فإنها تتحرك بسرعة إلى مكان آخر، وهى فى كل الأحوال تتحرك بالأداء نفسه داخل كل الأفرع، ومنتجها واحد فى كل الأحوال، ومواصفاته موحدة، تخضع لنظام «أيزو داعش»!.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع