يرى كل مشاكل مصر بعيون اقتصادية.. وأن الحكومة "فقيرة فكريا وغير ذكية"
كتب - نعيم يوسف
توفى منذ ساعات الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي الشهير، إثر أزمة قلبية تعرض لها خلال تواجده في النادي الأهلي، بمدينة نصر، حيث كان يؤدي رياضته المفضلة وهي الجري مع أصدقائه، حيث خضع لإسعافات أولية من جانب طبيب النادي الذي اصطحبه في سيارة الإسعاف بعدها إلى مستشفى الطيران بمدينة نصر، لكنه فارق الحياة في غرفة الإنعاش.
يُعرف الدكتور صلاح جودة بتحليلاته البسيطة وسرعة بديهيته وأسلوبه الساخر وحلوله الساحرة السريعة لأعقد مشكلات مصر، والتي يطرحها بأسلوب بسيط يستطيع الوصول به للمواطن العادي، الأمر الذي جعله نجما على الفضائيات مقربا للبسطاء، على الرغم من أن التحليلات الاقتصادية بصفة عامة ليست محببة للمواطن المصري.
قدم الدكتور صلاح جودة، في أخر حلقات برنامج "نشرة المصري اليوم من القاهرة والناس"، الأحد الماضي، والذي كان ضيفا دائما عليه، "روشتة علاج" لإصلاح الجهاز الإداري للدول، المكون من سبعة ملايين موظف، بينهم 6.5 مليون موظفين ثابتين، وحوالي نصف مليون يعملون بعقود مؤقتة.
قال الخبير الاقتصادي إن الجهاز الإداري للدولة لدية ترسانة قوانين من 401 تشريع، وبالتالي فإن الموظف بإمكانه أن يستخرج من القانون ما يسمح بتمرير الطلبات التي أمامه، وأن يوقفها أيضا بنفس هذه القوانين، لافتا إلى أن إصلاح الجهاز يأتي من خلال إلغاء هذه الترسانة من القوانين، ووضع نظام لوجيستي إلكتروني، لا يتم التعامل فيه بين المواطن والموظف مباشرة، ولكن يتم عن طريق الانترنت وأجهزة الكومبيوتر، فمثلا يتم تسعير جميع الأراضي، ومن يريد شراء قطعة أرض يكون سعرها معروف ومحدد سلفا، دون أن ينزل أحد الموظفين مع المشتري لمعاينة الأرض.
ترأس الدكتور صلاح جودة في الفترة الأخيرة مركز الدراسات الاقتصادية وتولى منصب مساعد رئيس حزب المحافظين للشؤون الاقتصادية، وكان مثيرا للجدل، طوال فترة حياته، حيث أنه قدم حلولا سريعة وعملية لأصعب مشكلات مصر، وأبرزها أزمات الدولار والأزمات الاقتصادية، وكان يرى كل المشاكل بعيون اقتصادية، حيث يؤمن أن الأصل في المشاكل هو المرض الاقتصادي، أما السياسة فهي "عرض"، لافتا إلى أن مطالب المصريين فى الثورة منذ 25 يناير وما بعد ثورة 30 يونيو، مطالب اقتصادية بنسبة 75%، متمثلة في مطالب "عيش، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية"، ولا تضم سوى عنصر سياسي واحد وهو "الحرية".
ويرى "جودة" أن الإدارة في مصر فقيرة فكريا، وغير ذكية، وليس في الموارد، مشيرا إلى أن الدولة تبيع المدافن "التربة" بـ80 ألف جنية في الوقت الذي تتم جنازة الفرد بـ2000 جنية فقط، مستنكرا أن يتم دفن الشخص الذي يدفن بـ2000 في تربة بـ80 ألف جنية.
مطلع "مايو" عام 2013، قالت سفارة الاتحاد الأوروبي لدى مصر إن الخبير الاقتصادي صلاح جودة لا يمثل أي مؤسسة تابعة للاتحاد أو أي من الوفود المختلفة، ويتبرأ من كل تصريحاته، والتي تمثل شخصه فقط وليس الاتحاد، وذلك بعد أن كان يقدم نفسه على أنه المستشار الاقتصادي للمفوضية الأوروبية الدولية.