يحتل القديس أثناسيوس، البطريرك رقم عشرون في سلسلة بابوات الإسكندرية، مكانة كبيرة جدا، ويطلق عليه ألقاب مثل "الرسولي" نسبة إلى اعتباره ضمن رسل المسيح أنفسهم، و"حامي الإيمان"، نظرا لأنه من أهم الشخصيات التي حافظت على الإيمان -من وجهة نظر الطوائف الأرثوذكسية-. 

 

وُلد القديس أثناسيوس، من أبوين وثنيين، غير مسيحيين، عام 295 ميلادية، وفي طفولته شاهد بعض الأطفال المسيحيين يقومون بتمثيل الطقوس المسيحية فجعلوا البعض منهم قسوسًا والبعض شمامسة وأحدهم أسقفا فطلب أن يشترك معهم فمنعوه قائلين: أنت وثني ولا يجوز لك الاختلاط بنا فقال لهم: أنا من الآن نصراني ففرحوا به وجعلوه عليهم بطريركًا وأجلسوه في مكان عال وصاروا يقدمون له الخضوع واتفق عبور البابا الكسندروس في تلك الساعة فلما رآهم علي هذه الحال قال للذين معه عن أثناسيوس لابد أن يرتقي هذا الصبي إلى درجة سامية يوما ما، وذلك حسب موقع القديس تكلا هيمانوت. 

 

بعد موت والده، وتحول والدته إلى المسيحية جاءت به والدته إلى البابا ألكسندروس، فعلمه أصول الدين المسيحي وعمدهما فقاما بتوزيع ممتلكاتهما على الفقراء ومكثا عند البابا، الذي رسم الطفل شماسا وجعله سكرتيرا خاصا له فيما بعد، واُختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 للشهداء بعد نياحة البابا الكسندروس.

 

تعلم الرهبنة والنسك على يدي الأنبا أنطونيوس، أب الرهبان، وبعد أن صار بابا للإسكندرية رسم أول مطرانا لإثيوبيا، وقد نُفي عن كرسي البطريركية خمسة مرات، وقيل له ذات مرة: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس"، فرد قائلا: "وأنا ضد العالم"، وقد كان له دورا كبيرا في محاربة بدعة أريوس والأريوسيين، ووضع الجزء الأول من قانون الإيمان المسيحي، الذي يؤمن به المسيحيون حتى الآن، ويعتبر قانونا للطوائف الأرثوذكسية. 

 

ألف البابا أثناسيوس عدة كتب لمناهضة الأريوسية، وكان أول بطريرك يرتدي الزي الرهباني، على يد الأنبا أنطونيوس، ثم تنيح بسلام بعد رئاسته للكنيسة 45 عاما، وتعيد له الكنيسة في  في السابع من شهر بشنس.