الأقباط متحدون - لمغالطات التاريخية لشيخ الأزهر
أخر تحديث ٠٤:٣٣ | السبت ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ | ١١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لمغالطات التاريخية لشيخ الأزهر

بقلم : د. وجدى ثابت غبريال 
فى جهل كامل بالتاريخ الاوروبى أكد شيخ الأزهر ان التقرب من الديانة المسيحية فى الغرب تسبب فى التخلف والجهل فعندما اقترب الغرب من المسيحية فى العصور الوسطى تخلفوا وعندما ابتعدوا عنها تقدموا فى عصر النهضه و عصر التنوير ، بينما العكس هو الصحيح بالنسبه للاسلام و المسلمين : انهم تقدموا فى العصور الوسطى اذ اقتربوا من الاسلام و حين ابتعدوا عنه فارقهم التقدم !!!!
 
ردا على ذلك بإختصار فى نقطتين فقط :
اولا. لم تكن العصور الوسطى الأوروبية عصور اضمحلال كما هو شائع فقط عند الجهلاء الذين لا يقرأون الا "بلغة الحيزبون" و غير قادرين على التثقف باى لغة من لغات الثقافه الاصيلة اى اللاتينيه كالاسبانيه و الايطاليه و الفرنسيه . فليس ذنبنا انهم حددوا ثقافتهم و اتساع معرفتهم بثقافه واحده و لا يدروا اى شئ عن الثقافات الاخرى . و على الرغم من ان شيخ الازهر حصل على درجه علميه من فرنسا الا انه مثل غيره من المبعوثين غير قادر على استيعاب جذور الثقافه الفرنسيه و لغتها حتى اليوم و لا حتى قادر على التعبير بها بطلاقة . فلو قرأ لعرف ان العصور الوسطى فى فرنسا التى ارتبطت بالمسيحية قد شهدت تشييد اكبر الكاتدرائيات و تطوير فن و أسس البناء و الزخرف المعمارى من الطراز الجوطى ، و فن النحت ، كما شهدت تطويرا هائلا فى تصنيع الماكينات الزراعيه لاول مره ، و ظهور ارهاصات التصنيع و آليات الميكنه الاولى، ومنها الطباعه فى صورة بدائيه، و لا نغفل النهضه العلميه غير العاديه بالنظر الى الحقبه التى نشأت فيها اول جامعات فى اوروبا فى القرن الخامس عشر بفرنسا، هذا فضلا عن نشأة صور للادب الفرنسي و كتابات باللاتينيه ابرزت حجم الثقافه و الفلسفه الاوروبيه و من اهم رموزها على وجه الاطلاق سان توماس الاكوينى وهو من اكبر فلاسفه هذه الحقبه و كان راهبا فى دير الدومينيكان. فالحقبة المسيحيه التى سيطرت على القرون الوسطى كانت حقبة ثراء فكرى و حضارى فى اوروبا على عكس ما هو شائع عند جهال قومنا .
 
ثانيا . اما عن عصر النهضه (من القرن ال XV -XVII) فهو يسبق عصر التنوير الذى بدأ فى القرن الثامن عشر ! و لا يمكن الخلط بينهما. ففى عصر النهضة مازالت اوروبا مسيحيه و معظم تابلوهات فنانى تلك الحقبة تعبر عن الفن المسيحى و ارتقاء الفن فى ذلك الوقت لارتباطه بتمثيل الحقبة و الشخصيات المسيحية . و هذا على النقيض التام لما أكده جهل شيخ الازهر. انها حقيقة تاريخية بديهية يعرفها الجميع فى اوروبا. تماما كالحقيقة التى تليها : أن الذى ثارت عليه اوروبا فى القرن الثامن عشر ( اى فى عصر التنوير ليس فى عصر النهضه يا فضيلة الشيخ ) هو سلطان الدين داخل الدوله و اختلاط الدين بالسياسه و سطوة الكنيسة على نظام الحكم و ضرورة الفصل بين الدين و الدوله و ان مصدر التشريع هو العقل الانسانى و ليس الدين و أن العقل وحده هو المصدر الملهم للقانون و ان قواعد العدالة و القانون الطبيعى يكشف عنها العقل و ليس الدين !!! هذا هو عصر التقدم الذى تشير اليه يا فضيلة الشيخ ! فهل ترضى به فى مصر ؟ أجبنا ! و إلا لما كانت كل تلك الحرب حول المادتين الثانيه و الرابعة من الدستور ؟ اليست كل هذه الافكار هى عكس ما ينادى به الاسلاميون بما فى ذلك شيخ الازهر ذاته.
 
فى الختام ، الجهل هو مرض اكبر علماء مصر و لكنه لن يقتلها. 
الداء القاتل هو انعدام الرغبة فى التعلم و تقصى المعرفة و التمسك بالخطأ الشائع و تفضيله على الصواب المهجور ، من أجل حماية كبرياء زائف و زهو فارغ و التشدق بماض قد درس كل من صنعوا أمجاده أضطهدوا و حوربوا و طردوا من شارع الى رواق ! 
كفى عبثا بعقول المصريين 
كفى عبثا بالثقافه 
و خصوصا كفى عبثا بالتاريخ
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع