بقلم : محمد أمين | الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ -
٠٤:
١١ ص +02:00 EET
محمد أمين
لست مع الذين قدموا بلاغاً فى عبدالمنعم أبوالفتوح.. للأسف جعلوا منه بطلاً.. بينما لا يستحق دور البطولة.. ده واحد فاضى.. عامل زعيم معارضة.. المعارضة التى يفهمها لا تدخل انتخابات، ولا تطرح حلولاً.. لكنها تشتغل فى التلقيح فقط، وتتخصص فى السخرية والتلسين.. معارضة من هذا النوع لم تسمع بها الأمم، لأنها تعتمد على المكايدة وقلة القيمة، ولا تعرف أصلاً غير انتخابات الرئاسة، مع أنه فاشل بالثلث!
مع احترامى للذين استفزهم تصريحه السخيف، لماذا نقدم فيه بلاغاً يتاجر به؟.. لماذا نصوره على أنه بطل قومى؟.. كنت أرجو أن يتمهل الجميع، لأن صاحبنا سوف يقول إنه يُحاكم بسبب رأيه.. وهو غير صحيح.. وربما يقول إن مصر تضيق به، وبغيره، مع أنه لا يرفع سلاحاً ولا يُشهر سيفاً.. الحكاية سوف تصبح تجارة.. كنت أيضاً أتمنى أن تتجاهله نيابة أمن الدولة، خاصة أنه لا يمثل جبهة معارضة، ولا أى تكتل له وزن!
دعوة أبوالفتوح لإجراء انتخابات مبكرة طلقة فشنك.. حلاوة روح.. ليست مثل دعوة جبهة الإنقاذ ضد مرسى.. كان هناك شارع يغلى وجبهة تعبّر عنه.. الآن لا شىء غير «منعم» وحيداً شريداً طريداً.. منبوذاً من جماعته الأصلية، ومنبوذاً من الثوار أيضاً.. الرجل بيعمل حركات يعنى.. شعر بأن كل شىء انتهى.. الدولة تستكمل خارطة الطريق بالانتخابات.. فهل كان يهلل، أو يقول برافو يا «سيسى» يا حارق دمهم؟!
يكفى أبوالفتوح أن يشعر بالعزلة.. ويكفى أن يعرف رد الفعل الشعبى على تصريحاته.. هناك عاصفة رفض غير مسبوقة لما قاله.. لا تعطوه شرف التحقيق معه.. اتركوه ينزل انتخابات المحليات سيعرف حجمه، ويعرف حجم المعارضة التى يدَّعِى تمثيلها.. سيعرف حجم التيار الذى يتزعمه.. انتخابات رئاسية مرة واحدة؟.. دى كانت غلطة يا منعم.. أين أنصارك فى مجلس النواب؟.. هل كنت تجرؤ على خوض الانتخابات؟!
ما قاله أبوالفتوح شىء عادى.. هؤلاء لا يعرفون خيانة الوطن.. لا يفهمونها..هل نسيتم أنه تربى فى جماعة شربت لبن الخيانة؟.. هل نسيتم أنه ترقى حتى صار نائب مرشد؟.. ما الجديد يعنى؟.. أليست جماعته الأم قد رضعت خيانة؟.. ألم تنشأ على يد الاحتلال؟.. هل ظننتم أنه تغير لأنه ترك جماعة البنا؟.. اتركوه سوف يموت وحده.. سوف يطويه الزمن مع جماعته.. فلا تحققوا معه، ولا تسألوه عن أى شىء!
دعوه يتقيأ، فلن يحرق مطرحه.. هل كنتم تطمعون أن يقول هو وجماعته إن البلاد تُدار بطريقة حكيمة؟.. معاذ الله.. بلادنا تُدار بطريقة خطأ وعاجبنا.. لا يعجبه أنها متماسكة.. لا يعجبه أنها لم تفتح بابها للتتار من جماعته الإرهابية، ولم تفتح بابها لأنصارهم من الدواعش.. حين يهاجمنا أبوالفتوح فنحن صح.. لا تقدموا بلاغات ولا تحاكموه.. لا تعطوه هذه الفرصة.. الحكاية وما فيها أنه زهق من القعدة، فراح يمارس الهرتلة!
عندما يهاجمك «أبوالفتوح» فأنت صح.. الدولة التى يعرفونها تشبه سوريا واليمن وليبيا.. إذا كانت مصر هكذا تُدار بطريقة خطأ عاجبنا.. مفهوم أنها أفلتت من أيديكم.. تَبَّت كل أيديكم.. كيف كنا ننتظر منكم كلمة حق، بينما سقط المشروع الإخوانى بالضربة القاضية؟.. فلا تعطوه الفرصة، ولا تجعلوا منه بطلاً.. صدقونى!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع