الأقباط متحدون - أحمد ماهر... دبلوماسي مخضرم و47 عامـًا بالعمل الدبلوماسي
أخر تحديث ٠٢:٠١ | الجمعة ١ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢١ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٢ السنة السادسة
إغلاق تصغير

أحمد ماهر... دبلوماسي مخضرم و47 عامـًا بالعمل الدبلوماسي


بقلم: مادلين نادر
 دبلوماسي مخضرم؛ قضى ٤٧ عامـًا في خدمة الدبلوماسية المصرية، وقالت عنه وزارة الخارجية في بيانٍ رسمي أصدرته بعد وفاته: إنه سيظل عَلمـًا من أعلام هذه المؤسسة الوطنية الرائدة، ونموذجـًا للدبلوماسي القدير الذي تفانى في خدمة "مصر" من مختلف المواقع التي عمل فيها والمناصب التي تقلدها، وقد تخرجت على يديه كوادر عليا من قيادات الوزارة.
 إنه "أحمد ماهر" وزير خارجية مصر السابق، والذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2001 وحتى عام 2004م، وذلك قبل الوزير الحالي "أحمد أبو الغيط"، وخلفـًا لـ"عمرو موسى"؛ الذي ترك المنصب بعد اختياره أمينـًا عامـًا لـ"جامعة الدول العربية".

 ويعد "ماهر" هو رابع وزير خارجية خلال حكم الرئيس "مبارك"، منذ عام 1981م، كما شارك في مفاوضات "كامب ديفيد" للسلام عام ١٩٧٨، كما شارك أيضـًا في مباحثات استعادة "طابا" عام ١٩٨٨، وعمل أيضـًا بمكتب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي منذ عام ١٩٧١ وحتى عام ١٩٧٤.
 وقد عمل "ماهر" إلى جوار ثلاثة من أبرز رموز الدبلوماسية المصرية، وهم: "محمد حافظ إسماعيل"، مستشار الرئيس "السادات" للأمن القومي، و"محمد إبراهيم كامل"، وزير الخارجية الذي حصل على شهرة واسعة بتقديمه استقالته للرئيس "السادات" في أجواء توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" عام ١٩٧٨، و"بطرس غالي"، أثناء توليه منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، رغم الاختلاف المنهجي بين الدبلوماسيين الثلاثة.

الراحل الدبلوماسي أحمد ماهرنشأته:
 وُلد "أحمد ماهر" في ١٤ سبتمبر عام ١٩٣٥، وحصل على ليسانس الحقوق من "جامعة القاهرة" عام ١٩٥٦، وحمل رقم ٧٤ في قائمة وزراء خارجية "مصر"، وهو رابع وزير خارجية منذ تولي الرئيس "مبارك" رئاسة الجمهورية في أكتوبر من عام ١٩٨١، حيث سبقه في هذا المنصب كل من "كمال حسن علي"، والدكتور "عصمت عبد المجيد"، و"عمرو موسى"، وذلك قبل أن يخلفه في المنصب وزير الخارجية الحالي "أحمد أبو الغيط".
 وقد تدرج "ماهر" في وظائف السلك الدبلوماسي؛ حيث بدأ حياته المهنية بدرجة "ملحق دبلوماسى" عام ١٩٥٧، وفي هذا العام شارك في اجتماعات لجنة الشؤون البريطانية والفرنسية والأسترالية، ثم رُقيّ بعدها إلى درجة سفير، وتنقل بين السفارات المصرية في "كينشاسا"، و"باريس" و"القنصلية العامة بزيوريخ والبرتغال ثم بلجيكا"، كما كان أحد الشخصيات التي شاركت في مباحثات التسوية في "كامب ديفيد" عام ١٩٧٨، ثم شارك في "مباحثات طابا" عام ١٩٨٨.

محطات في حياته:
 ومن أهم المحطات الأخرى التي عمل بها "أحمد ماهر"؛ سفيرًا لـ"مصر" في "موسكو" و"واشنطن"، كما عمل أيضـًا بمكتب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي منذ عام ١٩٧١ وحتى عام ١٩٧٤، ووصفه "حافظ إسماعيل" -مستشار الأمن القومي في عهد "السادات" في مذكراته- بأنه كان شابـًا رائعـًا، وتولى مهامـًا خطيرة في المباحثات الاستراتيجية مع وزير الخارجية الأمريكى "هنري كيسنجر" عام ١٩٧٣.
 كما عمل "ماهر" مديرًا لمكتب وزير الخارجية من عام ١٩٧٨ حتى عام ١٩٨٠، وعُرف بإجادته الفرنسية، والإنجليزية، والألمانية، والبرتغالية.
 كما قام "ماهر" بصياغة خطاب الرئيس الراحل "أنور السادات" إلى الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" فى يوليو ١٩٧٨؛ باللغة الإنجليزية، والذي تضمن رفض "مصر" دعاوى "بيجين" بشأن رفض عودة "العريش"، و"جبل سيناء" للسيادة المصرية؛ مما يجهض مبادرة "السادات"، وذلك في صياغة محكمة تؤكد الحقوق المصرية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وهي الصياغة التي أشاد بها رئيس مجلس الشعب الأسبق "سيد مرعي"، ووزير الخارجية في وقتها الراحل "محمد إبراهيم كامل" في كتابه "السلام الضائع في كامب ديفيد".

تعرضه لحادث اعتداء:
 تعرض "ماهر" لحادث اعتداء من قِبل عناصر متطرفة من "حزب التحرير" بالأحذية، وذلك أثناء زيارته لـ"المسجد الأقصى" في ديسمبر ٢٠٠٣، لكن "ماهر"  أجهض مبكرًا محاولات تحريض المصريين ضد الشعب الفلسطيني ودفع "القاهرة" للتخلي عن القضية الفلسطينية، معلنـًا أن المعتدين لا يمتون بصلة للشعب الفلسطيني، وأن الحادث كان مجرد "حماقة لا يود أن يعطيها أكثر مما تستحق".
 وكان "أحمد ماهر" يشغل حتى رحيله منصب رئيس مجلس إدارة "جمعية الشرطة والشعب لمصر"، والتي تهدف إلى تحسين العلاقة بين الشرطة والمواطن، وكانت الجمعية تطالب المواطنين بتقديم اقتراحاتهم لتحسين العلاقة بين الشرطة والمواطن دون ترك اسمه أو أية بيانات عنه؛ بشرط أن يكون مصريـًا.

وفاته:
 تُوفيَّ وزير خارجية مصر السابق "أحمد ماهر" يوم الإثنين 27 سبتمبر 2010م، عن عمر يناهز الـ75 عامـًا، إثر أزمة صحية مفاجئة نُقل على أثرها إلى مستشفى "قصر العيني الفرنسي".
وكان آخر المناصب التي تولاها "أحمد ماهر" قبل أن يتولى زمام الخارجية المصرية هو منصب "مدير صندوق المعونة العربي في أفريقيا"، والتابع لـ"الجامعة العربية" ومقره "القاهرة".


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter