الأقباط متحدون - السوفالدى متهم أم برىء؟
أخر تحديث ٠١:٤٥ | الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٤ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السوفالدى متهم أم برىء؟

حمدي رزق
حمدي رزق

تلقيت عدة رسائل تجتهد فى الإجابة على سؤال طرحناه: هل تحور فيروس سى؟ وأنشرها هنا تباعا من باب الأمانة العلمية، وفتح المجال لمناقشة قضية خطيرة تمس حياة نحو 7 ملايين مصرى مهددين بفيروس سى الذى بات أحد الهموم الرئاسية، ويلزم وضع النقاط فوق الحروف لعل وعسى نخفف ألماً أو نثبت حقاً او نكشف فساداً.

الرسالة الأولى من دكتور محمد الحسانين، استشارى الكبد ومناظير الجهاز الهضمى:

«إيماء إلى ما نُشر فى عمودكم تحت عنوان: هل تحور فيروس سى؟ أود الإشارة إلى ما يلى:

القضية ليست متعلقة بالتصنيع المحلى للدواء، أو سمعة الدواء المصرى.. لكنها متعلقة بالجزء الذى تمت التجربة عليه.. بمعنى آخر المادة الفعالة للسوفالدى التى تُعرف بـ«سوفسبفير»، وبداية اللغز إنفاق شركة «جلياد» العالمية للأدوية 11 مليار دولار على الأبحاث المتعلقة بهذا الدواء.. وهو رقم ضخم للغاية.. مما استلزم معه أن تباع علبة السوفالدى بواحد وثمانين ألف دولار أمريكى عند بداية الترويج للمنتج منذ أكثر من عام فى أمريكا وأوروبا!!

ولأن هذه الدول لها مظلة تأمين صحى، فلقد تم صرف الدواء من خلال هذا المنفذ، ولم يشعر بغلو ثمنه المواطن هناك، والسؤال البديهى الذى يطرح نفسه هنا: كيف لعقار هذا ثمنه أن يُباع بالصيدليات بألفين وستمائة جنيه عند بدء الترويج له فى مصر، (ثم انخفض الآن إلى ألف وستمائة جنيه)؟!!

هل الحداية تلقى بالكتاكيت؟! (وهو تعبير سيادتكم الشهير) هل تعتقد أن هذا العقار يعالج فعلا؟!! قالوا إن نسبة الاستجابة تصل إلى 100%.. وروجوا لهذا (بمن فيهم لجنة الفيروسات الكبدية).. ولم تجر اللجنة كما طالبت أنا وغيرى (يمكن الرجوع لتحقيق: سوفالدى متهم أم برىء؟ المنشور بجريدة الأهرام بتاريخ 16 أكتوبر 2014)، الأبحاث الكافية عليه قبل تعميمه، لأن شركة «جلياد» لم تجر الأبحاث الكافية على النوع الجينى الرابع المنتشر هنا فى مصر تحديدا، وهو الأكثر مقاومة لمضادات الفيروس بين الأنواع الجينية الست لفيروس سى.

وأيضا لم تقم الشركة، التى حصلت على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، بالأبحاث الكافية على سوفالدى، ومدى تفاعله مع أدوية الضغط والقلب والسكر، وغيرها من الأدوية المزمنة، وهو ما ألقى بظلال من الشك والريبة على هذا العقار، ووضع مصداقية FDA على المحك.

فهل أصاب عالم البيزنس قلب الطب فى مقتل؟! خاصة أن هناك الكثير من الأدوية التى وافقت عليها FDA قد تم سحبها من الأسواق بعد تداولها، نظرا لخطورتها على صحة المرضى، كمثال: عقار زلماك (تيجاسيرود) الذى يعالج الإمساك، وعقار أفنديا (روزيجليتازون) الذى يعالج السكر.

والمطلوب للحفاظ على المصداقية والشفافية أن تكون لجنة الفيروسات الكبدية لجنة إدارية فقط (تتعاقد مع شركات الأدوية)، وأن تتشكل لجنة فنية أخرى مستقلة، من كبار أساتذة واستشاريى الكبد، تكون وظيفتها تقييم الدواء قبل طرحه وتعميمه، على عينة من المرضى، حفاظا على أموال الدولة، ومنع الفيروس من التحور.. (أى لا تكون لجنة الفيروسات الكبدية خصما وحكما فى نفس الوقت). لأن هناك العديد من الأدوية قادمة إلينا مع مطلع العام الجديد، وهى الأغلى ثمنا.

ولا أخفى عليك سراً، بعد تجربة عقار «سوفسبفير»، جاءت النتائج مخيبة للآمال من خلال تجربته على المرضى، وتستطيع سيادتكم الرجوع إلى آخرين من أطباء الكبد ليطلعوك على النتائج الحقيقية. والسؤال الأخطر: إذا كانت نتائج سوفالدى كما نشرت لجنة الفيروسات الكبدية عالية للغاية، فهذه اللجنة تدين نفسها، وتعتبر متهمة بإهدار المال العام إذا استعانت بأدوية أخرى باهظة الثمن لعلاج فيروس سى. أليس هذا بديهياً؟!!.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع