تدين المنظمة العربية لحقوق الإنسان الهجوم الإرهابي الذي وقع في فندق بمدينة العريش شمالي سيناء صباح اليوم، والذي أسفر عن استشهاد اثنين من القضاة واثنين من عناصر التأمين، فضلاً عن إصابة آخرين من عناصر التأمين.

وتشير المعلومات شبه الرسمية إلى استهداف ثلاثة إرهابيين انتحاريين لمبنى الفندق عبر محاولة اقتحام سيارة، وكذا عبر تسلل أحد الجناة عبر شاطئ البحر الملاصق للفندق الذي يتخذه العشرات من القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية مقراً لإقامتهم، وأن الهجوم وقع في السابعة صباحاً حيث كان القضاة يهمون بمغادرة الفندق بعد انتهاء الجولة الأولى الأصلية من المرحلة الثانية من الانتخابات.

وتجدد المنظمة التأكيد على ما تشكله الجرائم الإرهابية من انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وما يفرضه من واجب لملاحقة الجناة وأعوانهم في إطار سيادة حكم القانون لضمان محاسبتهم ومنع إفلاتهم من العقاب، فضلاً عن اتخاذ التدابير الضرورية لمنع تكرار هذه الجرائم.

وكانت سيناء قد شهدت عمليتين إرهابيتين سابقتين خلال الشهر الجاري، جرى في إحداهما استهداف نادي الشرطة بالعريش بهجوم انتخاري بسيارة، ما أسفر عن استشهاد أربعة، وهجومين متلازمين على أفراد أسرة واستشهاد تسعة من أفرادها بينهم أطفال.

ورغم عدم انتهاء التحقيق الذي تجريه لجنة رسمية مشتركة في حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء في 29 أكتوبر/تشرين أول الماضي، فإن التصريحات الرسمية الروسية والغربية تؤكد إسقاط الطائرة عبر عبوة ناسفة صغيرة وُضعت في مؤخرة الطائرة وأدت لانفصال ذيل الطائرة ومقتل ركابها على الفور قبل تحطمها، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها وطاقمها البالغ عددهم 224 شخصاً.

وقد تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي هذه الجرائم، وهو ما يستدعي إعادة النظر في استراتيجيات التحرك الدولي لمواجهة الإرهاب نحو تعاون جاد وفعال لمكافحة هذا النوع من الجرائم المنظمة العابرة للحدود، أخذاً في الاعتبار ضرورة احترام حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب لضمان فعاليتها.

وإذ تتقدم المنظمة بخالص التعازي لعائلات شهداء الواجب وزملائهم، وتعرب عن تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين، فإنها تعيد التأكيد على أن جهود مكافحة الإرهاب ستكلل بالنجاح عبر العمل على الإصلاح الثقافي الشامل بما يقود إلى نزع بذور خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتعصب في صوره السياسية والدينية والإثنية.