الأقباط متحدون - الكلاسيكو ورقصات الموت فى شرم الشيخ
أخر تحديث ١٣:٢٥ | الاربعاء ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٥ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكلاسيكو ورقصات الموت فى شرم الشيخ

ياسر أيوب
ياسر أيوب

لا يملك أى إنسان عربى أو مسلم أى سبب أو دافع لقبول أفكار وكلام الوزيرة الفرنسية السابقة نادين مورانو .. السياسية الفرنسية اليمينية المتطرفة، التى تكره العرب والإسلام وتراهم سبب كل شرور فرنسا ومخاوفها ومواجعها.. وحتى مباراة الكلاسيكو الأخيرة قبل أيام فى مدريد بين الريال وبرشلونة.. لم يكن هناك ما يدعو العرب والمسلمين سواء الذين يعيشون هناك فى فرنسا أو هنا فى أى بلد عربى أو مسلم لاحترام هذه الوزيرة السابقة، التى تدعو طوال الوقت لإعلان فرنسا وطناً للمسيحيين واليهود فقط، وإعلان الحرب على الحجاب، وطرد العرب والمسلمين من فرنسا، باعتبارهم غير متحضرين ومتطرفين ولا يحترمون الآخرين، الذين يملكون ديانة أخرى وثقافة مختلفة

.. لكن لم يعد يستطيع عرب ومسلمون كثيرون الآن مواصلة هجومهم وانتقادهم لنادين مورانو، وهى تطالب بمعاقبة النجم الفرنسى ولاعب ريال مدريد كريم بنزيمة، ومنعه من ارتداء فانلة منتخب فرنسا، بعدما قام كريم بالبصق على الأرض أثناء عزف السلام الوطنى الفرنسى قبل الكلاسيكو.. وكانت اتحادات أوروبية مثل الإنجليزى والإيطالى والإسبانى قد قررت متطوعة دون اتفاق أو قرار من أحد عزف السلام الوطنى الفرنسى قبل كل مباراة، تضامنا مع ضحايا تفجيرات باريس الأخيرة، وقرر الاتحاد الإسبانى عزف السلام الفرنسى قبل كل مباراة يلعبها الريال أو برشلونة.. وفوجئ الفرنسيون بسلوك النجم الكبير كريم بنزيمة المسلم، عربى الأصل.. ولم يطلب أحد من كريم أن يغنى أو حتى يحزن أو يتعاطف مع الذين ماتوا، ولم يكن هناك أصلا ما يمنع كريم من اتهام الفرنسيين بترتيب مؤامرة التفجيرات للنَّيْل من العرب والمسلمين ومزيد من اضطهادهم والتنكيل بهم.. كان بإمكانه كل ذلك دون اضطرار للبصق فى وجه السلام الوطنى الفرنسى المعزوف تضامنا مع أبرياء كثيرين ماتوا دونما ذنب أو جريمة..

فهذا السلوك الذى قد يراه البعض منا عاديا أو فرديا منح العذر والمبرر لكل مَن يهاجم العرب والمسلمين وينتقدهم.. تماما مثلما تطوع الكثيرون منا فى مصر بالجرى إلى شرم الشيخ وإقامة الاحتفالات وممارسة الرقص والغناء دون أدنى اعتبار واحترام لأحزان الروس، بعد موت مائتين وثمانين منهم سقطت بهم الطائرة فى سيناء.. ويرى بعضنا هذا السلوك عاديا وغير متعمد ولا يتضمن أى إساءة لأى أحد، بدليل أن الاحتفالات لاتزال مستمرة، وبقى السياسيون والفنانون يذهبون إلى شرم الشيخ، للاحتفال والرقص هناك فوق الدماء الروسية دون أى داع أو ضرورة أو حتى استفادة حقيقية من أى نوع وبأى شكل لمصر وشرم الشيخ.. يتصور هؤلاء أنهم يوجهون رسالة حب وأمان للعالم، بينما هم فى الحقيقة يقولون للعالم حولنا إننا لا نحفل بأى مشاعر غير مشاعرنا نحن فقط، ولن نحزن حين يموت أى إنسان ليس منا.. مع أننا نستطيع بالفعل تغيير رؤية العالم لنا بتصرفات صغيرة لن تكلفنا شيئا أو تجبرنا على تغيير قناعاتنا وأفكارنا كأن يذهب البعض منا إلى شرم الشيخ ويشعلون شموعا أو نقف دقيقة حدادا قبل مباراة مصر وتشاد الأخيرة أو يقف كريم بنزيمة صامتا قبل أن يبدأ الكلاسيكو الإسبانى.
نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع