عرض/ سامية عياد
يعتبر الغضب خطيئة تعوق النمو الروحى و تؤدى الى خطايا آخرى عديدة ، و مهما كان أسباب الغضب علينا التغلب عليه بالتفكير و المحبة ...
فى مقاله "خطيئة الغضب" اكد القمص بنيامين المحرقى على عدم وجود مبرر للغضب حيث أن البعض يبررون غضبهم بقول القديس بولس الرسول "اغضبوا و لا تخطئوا" هذا فهم خاطىء للآية لكن ما يعينه القديس بولس إن سقط أحد فى الغضب ليته لا يسقط الى درجة كبيرة فلا يتمادى فيه ، و يرجع الى غضبه "لا تغرب الشمس على غيظكم" .
هناك نوع من الغضب الإيجابى النابع من الغيرة على الإيمان أو هدفه اصلاح الخاطىء و توبته ، السيد المسيح عندما غضب من الذين كانوا يبيعون و يشترون فى الهيكل كان غضبه نابع من الغيرة على بيته المقدس ، و عندما غضب على أولئك الذين رفضوا دعوته كان غضبه نابع من اصلاح الخطاة و توبتهم ، إذن الغضب يصبح إيجابى عندما يتسم بالعدل و التعليم و محبة الخطاة و خلاصهم ، أما الغضب الذى يحمل الكراهية و الحقد يمثل خطيئة و مدخلا لخطايا أخرى لأن "الرجل الغضوب يهيج الخصام والرجل السخوط كثير المعاصى" كما أنه يؤدى الى الكأبة و فقدان السلام و عدم المحبة .
ومن أسباب الغضب الكبرياء و الأنانية و الطمع ، و المجادلات العقيمة و قد يكون الغضب طبع فى الإنسان نتيجة ظروف التربية أو ضغوط نفسية أو إرهاق جسدى و يرتبط الغضب بالجهل "لا تسرع بروحك الى الغضب لأن الغضب يستقر فى حضن الجهالة" أى أن الغضب وليد الجهل ، ايضا عدم فهم طبيعة الآخر قد تؤدى الى الغضب ، و للتغلب على الغضب لابد من التفكير و عدم سيطرة أهوائنا على أحكامنا ، ايضا التماس المعونة الإلهية و الجهاد الروحى و التدريب على التسامح والاقتداء بالمسيح "انزعوا عنكم كل حقد ونقمة وغضب وصخب وسباب وكل شر".
الغضب عائق كبير أمام النمو الروحى فإن لم نقمعه يفقدن الحكمة و الاتزان و اللطف و عذوبة العلاقات الاجتماعية ، من أقوال القديس غريغوريوس..