الأقباط متحدون - الأسئلة والملاسنات المُغْرِضـــة .. حول ذهاب البابا للقدس
أخر تحديث ٠١:٠٠ | الجمعة ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥ | ١٧ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأسئلة والملاسنات المُغْرِضـــة .. حول ذهاب البابا للقدس

الأسئلة والملاسنات المُغْرِضـــة .. حول ذهاب البابا للقدس
الأسئلة والملاسنات المُغْرِضـــة .. حول ذهاب البابا للقدس

د. ميشيل فهمي

لماذا زار قداسة البابا القدس ؟ وما هي تداعيات هذه الزيــارة ؟

هذا السؤال صار بمثابة الأحاجي والألغاز ...... ! خاصة بعد التهليل والتهويل الذي قام به أساطين وأساطيل الإعلام التآمري بمصر والخارج علي السواء .

كما كان أيضاً السؤال السائد ، منذ عِـدةٌ أيام .. ما هو الرأي السديد في عدم موافقة البابا لزيارة القدس ، إلا في صُحْبٓـةّ ورِفْقٓــة فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهـر كما كان رد قداسته علي دعوةّ وطلب الرئيس الفلســــطيني محمود عباس ( أبو مازن ) أن يقوم قداسته بزيــــارة القدس ، عندما زاره منذ أيام قليلـــة بالمقر البابوي بالكاتدرائية بالعباسية ، رغم إبداء الرئيس الفلسطيني الكثير من المُبرِراتّ والفوائد التي ستعود علي الشعب الفلسطيني من تلك الزيارة .. ، وكان الإســتمرار في الرفض السلبي .......

وفجأة وجدنا قداسة البابا في القدس .. وأياً كانت الأســـباب التي أدت الي هذه الزيارة ، فهي في حد ذاتها وواقعيتها ، زيـــــارة تمت لأراضي ممنوعة من الزيارة بأمــــر ممن قام بالزيارة !

ألم أقل أنها أحاجي وألغاز !

أما الرأي الحقيقي والواقعي فهي : زيارة تاريخيــــــة أعادت تصحيح مسار حٓـــــــادٓ عن طريقه التاريخـــي المرسوم له منذ أكثر من ألفــــيّ عام بقرارات سياسية ( وليست كنسية ) خاطئــــــة .

هي زيارة صححتها الظروف ، وأجبرت الواقع أن يسير في مساره التاريخي المحتوم ، حيث قام رأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لزيارة القدس - مهما كانت الأسباب والملابسات والدوافع - مؤدياً بها واجب كنسي من حيث خدمة صلاة التجنيز علي جثمان نيافة الحبر الجليل الأنبــا إبراهام مطران الكرسي الأورشليمي ، وكان بمقدور قداسته إرسال وفد كنسي ليقوم بأداء هذا الواجب الحتمي ، لكن قداسة البابا وفي آخر اللحظات قٓــــــرٓرّ التوجـــــهّ الي القــــدس تٓنْفيـــذاً لمشيئة إلـــهية صٓعْبةّ بل مُستحيلة التفســير ، ليقول التاريخ :

كلمته التصحيحية للمستقبل
في جميع الأحوال هي زيارة هامة لها دلالات أهم وتداعيات أكثر أهمية من حيث تأثير ذلك بالإيجاب والدعم للشعب الفلسطيني الرازح تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي

منذ عدة أيام قليلة كان السؤال السائد ، ما هو الرأي في عدم موافقة البابا لزيارة القدس إلا في صحبة فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهـر ! أشدة إحتياج إخوتنا المسلمين في مثل شِدة إحتياجنا لزيارة القدس والأراضي المقدسة للحج ؟

وأقول لِمٓنّ يعترض علي هذه الزيارة ويٓـــدعيّ أنها مخالفة للحكمة التي أرسي بها قداسة البابا شنودة تحريم زيارة القدس ، أقول لهم عليكم بدراسة التاريخ ، ودراسة وتحليل ما يقوم به ملايين الملايين من المسيحيين في العالم ، وفي مقدمتهم بابوات الفاتيــــــكان ، من الحرص كل الحرص علي زيارة القدس والأراضي المقدسة ، وأنه لم تكن هناك أي حِكْمٓـــــة من قرار التحريم والمنع ، بل كان قراراً سياســـياً فرديـاً ، تسلطياً وديكتاتوري النٓزعةّ ، وحتي غابتّ عَنْهُ صِفّةّ القانونية والدستورية .

كما أقول لإعلامي الطبل والزمرّ التهييجي لإثارة الفتن الطائفية أمثال السِنٓــاريّ والسِلْكٓاوي والفِهْلٓــاويّ : إن الكنيسة المصرية الأرثوذكسية هي كنيسة وطنية علي مدي كافة العصور والأزمان ، لا يستطيع إنكار ذلك إلا مُكابرّ أو متآمر ، وأن الإدعاء بأن تلك الزيارة التاريخية الحٓقٓةّ والمُسْتٓحٓقٓةّ سيخلف فتنة طائفية ... الخ من التهيؤات والمُهيئات سابقة التجهيز ، أقول لهم إن زيارة القدس لكافة المسيحيين في العالم ولا ينفصل عنهم أقباط مسيحيي مصر هي حــقٰ ديــــــني وتاريخي منذ ألفيٌ عام ، ولا يحِقٌ لأياً من كان الإعتراض عليه ، فمثلاً نجد أن الحجيج الإيرانيين يتوجهون الي الأراضي المقدسة بالسعودية رغم العداوة اللدودة السياسية والمذهبية بين البلدين دون أي إعتـراض أو شُبهةّ إعتراض ، فلمــــــــاذا كل هذه الضجةّ المُفْتٓعٓلةّ بالنسبة لزيارة قداسة البابا للقدس ، بل وزيارة كل أقباط مصر لها !

وقد سبق وقام بزيارة القدس فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر السابق مُسْتشْعِراً أهميتها وفائدتها

للفلسطينيين .. كما أقول لهم أيضاً لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك ، لأنكم يا جُهٓـلاء قومكم فإن هذه الزيارة التاريخية كانت مٓطْلباً مُلٍحاً من أصحاب القضية الفلسطينية وقادتها منذ سنوات ، لِما فيها من دعم سياسي وإقتصادي ومعنوي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ذاتها ، وأن الزيارات تأتـــي تشجيعاً وتأييداً ومُساندة للفلسطينيين ( للسجين ) وليس للإسرائيليين ، ( السٓجٓــانّ ) ... فمتي تخرسون ؟

هذه الزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس الثاني ، أدتّ بمجمع علماء المسلمين للإجتماع لبحث مدي شرعية زيارة القدس للمسلمين !
ولا تعليق .. إلا أنها زيارة تاريخية ... ذات تداعيات ومردودات إيجابية ستتوالي .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter