أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أن وجوده في القدس ليس زيارة رسمية بل لتأدية واجب إنساني وهو تشييع الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى.
الزيارة الأولى للبابا للقدس منذ 53 عاما
زيارة البابا أثارت جدلا واسعا في مصر غيرت موقف الكنيسة المصرية من عدم الذهاب للقدس دون حل للقضية الفلسطينية، وكذا سماح الكنيسة لرعاياها المصريين بزيارة المدينة المقدسة، خاصة وأنه و لأول مرة منذ نحو 35 عاما يزور بابا الأقباط القدس، وعبر تل أبيب، حيث اعتبرها البعض كسر لقرار المجمع المقدس. و كان المجمع المقدس قرر في جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 منع سفر المسيحيين للحج في الأراضي المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد.
إسرائيل تحتفي بزيارة البابا
ومن جانبها، سلطت وسائل إعلام إسرائيلية، الضوء على زيارة بابا الإسكندرية تواضروس الثاني، لمدينة القدس المحتلة، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنها الزيارة الأولى لـ"بابا الإسكندرية"، على رأس وفد كنسي منذ عام 1980، بعد أن تم حظر زيارة القدس على خلفية توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بناء علي قرار من البابا شنودة برفض الكنيسة المصرية الارثوذكسية المشاركة في تطبيع العلاقات بين البلدين.
البابا تواضروس ترأس الصلوات الجنائزية على بطريرك القدس
كان البابا تواضروس ترأس الصلوات الجنائزية في القدس، صباح اليوم، السبت، في وفاة الأنبا أبرام مطران القدس والشرق الأدنى الذي توفى بعد صراع طويل مع المرض، وقال البابا تواضروس في تصريحات لقناة "مي سات" من القدس: "كان واجبا على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن ترسل وفدا من الأساقفة والقساوسة والشمامسة وأنا معهم لتشييع جنازة هذا الحبر الجليل وتوديعه إلى مثواه الأخير.. مؤكدا أن هذه ليست زيارة على الإطلاق، لأن الزيارة يتم الترتيب لها ويكون لها جدول ومواعيد وارتباطات، ولكن أنا هنا فقط من أجل العزاء وتشييع جنازة الأنبا أبراهام أي من أجل تأدية واجب إنساني ولمسة وفاء لرجل قدم حياته لوطنه وكنيسته، وهذا من باب الإنسانية".
ناشط قبطي: منع المسيحيين المصريين من زيارة القدس .. قرار سياسي
قال الناشط القبطي مينا ثابت مدير برنامج الأقليات والفئات المستضعفة في المفوضية المصرية للحقوق والحريات إن "الكنيسة لم تتخذ موقفا مغاير لعموم المسيحيين بشأن القضية الفلسطينية، حيث اضطر البابا تواضروس إلى السفر لتقديم واجب العزاء في ظرف محدد وواضح لما يمثله مطران القدس من قيمه دينيه وصداقة شخصية للبابا، مشيرا إلى أنه يختلف مع قرار البابا شنودة الراحل بمنع سفر الأقباط إلى القدس، وأن الكثير من المسيحيين يعتبرون أن هذا القرار سياسي له محدداته وظروفه في وقتها، ولا يصح أن تتخذ مؤسسة دينية لقرار سياسي يمكن أن يأخذ منه ويرد عليه بالعديد من الأفكار والمناقشات.
واعتبر أن زيارة الأقباط إلى القدس ليست تطبيعا بل العكس هو دعم للقضية الفلسطينية، كما تدعوا العديد من الأصوات هناك إلى زيارة القدس، مطالبا بإعادة النظر في هذا الأمر من دون خلط الشعائر الدينية بالسياسية.
مطران الكنيسة اللوثرية:زيارة رعوية وليست سياسية
وودعا القس الدكتور منيب يونان مطران القدس للكنيسة اللوثرية، جموع المصريين، إلى تفهم أسباب زيارة البابا تواضروس الثانى للقدس، مؤكدا أنها زيارة رعوية وليست سياسية، موضحا أن الوضع يختلف عن أي وقت سابق أصرت فيه الكنيسة المصرية على عدم دخول القدس إلا بعد تحريرها.
واشار إلى أن البابا تواضروس سافر إلى القدس لكي يترأس قداس جنازة الأنبا إبراهام مطران القدس الراحل والنائب الباباوى فى القدس فقط، معبرا عن ذلك بقوله البابا "سيجنز ويذهب، وأن زيارة البابا تواضروس للقدس تكريما لروح المطران الراحل وخدمته، الذي أفنى عمره فى خدمة الكنيسة القبطية وقضى 24 عاما مطرانا للقدس، وكان من الأساقفة المقربين للبابا تواضروس والبابا شنودة الراحل.
وأكد أن رؤساء الكنائس ليس لديهم حدود جغرافية بسبب امتداد عملهم الرعوى على مستوى العالم كله.
علماني قبطي:15 ألف مسيحي يذهبون إلى الحج في القدس سنويا
من جانبه، قال منسق التيار العلماني القبطي، كمال زاخر، إن الإعلام الرسمي والخاص ومواقع التواصل الاجتماعي بالغوا في زيارة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، إلى القدس لرئاسة قداس جنازة الأنبا إبراهام ، وأنّه لم يكن أحد يتوقع زيارة البابا تواضروس الثاني إلى القدس، لأنّه يجب أنْ يكون هناك تمهيدا قبل هذه الزيارة، موضحا أن العشرات من شركات السياحة المصرية تنظم رحلات إلى القدس في الأعياد، خاصة في عيد القيامة.
وتابع أن من 10- 15 ألف مسيحي يذهبون إلى الحج، لافتا إلى أن زيارة البابا تواضروس الثاني إلى القدس تعد زيارة برتوكولية، كما أنها تدعم الشعب الفلسطيني.
شفيق: الزيارة قرار غير حكيم يمس الوطنية المصرية
من جهته، اختلف الكاتب الصحفي سليمان شفيق مع زيارة البابا ووصفها بالقرار غير الحكيم فى وقت استثنائي قد يضع الأقباط فى مرمى نيران الإسلاميين بل ويؤكد ابتعاد جميع الحكماء عن المقر الباباوي، مشيرا إلى أن زيارة القدس قرار يمس الوطنية المصرية ووطنية الكنيسة وكان على البابا أن يرسل وفدا للعزاء ولا يذهب بنفسه كرمز للأقباط ليعتبر أول بابا فى العصر الحديث يأخذ هذا القرار.
أسعد: البابا كسر قرار المجمع المقدس .. وفي عهده حدث تهاون في السفر للقدس
النائب السابق جمال أسعد اعتبر قرار سفر البابا إلى القدس كسرا لقرار المجمع المقدس عام 1980 الذي يمنع سفر المسيحيين إلى القدس، حيث كان موقفا سياسيا للكنيسة، و كان من الممكن أن يرسل البابا وفدا للصلاة فقط ولا يذهب بنفسه، معتبرا أن سفر البابا إلى القدس إلتواء فى مسيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حيث سافر البابا عبر مطار تل أبيب وليس الأردن بينما كان البابا شنودة يرفض السفر ويوقع عقوبات كنسية على من يسافرون إلى هناك، ومنذ عهد البابا تواضروس حدث تهاون فى قضية سفر المسيحيين إلى القدس وصار الآلاف يسافرون للحج سنويا دون أن توقع عليهم الكنيسة أية عقوبات.
ورغم أن البابا تواضروس أكد منذ أسابيع في لقاءه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمقر الباباوي أنه لن يذهب إلى القدس إلا مع شيخ الأزهر بعدما دعاه عباس لزيارة القدس كسرا للحصار الشعب الفلسطيني، إلا أن الزيارة تركت صدى واسعا تخوفا من تفسح المجال لزيارة لايزال فصيل واسع من المصريين يعتبرونها تطبيعا مرفوضا مع كيان محتل للأراضي الفلسطينية.