كتب – نعيم يوسف
أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بيانا، ردا على ما أسمته بـ"الفانتازيا الإعلامية"، عقب زيارة البابا تواضروس الثاني، إلى القدس، وذلك ردا على الأسئلة التي أثيرت في الإعلام الأيام الماضية، مشددة على أن الكنيسة المصرية أثبتت وطنيتها على مر العصور، وأن "بابوات الكنيسة ضربوا دوما المثل في الولاء للوطن سواء برفض الحماية الأجنبية مثل البابا بطرس الجاولي أو مدرسة حب الوطن التي رسخ دعائمها البابا شنودة الثالث أو إعلاء مصلحة الوطن مثل البابا تواضروس الثاني".
أكدت الكنيسة في بيانها، أن موقفها "من زيارة القدس ثابت لم ولن يتغير، فلا زيارة للقدس إلا مع جموع المصريين يدا بيد وهذا واضح جليا من أول لحظة إتخاذ القرار سواء عن طريق قداسة البابا نفسه أو المتحدث الرسمي. ولو كان قداسة البابا يريد إعادة النظر في القرار فما هو الذي يمنعه من عقد مجمع مقدس وطرح الموضوع واتخاذ قرار بشان ذلك ؟! .. لكن الأمر واضح وقاطع وحاسم وهو لا تغيير في موقف الكنيسة من زيارة القدس لأن سفر قداسة البابا قاصر علي صلاة الجناز فقط"، لافتة إلى أن البابا "لم يذهب لأي زيارات دينية أو سياسية.
وشددت الكنيسة على أن البابا كان يجب أن يترأس الجناز بنفسه لأن "مطران الكرسي الأورشليمي له مكانة خاصة في المجمع المقدس للكنيسة القبطية وهو الرجل الثاني بعد قداسة البابا و كان من المفترض أن يأتي الجثمان إلى مصر ويصلي عليه قداسة البابا ولكن وصية الأنبا أبراهام بأن يدفن في القدس حالت دون ذلك ولولا الوصية ما كان هناك داعي لسفر قداسة البابا".
وأضافت أن "صلاة الجناز من صميم العمل الرعوي، ووفقا لتقاليد الكنيسة يجب علي البابا أن يقوم بهذا العمل ويحسب مقصرا أمام شعبه إذا لم يقم به".
وأكد البيان على أن "الكنيسة لا تضع في حسبانها أية معادلات سياسية فكل خطواتها رعوية ووطنية فقط، ولذلك زيارة القدس لا تدخل فيها أية حسابات سياسية وينبغي ألا تفسر علي هذا النهج علي الإطلاق وهنا يجب أن نذكر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن قد اجري اتصالا هاتفيا بقداسة البابا فور وصوله إلى القدس وأعرب عن ترحابه الشديد وسعادته بوجود قداسته بالأراضي المقدسة مقدما تعازيه والشعب الفلسطيني لقداسة البابا في رحيل نيافة الأنبا أبراهام".
وأشار البيان إلى أن "أبو مازن"، وجه "الدعوة لقداسة البابا لزيارة رام الله ، فيما اعتذر قداسته عن عدم تلبية الدعوة مؤكدا أنه لن يدخل رام الله أو القدس لزيارة الأماكن المقدسة إلا في صحبة شيخ الأزهر". لافتة إلى أن الرئيس الفلسطيني أرسل وفدا نيابة عنه للعزاء.
وشددت الكنيسة على أن البابا "لم يلتقي أي مسئول سواء من الجانب الاسرائيلي أو الفلسطيني فلا مجال هنا للمزايدة والتكهنات بترويج فكرة التطبيع، منهج الكنيسة واضح وهو ألا ندين السياسة أو نسيس الدين فلا داعي لقراءة الموقف علي نحو سياسي"، لافتة إلى أنه "تم التنسيق مع السلطة الفلسطينية للدخول من دون تأشيرة إسرائيلية".
ولفت البيان إلى أن البابا لم يأخذ طريق الأردن "لأن هذا الأمر يخضع للترتيبات الأمنية والتي لا دخل لقداسته فيها ولأن الزيارة كانت مفاجأة للجميع فسارت علي هذا النحو".
وأشارت الكنيسة إلى أن "الشعب القبطي واعي بتقاليد الكنيسة وقوانينها ويعلم أن رئاسة قداسة البابا للجناز واجب رعوي يجب أن يقوم به. وان هذا لا يعني السماح له بالزيارة، فلا مجال للتشكيك في أن الشعب سينتهز بذلك الفرصة لزيارة القدس".
وأوضح البيان، أن البابا في القدس كان "يسند أولاده وشعبه في محنتهم ويفتقدهم ويعيش ظروفهم و يدبر احتياجاتهم الرعوية خصوصا في موضوع اختيار مطران للقدس وهو أمر في غاية الأهمية وذلك لمكانة لكرسي الأورشليمي سواء لمصر أو الشرق الأوسط وللحفاظ على كيان كنيستنا القبطية بالقدس وكذلك متانة ارتباطها بمصر على اعتبار أنها جزء من الوطن، والمحافظة على مكانة ووضع الكرسي الأورشليمي وسط الكنائس بالقدس".
ودعت الكنيسة في بيانها إلى ضرورة "فحص الأمور بدقة قبل إبداء الرأي وتحميل الأمور بما ليس فيها والبعد عن الفانتازيا الإعلامية"، معربة عن ثقتها "في وعي المصريين وأنهم سيميزون بين من يقوم بالمزايدة علي موقف الكنيسة المصرية الوطنية وبين الأمناء ، فوطنية الكنيسة القبطية أمر لا يستطيع أحد أن يزايد عليه".