عساسي عبدالحميد- المغرب
الهــــــــــــــرم ، هذا البناء العجائبي الذي ارتبط بالحياة والموت لدى المصريين القدامى، يستعمل أحيانا للإشارة إلى الفئات العمرية في بلد ما ، ويستعمل أيضا لتبيان الطبقات الحاكمة داخل منظومة معينة ... ويمكننا استخدام الهرم كذلك كمؤشر لاستبيان من يحكم هذا العالم و يمكننا تقسيمه في هذه الحالة الى أربعة أقسام أو طبقات ، القاعدة الهرمية التحتية وترمز لحكام العالم من رؤساء وملوك و سلاطين و أمراء من بانكوك شرقا حتى سانتياغو غربا، ومباشرة فوق هذه الطبقة هناك حكام الدول الكبرى المؤثرة أو الإمبراطوريات العظمى ( كالولايات المتحدة و روسيا والصين والهند و ألمانيا ...... ) و فوق طبقة حكام الإمبراطوريات نجد الشركات العملاقة المتغولة العابرة للقارات خاصة شركات السلاح –الغذاء – النفط -الدواء .....
و على قمة الهرم تتسيد المنظمة السرية الماسكة بجهاز التحكم عن بعد من داخل قمراتها و أبراجها الحصينة لرسم الخطط و تدبير الصراع والحروب ووضع السياسات و تعيين حكام وساسة العالم ، هذه المنظمات هي المالكة لسندات وأسهم مؤسسات الدول العظمى والمحتكرة للأنشطة البنكية والمؤسسات المالية و على رأسها البنك الدولي و الأبناك المركزية وهذه المنظمات يمكن اختزالها في ثلاث عائلات شهيرة و هي عائلة روتشيلد- روكفلر – ومورغان ....هذا الثلاثي هو الحاكم الفعلي للكون والمتربع على قمة هذا الهرم العجيب ...
عالمنا اليوم هو تحت رحمة العشرات من اللوبيات أو مافيات ما وراء البحار المستثمرة في كل أنواع السلع والمتنافسة بجنون على ثروات ومقدرات الكوكب الأزرق، وأهمها و أخطرها أربعة بالأساس لوبي السلاح – الغذاء – النفط -والدواء و يمكننا اضافة لوبيات أخرى كلوبي العقار والمخدرات والسجائر والمشروبات الروحية و الرياضة هذا الأخير أي لوبي الرياضة الذي كان تحت رئاسة السويسري بلاتير كان من وراء منح دويلة قطر بتوافق مع باقي المافيات الأخرى شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لسنة 2022 وهو ملف طبع بالرشاوى الكبرى و الذي كان فيه القطري ابن همام في صلب الفضيحة، لوبي الرياضة هذا هو الذي يحدد عقود الصفقات الاستشهارية مع مختلف الشركات عند الملتقيات الرياضية الكبرى كالألعاب الأولمبية و كأس العالم لكرة القدم و كؤوس القارات والبطولات الدولية لألعاب القوى و غيرها ...
فلوبي الحروب المتحكم في بورصة السلاح هو بحاجة مستمرة الى صراعات ومآسي لتسويق سلعته ولوبي الغذاء يفرض عل الأنظمة نوعية ما تنتجه وما تسوقه من مواد غذائية فلا يحق مثلا لبلد ما أن يتجاوز انتاج كمية من القمح و الا سيتعرض للعقوبة، وأنجع عقوبة يمكن فرضها على نظام عاق غير مطيع هو تمويل التحريض بسخاء أي تحريض الشعوب ضده تحت يافطة الثورة على الحاكم الفاسد السارق الناهب وهذا ما حدث للرئيس الروماني نيكولاي شاوشيسكو الذي حققت رومانيا في عهده اكتفاء ذاتيا وفائضا من القمح الممتاز فتم ذبحه رفقة زوجته بطريقة درامية فظيعة في ديسمبر 1989 ....لوبي الدواء بحاجة الى الطواعين و تعديل مورثات الفيروسات لانتاج أمراض تبتلى بها الشعوب لكي يبيع أمصاله ومضاداته فيعتاش هو ويربح من أوجاع و آلام البشر ...
أما لوبي الطاقة فهو بحاجة لمصادر طاقية بكميات و أثمان معقولة ومناسبة وعلى أنظمة الدول المنتجة أن تبدي تعاونا و تضع في الحسبان مصالح شركات النفط العالمية ...وما أحداث مكة التي تخللت موسم الحج في شهر سبتمبر من سنة 2015 والتي تميزت بسقوط رافعة مملوكة لشركة بنلادن السعودية بالحرم المكي على رؤوس الحجيج و مجزرة التدافع بالمرجم الشيطاني و الذي ذهب ضحيته أكثر من 4000 حاج ليس سوى عقاب و تحذير للنظام السعودي الذي لم يبدي تعاونا كافيا ومقنعا من أجل تنزيل سعر النفط تحت عتبة الأربعين فكان الدهس وكانت المجزرة الشهيرة على مرمى حجر من نصب الشيطان و على خطوات من كعبة بني هاشم ..
وإذا ما قدر أن تم تنظيم الحج السنة المقبلة ولم ينزل سعر النفط تحت الأربعين دولار فان الموسم المقبل لسنة 2016 سيكون أكثر دموية وكارثية من سابقه ....ومن المحتمل جدا أن تمنع السلطات السعودية موسم الحج للسنة المقبلة تحت ذريعة خطورة تفشي طاعون من الطواعين بين صفوف ضيوف الرحمان ....
و النظام السعودي على وعي ودراية بالعقوبات التي أنزلتها هذه المنظمات السرية في حق رؤساء و زعماء و ساسة لدول كبرى من أمثال أبراهام لينكون والرئيس ويليام مكيني والرئيس جيمس جارفيلد والرئيس جون كيندي والعديد من اعضاء الكونجرس ومدراء ومسؤولين كبار بمؤسسات مالية ..
المنظمات السرية الجالسة على قمة الهرم باتت ترى أنه من الضروري احداث حرب كونية مدمرة خاصة بعد تزايد واحتدام الصراع بين الشركات العملاقة ومافيات الرعب فيما بينها على المواقع و الثروات، وأن حربا عالمية ثالثة مدمرة كفيلة بأن تعيد للعالم توازنه و السبيل الوحيد لكي تتحكم منظمة روتشيلد و فولكلر ومورغان في التدبير المالي لادارتها والابقاء على أرباحها في مستوايتها العادية ، فما بعد الدمار و زهق الأرواح سيعاد البناء و ستدخل شركات البلدان المنتصرة بحفاراتها ومعاولها للإنتاج و الاستثمار من جديد و سيكون الجهاز التنفيذي لهذه المجزرة الكونية هم طبقة حكام الدول العظمى .....
التسخينات الأولية للمجزرة الكونية أو الحرب العالمية المدرة نراها اليوم على الأرض السورية و قد دخلت أشواطا هامة ومفصلية، فسوريا فقدت نصف مواطنيها بين مهجر لاجئ وبين قتيل ودوائر هذه الحرب ستتوسع أكثر فأكثر عبر هذا الشريط الملعون الممتد من أفغانستان احدى ممرات طريق الحرير الهامة نحو الصين شرقا حتى مناجم الفوسفاط بالمغرب التي تشكل ثلاثة أرباع احتياطي العالم فتسميد التربة لانتاج الغذاء يلزم هذه المادة الحيوية التي بات الخبراء ينعتونها بالذهب الأبيض، والأمن الغذائي العالمي أصبح جزء من استراتيجيات و اهتمامات من يحكم العالم، و قريبا سيتم تفويت جزء من رأسمال المكتب الشريف للفوسفاط للمستثمرين الأجانب لأنه لا يحق أبد للمغرب أن يضع يده على هذه السلعة الخطيرة و قد أبدى النظام الرسمي قبوله بهذا تجنبا لتمويل التحريض و اشعال الحريق ...
بدأت بوادر الحرب الكونية عندما تم رفض بشار الأسد تمديد أنبوب للغاز من دولة قطر الأمارة بالسوء عبر التراب السوري على هامش لقاء رسمي له بقصر الايليزي جمعه بالرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي قي دجنبر 2010 لكي تتحرر أوربا من تبعية الغاز الروسي ، أضف الى ذلك كميات الغاز والبترول المكتشفة على طول الساحل السوري التي تفوق أربع مرات مخزون الكويت النفطي والتي أسالت لعاب شركات النفط العالمية ورأت فيها السعودية ومدعشات نفطستان خطرا داهما يهدد كينونتها فكان ما كان ....لأن سوريا لن تجعل من هذا الكنز منفعة ريعية بل كانت سيشكل جزءا من منظومة التنمية و النهضة و بناء الانسان ، وأي عمل خيري لا يصب في أنظمة بلدان الخليج الريعية ...
فهل نحن فعلا على أبواب حرب عالمية مدمرة ؟؟ وهل فعلا عالمنا بحاجة لحرب ساحقة ليستعيد توازنه ؟؟و هل فعلا سيشهد موسم الحج للسنة المقبلة طامة عظمى هذا ان تم تنظيمه وبقي على عاتق عائلة آل سعود سقاية ورفادة الحجيج الآتي من كل ردم عميق ..
Assassi_64@hotmail.com