الأقباط متحدون - لماذا ترفض التطبيع ؟
أخر تحديث ٠٧:٣٣ | الثلاثاء ١ ديسمبر ٢٠١٥ | ٢١ هاتور ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٦٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا ترفض التطبيع ؟

لطيف شاكر
في 3 أغسطس 1981 تم توقيع البروتوكول المرتبط بمعاهدة السلام في واشنطن  بين الرئيس السادات وبيجن رئيس وزراء اسرائيل وفي حضور ومباركة الرئيس الامريكي كارتر بشأن الانسحاب من سيناء وانهاء الحرب  والتطبيع بين مصر واسرائيل .

وشملت المعاهدة البنود التالية:
 1-انسحاب اسرائيل الكامل من سيناء التي احتلتها عام 1967
 2-انهاء حاله الحرب بين مصر واسرائيل وحل المنازعات بالطرق السلميه 
3-احترام كل طرف لسياده واستقلال الطرف الاخر
 4-اقامه علاقات وديه بين الدولتين
 5-اقامه مناطق محدوده السلاح علي جانبي الحدود مع تحديد عدد الاسلحه والقوات
 6-احترام حريه الملاحه في الممرات الدوليه
 7-البدء في مفاوضات لانشاء حكم ذاتي للفلسطنيين في الضفه الغربيه وقطاع غزه
 8-التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الدولي رقم 242
 
تأثير الاتفاقية استراتيجيا وسياسيا

انتهت حالة الحرب بين مصر واسرائيل

تمتعت كلا البلدين بتحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع امريكل والدول الاوربية

انهاء حالة الحرب ساهم في مشاريع لتطوير السياحة خاصة في سيناء

وكانت نتيجة التوقيع علي المعاهدة تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 الي عام 1989

بالرغم ان رؤساء الدول العربية يهرعون ويلهثون الي اسرائيل لكسب ودهم والاستفادة بخبراتهم ويوجد علاقات فوق العادة بينهم في الخفاء ويرفضون علانية
 
وتم تنفيذ اغلب  بنود المعاهدة بين الطرفين باستثناء البند الرابع الخاص باقامة علاقات ودية بين الدولتين او حسب المصطلح السياسي تطبيع العلاقات بين اسرائيل ومصر

والتطبيع  معناه تأسيس علاقات طبيعية عادية، مثل تلك التي تنشأ بين أي بلدين  شعبويا ورسميا

وقامت اسرائيل من ناحيتها بتطبيع العلاقات مع مصر واسفر عن تدفق السياح الاسرائليين بزيارة مصر خصوصا منتجعات البحر الاحمر  اضافة الي  اتفاقية الكويز لعبت دورا رئيسيا في التبادل التجارى بين  البلدين

الا ان مصر حجمت عن تطبيع العلاقات مع اسرائيل خلافا للمعاهدة  وضد رغبة السادات وذلك  باستثناء  عددا محدودا للغاية من المثقفين المصريين زاروا إسرائيل أو لم يجدوا مانعا من التعامل معها ومنهم المخرج السينمائي حسام الدين مصطفى  والكاتب علي سالم 

اما الاسباب التي ادت الي  رفض المصريين كالاتي
بالنسبة للمصريين كان الرفض بسبب  ان السلام هو المطلب الحيوي الطبيعي للشعب المصري والشعب العربي وكل شعوب العالم غير أن الخلاف دائما يكون حول أسس هذا السلام وشروطه وضماناته. والسلام الذي تسعى إليه مصر وكل الدول العربية هو السلام الشامل العادل القائم على تحقيق المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني بما في ذلك مطلبه في إقامة دولته فوق أرضه وعلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية بما في ذلك القدس المحتلة."

و بالنسبة للمسلمين العرب  كان رفضهم وفقا للنصوص الدينية التي ترفض ،.
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود … } ( المائدة آيه 82 )
{ و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دبنكم إن استطاعوا } ( البقرة آيه 217 )
{ أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون } ( البقرة آيه 100 )
لاحظ أن معظم الآيات التي تتكلم عن اليهود جاءت بصيغة المضارع و ليس الماضي

اما بالنسبة  للاقباط   خافوا  ان يتهموا  بالخيانة بسبب رفض اخوتهم  المسلمين 
حيث اعلن  البابا  شنوده استمرار رفض الكنيسة الأرثوذكسية لزيارة القدس والحصول على تأشيرات الاحتلال للدخول إلى الأماكن المقدّسة، بالتزامن مع إعلان السادات نيّته لزيارة الكنيست مع الوفد الرسمي، حيث رفض أيضاً البابا  أن يشارك في هذا الوفد استكمالاً للمقاطعة ليقول في عظة له ما أفاد بأن الكنيسة لن تشارك في قرار منفرد لا يتمتّع بالشعبيّة في إنهاء مقاطعة كيان الاحتلال وقال جملته الشهيرة “سندخل القدس مع أُخوتنا المسلمين وقت تحريرها من الاحتلال”.

وايضا بسبب الاحتجاج علي استيلاء الاحباش علي دير السلطان بتشجيع من دولة اسرائيل

ومن جانب آخر:
 " دعا ايهود باراك  العالم لدعم السيسي والليبراليين في مصر لمنع قيام نظام شمولي إسلامي، وقال في حواره إن إسرائيل لا تستطيع أن تدعم السيسي علنًا لأن ذلك سيسبب له إحراجًا في المنطقة

وأشاد موقع “وللا” الاستخباراتي الشهير بنجاح السيسي في تدمير 95% من الأنفاق التي تربط قطاع غزة بمصر، مؤكدًا على كون الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الجهاديين وحماس تتم وسط تعاون وتنسيق قويّ مع إسرائيل

وأضاف الموقع أن السيسي يقلد سلوك مبارك تجاه “إسرائيل”؛ حيث كان مبارك يرفض زيارة “إسرائيل” لكنه في المقابل كان يحافظ على علاقات وثيقة وقوية معها في الخفاء، خصوصًا على مستوى التعاون والتنسيق الأمني

كتبت  صحيفة  "تايمز اوف اسرائيل " أن الجزء الأكثر أهمية من حوار الرئيس السيسي هو تصريحاته المتعلقة باتفاقية كامب ديفيد، ونقلت عنه قوله: “مصر دولة عريقة في سياستها، وتاريخها يحترم المواثيق والاتفاقيات، وأنا جزء من هذه الدولة، وبالتالي فأنا أحترم كل التزامات واتفاقيات مصر بما فيها اتفاقية السلام"

اذن لماذا لانفعل اتفاقية كامب ديفيد بدلا من المقاطعة  التي لاتفيد الوطن بل تجلب الضرر , فاسرائيل وراء تمويل وتنفيذ سد النهضة لاسباب عديدة منها مد مياه النيل الي اسرائيل فضلا عن الاستفادة بالكهرباء والاستثمارات العديدة باثيوبيا وكان يمكن تدارك هذا لو بات التطبيع امرا واقعيا
كما ان تفعيل الاتفاقية تساهم بشكل قوي في  قطع يد الارهابيين بمنطقة سيناء التي باتت  مستنقع للعمليات الارهابية وتستنفد جهودنا وتؤرقنا  و تقتل ابناءنا وتعطل مسيرة الانتاج والاستثمار والسياحة,  وحتي يعم السلام والطمأنينة والامان  لمنطقة  البوابة الشرقية  لمصر , وحتي  يتسني  للدولة  محاربة الفساد  وتستأصل بؤر الاخوان داخل الوطن .   

اما مشكلة القدس فلا تحل بالمقاطعة بل العكس صحيح ,خاصة انها تمثل للجانبين اليهودي والاسلامي رؤية دينيةفبالنسبة للاول  ارض الموعد وبالنسبة للثاني   أولى القبلتين   وثالث الحرمين    والمشاكل الدينية معقدة جدا  ويصعب حلها الا بالتنازلات  ومن يقبل التنازل في  مايمس دينه وعقيدته  ؟
وهل ننتظر حل مشكلة القدس حتي يتم التطبيع  وقد تستغرق وقتا لايعلمه الا الله 

-- ونأتي الي  زيارة البابا للقدس :صحيح أن زيارة البابا تواضروس للقدس ليست زيارة رسمية في إطار التطبيع بين البلدين ، ولاهي زيارة مرتبة من قبل وإنما فرضتها ظروف كنسية خاصة هي القيام بقداس خاص بوفاة الأنبا إبراهام مطران القدس ، لكن الزيارة في حد ذاتها تطرح سؤالاً مهماً هو لماذا نمنع الأقباط بل والمسلمين من زيارة القدس ؟! من الذي أصدر قراراً كهذا ؟ ألسنا في سلام مع اسرائيل التي تحتل الآراضي الفلسطينية ؟ الأرض محتلة صحيح ولكن مازال الفلسطينيون يعيشون فوقها و يستفيدون بشكل ما من عوائد زيارات القدس الشرقية والسياحة الدينية بها وهناك تجار عرب فلسطينيون لهم محلات وبازارات يتكسبون من الحج إلى بيت المقدس تماماً كمايستفيد تجار مكة والمدينة من الحجاج والمعتمرين على مدار العام

 فلماذا ننسحب من أرض لنا فيها مصالح ولنا مع أهلها وشائج متينة ؟! لماذا لانزور القدس مسلمون وأقباط ونغذي العلاقات المصرية الفلسطينية وننعش اقتصادياتها خاصة ونحن لسنا في حالة حرب مع إسرائيل .. متى نتخلى عن أساليبنا الغبية العقيمة في معالجة مشاكلنا ؟! سبعون عاماً من الضياع قضمت فيها اسرائيل الأرض العربية قطعة وراء قطعة وصنعت جداراً معنوياً عازلاً بيننا وبين أشقائنا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ونحن نستسلم لدعوات حنجورية بالمقاطعة وعدم التطبيع خسرنا منها أكثر مماربحنا ..

ان اهمالنا لبيت المقدس بسبب عنتريات البعض منا الذين لايريدون أن يغيروا من أساليبهم لتتماشى مع الواقع  الجديد والنتيجة أننا نفقد أرضاً ونخسر مكانة بإصرار وغباء أيضاً . لماذا لانفكر بعد كل هذه الخسائر التي لحقت بنا كأمة خارج التاريخ  ، فنزور القدس ونشجع المسلمين والمسيحيين على زيارتها. ونفرض واقعاً جديداً على المحتل الإسرائيلي والأرض الفلسطينية رغم انها أرض محتلة لكن لايجب أن نكرس القطيعة بانسحابنا الجاهل منها  حتي لايكون واقعا يهوديا ...و مالايدرك كله لايترك كله.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter