قرأت خبراً أعجبنى عن إعلان مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربيرغ، وزوجته بريشيلا تشان، خططهما للتبرع بمعظم ثروتهما التى تقدر بـ45 مليار دولار للأعمال الخيرية وذلك بمناسبة قدوم طفلتهما التى أطلقا عليها اسم «ماكس» إلى العالم.
قام الزوجان بمشاركة خبر ولادة طفلتهما فى «بوست» على فيس بوك تحت عنوان «رسالة إلى ابنتنا».
الـ«بوست» الطويل تضمن تعهّدَ الزوجين بالتبرع بالغالبية العظمى من ثروتهما للأجيال المقبلة، إذ سيقومان بالتبرع بـ99% من أسهمهما فى فيس بوك -التى تقدر حالياً بـ45 مليار دولار- للمنظمة الخيرية التى يملكانها. سيترك هذا لهما وللطفلة الجديدة مبلغ 450 مليون دولار، حسب القيمة الشرائية الحالية لـ«فيس بوك».
يقول البوست المكون من 2234 كلمة:
«العزيزة ماكس.. والدتك وأنا لا نملك الكلمات التى منحتنا إياها تجاه المستقبل. حياتك الجديدة مليئة بالوعود، ونأمل أن تكونى سعيدة وسليمة بحيث تعيشينها كاملة.
لقد منحتنا سبباً للتفكير بالعالم الذى نأمل أن تعيشى فيه. ككل الآباء، نريدك أن تكبرى فى عالم أفضل من الذى نعيش فيه اليوم. وبينما تركز عناوين الصحف على ما هو مؤلم، يتحسّن العالم من عدة نواح. الصحة تتحسن، الفقر يتقلص، المعرفة تزداد والناس يتواصلون. التقدم التقنى فى كل المجالات يعنى أن حياتك ستكون أفضل بكثير من حياتنا اليوم. سنقوم بدورنا لجعل هذا يحدث، ليس فقط لأننا نحبك، بل لأننا لدينا مسئولية أخلاقية لكل أطفال الجيل المقبل.
نؤمن أن حياة كل الأشخاص لها القيمة ذاتها، وهذا يشمل كل الناس الذين سيعيشون مستقبلاً. من واجب مجتمعاتنا أن تنفق الآن فى سبيل تحسين حياة أولئك الذين سيأتون إلى العالم، وليس فقط أولئك الذين يعيشون فيه الآن».
يشرح الزوجان لاحقاً فى هذا البوست كيف ينويان أن يحدثا فرقاً:
«سنتبرع بـ99% من أسهمنا فى فيس بوك -حوالى 45 مليار دولار حالياً- خلال حياتنا لتحقيق هذه المهمة. نحن ندرك أن هذه مساهمة صغيرة مقارنةً بكل تلك المصادر والمواهب التى تعمل سلفاً فى هذا المجال، لكننا نريد فعل ما نستطيع بمساعدة آخرين كثر. سننشر تفاصيل أكثر خلال الأشهر المقبلة حالما نعتاد على الإيقاع الجديد لحياتنا العائلية ونعود لعملنا. نتفهم أنه سيكون لديك أسئلة كثيرة حول أسباب وكيفية القيام بهذه المهمة».
ما أعجبنى فى الأمر أنه تجسيد لمعنى سامٍ نعلمه ولا نطبقه، وهو: «ومن ليس يسخو بما تسخو الحياة به... فإنه أحمق بالحرص ينتحر».
ليسأل كل منا نفسه: كم وجبة نحتاجها يومياً؟ كم سيارة؟ كم سريراً؟ كم منزلاً؟
قال تعالى فى سورة الحديد: «اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِى الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ، كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً، وَفِى الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ» صدق الله العظيم.
نقلا عن الوطن